بعد عدة ايام قابلت احد مسؤلي الامن في التنظيم كان شابا يظهر عليه التقوى والايمان طويلا
ذو جسد رياضي يبدو من حديثه هادئ الطباع قابلنى بابتسامه مطمئنه لحد ما فانا يشوبنى
التوتر والقلق لانى لا اعلم لربما ان اندفاعي لا يتوافق ومثل هذه المهام.بدء يسرد لي بعض
الخطط التى لم تلقى عندى استحسان فبرغم قلة خبرتى الا انى اثرت ان اعمل بنصيحة رسول الله عليه
افضل الصلاة والسلام وان استفتى قلبي .
خرجت وقد احسست في قلبي غصه فقد طلب منى هذا المجاهد ان ارتب لنفسي عملا ما وان ابلغهم
ليتدارسوه يبدوا ان الطريق بعيده على عكس ما كنت اتوقع.
اعتكفت اسبوع في المسجد ادعوا واناجى الله تعالى ان يلهمنى الصبر او ان ينير بصيرتى بعمل
يرضينى ويقنعهم فلقد تملكنى الشوق للقاء ربي حتى اصبح شغلي الشاغل في قلبي
شغف لرضاه سبحانه.
قبل ان ينتهى اعتكافي بيوم جائنى احد زملائي ممن ارابط معهم ليعزمنى على عرس اخيه
واستحلفنى بالله ان احضر لانه وعلى حد قوله يفتخر بنا كوننا ابناء حزب واحد ومجموعه مرابطه
واحده .سئلته باستغراب اين ستقيمون حفل عرس اخيك انتم لا تفارق الاليات بيتكم يوميا ان
هذا سيكون خطرا على زواركم وعلى من جاء يشارككم فرحتكم طئطئ زميلي راسه وتنهد بحزن وقال
اظطررنا لان ننقل العرس لمكان اخر رغم حزن والدتى ووالدى فهما يتمنيان ان تدخل الفرحه
بيتنا لانه اخى الاكبر واول فرحتهما لكن ما عسانا ان نفعل فان رواد هذه المغتصبه من جنود
ومغتصبين عباره عن حيوانات يستمتعون بايذائنا والحاق الضرر بنا وايضاهدفهم اجبارنا على
الرحيل ليتسنى لهم توسيع المغتصبهوالتخلص من خطر مجاورتنا لهم.
لا اعلم ما سر طلبي منه ان اذهب معه لارى بيته ربما فضولا لان ارى ما يفعله هؤلاء الجيران
المجرمين في زميلي وجيرانه وربما هو تدبير اللهى لتغير الامر راسا على عقب.
ذهبت بعد يومين لبيت زميلي دخلنا بيته وهو بالمناسبه يطل على شارع داخل الحي الصغير
المتبقى بجانب المغتصبه كل سكانه يعانون الامرين من الرصاص والقذائف التى يمعنون باطلاقها
بغية نيل هدفهم الذي ذكرته انفا’ شعرت لوهله ان سكان هذا الحي من خيرة المرابطين على هذا
الثرى الغالي فقد جلست لربما اربع ساعات لم يسكت صوت الرصاص والقذائف لحظه وايضا كنت
اسمع الاليه التى تحت جدار بيتهم تتحرك كل دقائق وهي الليه يبدو ان عملها تامين بوابة
المغتصبه كي لا يباغتها احد وان حاول بالطبع ستواجهه هذه الاليه بعيدا عنها اي المغتصبه
وبالتالي يصبح هذا المدخل امن تفكير بنى صهيون وامعانهم في تحصين انفسهم لا يتوقف ولربما
هذا ما صيصعب على مهمتى وما اصبو اليه فاختراق المغتصبات بصفه عامه عسكريا ومنطقيا شبه
مستحيل وهذاترتب عليه فشل الكثير من المداهمات لها واستشهاد كثير من المجاهدين على حدوها
قبل ان يتموا مرادهم في الولوج لقلبها وتنفيذ مهامهم الاستشهاديه.
حضرت حفل زفاف الاخ الاكبر لزميلي كان حفلا اسلاميا احيته احد الفرق الاسلاميه التى طغت في
الاونه الاخيره على الفرق الموسيقيه كان حفلا صاخبا فيه التهليل والتكبير فيه الضحك على بعض
ما قدم من مواقف مضحكه قدمها اعضاء الفرقه وفيهاايضا مسرحيه عن اسر الجنود وعن تحصين
اليهود لانفسهم في بروج مشيده واختبائهم كالجرذان في الياتهم وابراجهم وايضا عن قدرات
المجاهدين على كسر تحصيناتهم بعون وفضل الله .
جائت الكثير من الفصائل تهنى وتبارك لاهل العريس’ في المحصله كان عرسا جميلا دلل على
اصالة وتدين شعبنا وترابطه’و في خضم احداث هذا العرس المهيب انكشفت بصيرتى على امر جلل يا
اللهى ما هذا لقد وجدتهااريدالان صفاء واجواء هادئه لكى تنضج فكرتى التى لمعت كالبرق في
راسي اريد ان لا تهرب تلك الفكره منى واريد ان انضجها.
خرجت مسرعا من العرس وسط دهشة الكثير من زملائي كنت اريد ان اخلو بنفسي كنت اريد ان اوزن
الامور بميزانى بعيدا عن اي شيء يلهينى.
سهرت الليل بالكامل وقد عزمت على ان ازور زميلي غدا حتى وان كان عرس اخيه لم ينتهي بعد ’
ايقظتنى امى في الصباح وطلبت منى الذهاب للافطار معها ومع اخوتى في ردهة البيت لكن انا الان
لبي وتفكيري في مكان اخر نهضت من فراشي ارتديت ملابسي على عجاله وذهبت لبيت صديقي الذى كان
نائما ومرهقا من السهر في عرس اخيه ’استغرب قدومى وبادرته انى اريد ان ادخل البيت استئذن
من اهله وادخلنى بعدها قلت له سمعت المره الماضيه صوت الليه بجوار الجدار الذي يفصلكم عن
الشارع قال نعم وهي موجوده الان ولا تبارح الجدار الا في تبديل مع زملائهم كل ست ساعات لقد
حفظنا برنامجهم من تكراره قلت له اريد ان اطل عليها لبرهه اجابنى باستغراب الامر جد خطير
يا زميلي لو انتبهوا عليك ربما يدمروا المنزل على رؤسنا جميعا ’احسست بحنق وامتعاظ وحزن
في ان واحد فانا اريد ان ارى هذه الاليه واين تقف بالظبط ’لاحظ زميلي تقاسيم وجهي التى
كانت في بداية زيارتى مستبشره والان تحولت لحزينه وعابثه قال لي اسمع ساحاول ان اجعلك ترى
الاليه من شباك المطبخ الصغير لكن ارجوك كن حذرا ولا تثير اي ضجه حفاظا على اهلي والبيت
فرحت وقلت له هيا لا تقلق انا اريد الان ان القي نظره الان فقال لي انتظر حتى استئذن امى
وادخلك المطبخ وساضع لك كرسي هناك كى تستطيع ان ترى بوضوح.
قضى الامر وانا الان وبفضل الله اشاهد الاليه وهى تقف تحت الجدار ولاحظت ان هناك اليه في المقابل
على الناحيه الاخرى من الحي الذي يواجه البيت وهو حي مهدم قست المسافه التى تفصلها عن
بوابة المغتصبه وكان تقريبا مائتين متر او اقل قليلا عكس الجهه المقابله التى تبعد قرابة
اربعة اضعاف المسافه من هنا من هذا الجزء المتبقي ولم يهدم ويقطنه زميلي وجيرانه’ ولحسن
حظى بعد ربع ساعه تحركت الاليه واثارت غبارا كثيفا يبدوا ان الليه اخرى ستستبدلها لانتهاء
دوامها حاولت ان ارى من وسط الغبار فالرمل ناعم وتحرك جرير الاليه يثير غبارا كثيفا ومن
هنا اعتبرت ان الامر تضج فغبار هذه الاليه هو السر وهو المطلوب لتنفيذ المهمه’ من شدة
فرحتى قبلت زميلي واحتضنته كان مظهره مضحكا وهو يرمقنى باستغراب شديد خرجت من عنده اعدو ’
والله احسست انى طفل يلهو كنت اركض ولا أأبه بمن حولي من الذين يرمقونى باستغراب منهم لربما
ظن انى قابلت حبيبا ففرحت ومنهم ظن انى نجحت ففرحت او منهم ظن انى استلمت عمل بعد تعب
ففرحت ’ والله ان فرحتي كانت لانى اقتنعت انى وجدتها دخلت حجرتى وامى تعاتبنى على خروجى دون
افطار اواعلامها باغتها بقبله على جبينها ودخلت حجرتى لاقضي النهار والليل افكر واخطط
وادبر.
طلبت من مسؤل الامن مقابلتى لتدارس شيء احضرته ولم يمكث طويلا اخدته معي لبيت زميلي
واستئذنته ان يقوم معى للمطبخ وان يرى دون اعلامه بخطتى ووسط استغراب زميلي ومسؤل الامن
نفذوا ما طلبته منهم وبعد الانتهاء من هذا الامر طلبت من زميلي ان يجتمع معي ومع مسؤل الامن
بعد يومين لتدارس امر ما.خرجت انا ومسؤل الامن وفي الطريق اوضحت له فكرتى نظر لي وهو في
قمة ذهوله ويبدو لي من قسمات وجهه وشروده ان الامر اعجبه لكن تفكيره العميق اقلقنى واثار
ريبتى وقال لي ساتصل بك في المساء لنتدارس الامر فيبدو انه يريد مشاورة زملائه ممن يعملون
في مجال الامن والتخطيط.
جائنى كما وعدنى في المساء ومعه مجاهد اخر بعد اخد الضيافه بدء المجاهد الذي كان برفقته
يشرح لي عن ان وان كانت تبدو العمليه سهله الا ان التنظيم يخشى رد فعل الصهاينه على اهل
البيت والحى وعن التخوف من اثناء نقل العتاد من وجود عملاءواعوان للاحتلال فهذه المناطق يمعن
الاحتلال في زرع العملاء فيها لتامين انفسهم ’ راعنى ما سمعت منهم وان كان مقنعا الا انى
ارفضه فعقلي الذي ركز على التخطيط للمباغته والية دخولي بوابة المغتصبه قد اغفل هذه
الامر’عقد الحزن لسانى وحاول الاخوه الاثنين ان يهدئوا روعى فقد بدى واضحا على تقاسيم وجهي
الحزن الشديد ولا ابالغ ان قلت اني كنت ساجهش بلبكاء.
بعد ايام قليله زارنى زميلي وطلب منى توضيح الامر له وعن ولماذا اخلفت ميعادى معه فاجبته
عن كل شيء عن الظروف والملابسات وعن موقف التنظيم فقال لي فكره لم تخطر على بال احد لكن
ممكن تنفيذها دون الاضرار بالاهالي قفزت من مقعدي وواقفته كيف هيا اجبنى قال وهو مرتبك من
الناحيه الثانيه للحى تقف الليه اخرى والناحيه الثانيه عباره عن بعض البييوت المهدمه
واحراش ممكن من هناك تنفيذ العمليه التى اشرت لها لكن ستحتاج شباب يمتاز بالياقه والتحمل
الشديد لان سيظطرون للزحف مسافه لا تقل عن ثمان مائة متر وسط اسلاك وحديد وطوب البيوت
المهدمه ووعورة الارض التى انهكتها جوارير الاليات ذهابا وايابا عند هدم هذا الجزء من
الحى ’سيكون الامر مرهقا وصعبا للغايه ولا اعلم هل سيظل لديهم قوه ولياقه للمواجهه فسيكون
مطلوب منهم بالطبع لكى تتم عمليتهم بنجاح ان يشتبكوا ويراوغوا وربما القفز عن حواجز
موضوعه على طول مدخل المغتصبه سيكون الامر مرهقا جدا لدرجة اشك على ان هناك من يملك هذه
القدرات وهذا التحمل.
خرج زميلي وذهبت لمسؤل الامن اوضحت له المستجدات ذهب معي وقال انى اوافق على ان تتم من هنا
العمليه لكن ستخضع لتدريبات صعبه ومرهقه لنتاكد من انك تملك القدره على تنفيذ ما تصبو
ونصبوا اليه.
دخلت في معسكر تدريب خاص لايوجد به الا خمس مدربين كان تدريبا مضنيا شاقا كنت من شدة
الارهاق يغمى علي احيانا كنت انام قبل ان اصل سريري .استمر تدريبي لعشرة ايام حتى كررت
نفس السيناريو على ارض الواقع وبجداره وكنت من شدة الفرح اقفز بالهواء بعد انتهائي من
تنفيذ للسيناريوالمفترض تنفذه اثناء العمليه الحقيقيه كررت الامر سبع مرات لكن مدربي
الاول وهو شاب مفتول العضلات رياضي جدا ويبدوا انه من افضل المدربين لدى التنظيم وجيئ به
من مكان بعيد وليس من مدينتنا والله اعلم قال لي انت تنفذ الامر بامتياز ولكن لاتنسى ان عامل
التوتر والقلق الخوف اثناء التنفيذ الفعلي للعمليه سيكون ارهاق اضافي عن ارهاق الزحف
والمراوغه والاشتباك .
تم الاعداد لكل شيء حتى انى سجلت شريطا اعلن انى الشهيد الحى لحين قضاء امر ربي واحتسبت
نفسي عنده واوصيت اهلي بالدعاء لاي وخاصه امى وابي واوصيت شبابنا بالصلاة وصلاة الفجر في
جماعه والخروج في سبيل لله والاعتكاف واوصيت ابناء شعبي بالرباط والجهاد وبت احلم باليوم
الذي يؤذن لي بتنفيذ المهمه.
.انا الان قدم على الارض وقدم في السماء ربي لا تؤجلنى انى اشتقت لرؤياك.