صوت قصف الطائرات كان يدوي على طرف الجامعه التى ادرس بها خرجنا نهرول لنعرف من ضحيتهم
هذه المره فوجدنا عربه مدمره محترقه بمن فيها يا اللهى جميعهم تحولوا لاشلاء كبرنا وهتفنا
بغضب خرجت اصواتنا هادره مزلزله.
كانت المناظر صعبه ومؤلمه وكانت اصواتنا صاخبه جدالدرجة شعرنا الجدران تتحرك من
شدتها.رجعت البيت كنت حانق ونادم على هذا العهد الذي قطعته لوالدى ان لا افكر بشيء غير
دراستى .لم اتناول طعام الغداء نت شدة حزنى على ما رايت حاولت المذاكره لم استطع .خرجت من
البيت ذهبت لصديقي محمد فاجئني باستقبال غريب نوعا ما لم اعهده منه من قبل ادخلنى حجرته
ولم يدخلنى حجرة استقبال الضيوف التى تعودت مقابلته فيها عند زياراتى له .اخرج من دولابه
بندقيه والقاها علي اخذتها وفحصتها قبلتها نسيت نفسي من شدة المفاجئه.
قلت له والدموع تكاد تقفز من عيونى انا احسدك يا محمد ليتنى كنت مكانك .محمد ابدى
استغراب وحيره من كلامى وقال لي ولما لا ان كل المنظمات في المخيم تتمنى انضمامك لها.
قلت له عن عهدى لابي وانه طوق رقبتى به. تركته ذهبت لصلاة العشاء .عدت ادراجى للبيت انزويت
في حجرتى وانا مشدوه البال افكر بعمق كيف ساتخلص من هذا العهد’ خرحت وانا في اشد حالات
العصبيه وقلت لوالدي الذي كان هو وامى امام التلفاز يتابع الاخبار .
انا اريد ان اتحلل من عهدى معك واخدذنا نقاشا مطولا اقتنع والدى بوجهةنظري لكنه طالبنى ان
اختار شكلا من اشكال الجهاد والرباط لايكون فيه خطوره عاليه .اومئت براسي موافقا رغم انى
غير مقتنع لكنى اثرت عدم اثارت مخاوفه .
وخرجت من البيت اعدو لبيت صديقي’فتح محمد لي الباب ويبدوا انى قد اوقظته من نومه باغتنى
بالسؤال ماذا حدث لما تلهث اهناك شيء اجبنى كانت اسئلته متلاحقه عبرت عن قلقه نت الحاله
التى رانى عليها .قلت له اهدئ الامر خير ان شاء الله صارحته بالسبب ابتسم لي وقال غدا اصطحبك
معي لبيت احد مسؤلينا وهنا تتفق معهم . اليوم التالي كان يوما مشهودا في حياتى نقله جديده
ومتميزه .
استقبلنى ابا عباده بالتهيليل والترحيب وصارحنى انه كان يتمنى لقائي منذ زمن لاني شاب
متدين ولان لي موقفا منذ الصغر حسب وصفه لي يجعله يفتخر بان انضم للحزب الذي يعمل به
صارحته بكل رغباتى ولم اخبئ عنه شيء.
اتفق معي على انى احتاج تدريب واعداد ومن ثم ليكن الامر خير حسب قوله واعطانى ميعاد اذهب
فيه لمكان هناك سياتى شخصين يصطحابانى لمعسكر تدريب وبالفعل ذهبت معهم وابتدئت تدريبات
نظريه وعمليا.منها تدريب على اطلاق النار والتصويب والمداهمات والاقتحام كنت مميزا جدا اثرت
اعجاب مدربيي وزملائي وقادة المعسكر.
بدئت بعد الاننتهاء من التدريب ارابط مع مجموعه على احد ثغور المخيم كنت سعيدا جدا سعاده
ما توقعتها او حتى حلمت بها. كنت ارابط ثمان ساعات كل اثنين وسبعون ساعه وغالبا في الليل
حتى بزوغ الشمس نحمى المخيم من العابثين ومن العملاء او محاولات الجيش ا قتحام المخيم
فمخيمنا يطل على احد المغتصبات .تلك المغتصبه التى قضت المقاومه في المخيم مضاجعها
بقذائف المورتر والاشتباك مع ابراجها المنتشره قبالة المخيم.
وفي احد الليالي طلب منى مسؤل المجموعه المرابطه مقابله احد المجاهدين والذي بدوره طلب
منى ان اكون ضمن خليه اسناد ستؤمن عملا نوعيا في المغتصبه القريبه من المخيم واطلعنى على
الدور المناط بي حيث طلب منى اشتباك من اقرب مكان مع الابراج التى تحيط بالمغتصبه كان هذا
حسب ما ستنتجت مناوره للتمويه عن تسلل للمغتصبه من مكان ثان .سئلته لماذا اخترتنى انا
واستثنيت الخليه التى ارابط بها فقال لي هذا العمل يحتاج من يملكون مميزات خاصه وانت
تقارير قادتك ومدربيك اكدوا اهليتك لتلك المهام واخبرنى ايضا ان هذا العمل بمثابة عمل
استشهادي لانننا سنكون قريبين جدامن الابراج المحيطه بالمغتصبه.و ممكن ان
يخرج الطيران ويقصفنا .
وصارحنى ان الامر ليس بسيط وان واثناء اشتباكنا مع الابراج غالبا سيظهر الطيران ويكون هذا ا
لامر بمثابة خطر حقيقي .
بدئت العمليه وخرجنا انا واثنين من المجاهدين اختبئنا في حد البيوت المهدمه القريبه
جدا من الابراج وباغتناهم باطلاق نار كثيف ردوا بدورهم من مدافعهم العملاقه علينا واخذ
زميلي باطلاق قذائف المورتر وانا بدوري اطلق بغزاره النارمن بندقيتى حتى جاء الامر بالانسحاب
كان الانسحاب زحفاعلى الارض وخطيرا جدافالرصارص يضرب الارض والشجر وباقي المبانى المهدمه
حولنا.
وسمعنا ثانى يوم الخبر الذي اثلج صدورنا عن قيام ثلاث استشهاديين باقتحام المغتصبه
وقتلهم اكثر من خمس مغتصبين واصابة الكثير منهم.
من هنا تغير نمط تفكيري واصبحت اصبوا لما هو اكثرواعظم.