لا اعرف سببا واضحا لهذا الشعور ان حدثى يخبرنى ان هناك امر جلل سيحدث .انتظرت جرس ا
لمدرسه وكلي شوق لان اعود ادارجى للبيت.نظر لي المدرس وقد دهش لشرودى وانا الطالب المميز
في المشاركه في العاده.
سئلنى مالك يا بنى انت اليوم من بداية الحصه ويبدوا عليك الشرود والسرحان هل هناك شيء
يضايقكك.نظرت له متفاجئا بسؤاله اجبته انه لا يوجد شيء واثرت ان انظر في كتابي لاقنعه انى
اقرء من الكتاب ’اشاح بوجهه عنى وانتهت الحصه حملت حقيبتى وخرجت اعدو فانا اريد الوصول
للبيت باقصى سرعه والله لا اعلم لما كل هذا.اجاهد نفسي ان ارى تفسيرا لهذا الامر الذي ملئ
جوانحى لا اجد’ حتى زملائي ممن يقطنون مخيمي ومعي في المدرسه استغربواهذا التصرف الجديد علي
وزادهم استغراب سرعتى بالعدو وتركى لهم بهذه الطريقه . ومنهم رانى اعدو فظن ان هناك شي
بخص اسرتي هرول معي دون ان يفكر ماذا حدث او حتى يسئل.
عند دخولنا ابواب المخيم سمعنا اصوات اطلاق نار واصوات انفجارات واهالي من المخيم
يقفون يشاهدون من بعد وقد بدئ عليهم الغضب الممزوج بالحزن رايت جارنا ابو خالد يقف يتحدث
مع بعض الرجال وعلامات الغضب تعلو قسمات وجهه’ حركة يده العصبيه وهو يمعن بالشرح دلل
بالقطع ان هناك امر جد خطير .
ذهبت له وجازفت بسؤاله وهو على هذاالغضب. نظر لي وقال لا تخف يا بني ان بيتكم ان شاء الله لن
يصاب باذى فهو بعيد نسبيا عن الاحداث سئلته بشغف اي احداث وما سبب اطلاق الرصاص وصوت
الانفجارات فقال والغضب في عينيه يحاصرون بيت جاركم ابو محمد ويطلقون الرصاص والقنابل وهو
يرفض الاستسلام ويقاتلهم بشراسه.
مرت الدقائق والكل ينتظر عما ستسفر عنه تلك المعركه. علمت حينها من بعض الجيران ان ابي
ليس بالبيت ولكن ما اخافنى وزاد من توتري علمى ان امى واخواتى الصغار بالبيت فاشفقت
عليهم من خوفهم لوحدهم في هذا الموقف العصيب.
لم ينقضي طويلا الا وقوات الجيش الصهيونى التى تم تعزيزها اكثر من مره و نحن نشاهدهم من
طرف المخيم عن كثب وشغف لعلنا نعرف ما نتيجة هذه الاشتباكات. خرجت تلك القوات الغاشمه
يركضون ومعهم يبدوا جثة الشهيد ابو محمد يسحلونه بدون رحمه وبمكبرات الصوت يتوعدون كل من
يقاومهم ’تملكنى غيظ وحنق ورغبه بالصراخ لا اعرف شعرت بسخونه في صدري ورغبه شديده بالبكاء
يا الهي هذا الرجل الفاضل الطيب الاب الحنون يقتل يدم بارد من هؤلاء الغرباء امسكت طوبا
واخدت اصرخ بهستريا واقتربت منهم لا اعرف ما سبب جراتى لكن ما اعرفه انى شعرت برغبه عارمه
في الانتتقام يبدو ان هجومى الطفولي العفوي قد جرء اهل المخيم المتجمهرين فقد بدئوا
اشتباكا مع جيش العدو بالحجاره والصريخ والذي تمخض عن هذا الاشتباك ترك الجثه من قبل
الجنود الصهاينه والحمد لله والفرار من المخيم وسط اطلاق نار غزير .
هجمت الجموع على جثة الشهيد ابو محمد حملته على الاعناق وبدئت تجوب فيه بالشوارع ودمه
الخضاب يسيل مبللا ارض المخيم.
عند وصولهم عند بيته خرجت النسوه زوجته واخواته البنات وامه يطلقون الزغاريد ويهتفون الله
اكبر والدموع في ماقيهم مبينه ومعلنه غضب وفخر وعزة اهل الشهيد.تفاعلت زغاريدهم مع حماس
الشباب .
الشباب الذين توجهوا به لمقبرة الشهداء كي يوارى الثرى باسما مستبشرا .
ذهبت قبل ان اذهب معهم اطمئنيت على امى واخواتى الصغار وهرعت معهم للمقبره.يوما لن انساه
يوم غل وفخر يوم رغبه في الانتقام’تلك الرغبه التي سكنت قلبي وغيرت مجرى حياتى فكل المخيم
حتى ام وزوجة واخوات الشهيد جائوا يحملونى ويقبلونى لانى تجرات وهاجمت الجنود وضربت
الطوب وصرخت بغضب مما شجع كل اهل المهيم على انتزاع الشهيد من براثن ايديهم النجسه .كان
فخرا لا يضاهيه فخر وكان تميزا حرصت على ان اكون عليه عند اهل المخيم’ دافعا جديدا لي لكي
اكون عند حسن ظنهم تفكير يبدوا طفولي الا انه ترك الاثر العميق في قلبي لان تتغير حياتى.