صووت الامطار والرعد والبرق تصيح والشتاء القارس بدء مبكرا وهذا الفتى يجمع الكتيبات وينادي والده بفتح باب المنزل والذهاب لتشغيل السياره كي يبدء بتوزيعها على احد الاحياء الغربيه.تقدم الاب بتثاقل وهو يتثائب .ربت على كتف ابنه وقال له اليوم لن نستطيع الخرووج فالدنيا شديدة البرووده اجل يا ولدي توزيع هذه الكتيبات الى ان يصبح الجو افضل انا اشعر باعراض الانفلونزا واذا خرجت سيزيد الامر سوا..نظرالصبي وفي عيونه نظرة عتاب شديده لوالده قائلا انت امام المسجد الوحيد في المدينه وهذا يوم خير من ايام الله لعلنا نهدى احد العصاه وهو الذي قيل فيه انه خير من حمر النعم..
اذا كنت متعب اتركني اذهب واوزع الكتيبات على الحي القريب ونؤجل الحي البعيد لبعد صلاة العصر لم يجد الاب مفراغير الموافقه وقلبه يرتعد من الاشفاق على ابنه لشدة البرد والامطار الغزيره في الخارج.
خرج هذا الصبي التقي وبدء بطرق الابواب وترك الكتيب ودهشة اهل الحي وحيرتهم لهذا الصبي الذي بنظرهم مجنون لكي يخرج بهذا البرد والامطار وهذا كان دافع لان يروا هذا الكتيب الصغير الذي دفعه لان يخاطر بصحته ويخرج بهذا الوقت الصعب..
تبقى معه اخر كتيب وكان اخر بيت يلوح من بعيد بيتا فخما وبه بستان بدء منمقا وكبيرا لكن للاسف كان هذاالمنزله صورحديدي شاهق والباب مغلق بسلسله بدء اليئس يدب في اوصاله الا ان اصراره اتمام المهمه دفعته لان يذهب من خلف البيت ليجد باب صغيرا دخل منه رغم فخامة البيت الا انه لم يجد فيه ما يثبت انه ماهول بالسكان بدء يطرق الباب مره ومرتين وثلاثه وانتظر مدة ليست بسيطه وهم بالذهاب لكن شيئا ما داخله دفعه ليعوود ويطرق الباب من جديد هذه المره سمع خطوات متثاقله تقترب من البيت داخل المنزل فهلل واستبشر انفتح الباب عن امراه في عقدها الخامس ذات هيبه ووقار بادرها باعطئها الكتيب والاستغراب البالغ يملئ عيونهااخدت الكتيب منه وعرضت عليه ان يجفف نفسه خوفا من ان يصاب بنزلة برد لكنه قال لها انا انهيت عملي وساعود لبيتي وهو قريب من هنا شكرا لك سئلتك هل تتقاضى مالا عن توزيعك هذا الكتاب كبائع الجرائد مثلا فاجابها نعم اكبر اجر لكنه ليس نقوود او مال انه رضا رب العالمين وتركها وابتسامه تملئ ثغره الصغير..
بعد شهر من هذا الحدث وفي احد ندوات الدعوه في المسجد طلب الامام من الموجودين ومن اصول اوربيه ان يتكلم كل منهم عن سبب اسلامه وبالفعل بدء الكل يسرد قصته مع الاسلام واختلفت الروايات منها من كانت تثير الاعجاب ومنها من كانت عاديه ونمطيه كحب اوزمالة عمل .وجاء دور تلك السيده الانيقه التي ما انفتئت وهي تترنم بلتسبح بحمد الله بصوتهاالناعم المنخفض.طلب منها الامام ان تشرح سبب اسلامها فاشارت وهي تتمتم بالتسبيح لابن الامام باصبعها .استغرب الامام وسئلها عن سبب الاشاره لابنه فاعتدلت في جلستها وقالت حسنا ساحدثكم عن كل شيء لاداعي للدهشه هذا الغلام هو منقذي .فلقد انقذني من الموت كافره . دلني باجتهاده للاسلام.استغرب الامام وابنه والحضور من طريقتها رغم رزانتها وحسن حديثها..
قالت توفى زوجي تقريبا منذ اربعين يوم كان زوجي هو ابني وابي وكل شيء في حياتي اعمالنا واشغالنا جعلتنا ننسى الانجاب وافقنا على انفسنا في بداية عمر الخمسين وقد تركنا اعمالنا بعد ان جمعنا ثروه كبيره واصبحنا السند لبعض في كل شيءكنا لا نفترق وكان نمط حياتنا هادئا روتينيا.لكنتغير الحال فجئه وعلى غير عاده وجدته يشحب ويشكوا صداعا شديدا فذهبت به لطبيب الذي طلب اشعه وصور للدماغ اثبتت بعدها باصابته بورم بالدماغ توفى بعدها باشهر. جلست اليوم العاشر وقد شعرت ان العالم قد انتهى فانا لن اصمد يوما اخر بدونه وعزمت على التخلص من حياتي جئت بحبلا متينا واحضرت كرسيا وصعدت عليه. وكان الجو مقفهر امطار ورعد وبرق طلعت الكرسي وبدئت اربط الحبل في احد ثريات المنزل وعن انتهائي اخدت بعقد الحبل من الطرف الاخر لاستطيع شنق نفسي به وما ان انتهيت وادخلت الحبل لرقبتي وما كنت حتى اشعر اني بقيت حيه فانا بدئت اموت قبل ان انفذ ما عزمت عليه. واذ الباب يطرق تركته اول مره وثاني مره وثالت مره لكن اثرت بنفسي ان بضع دقائق لن تجعلني اغير ما قد نويت فعله فلقد انطفا في قلبي النور برحيل زوجي ورفيق دربي. نزلت من الكرسي وتوجهت للباب فتحته لاجد غلاما صغيرا يرتعد من شدة البرد اعطاني كتابا صغيرا وهو يبتسم واسنانه تصطك من شدة البرد سئلته هل انت مجنون كيف تخرج بهذا الوقت الصعب ومما اثار دهشتي وجعلني لم اعرف ما ارد عليه عندما عرفت ان عمله هذا تبرع لنشر دعوه لدين ولم يتقاضى عليه اجر حتى عندما عرضت عليه ان يدخل لينشف ملابسه من المطر جائنى رده واثقا ثابتا لا اصدق لحظتها انه من طفل صغير فلقد شعرت ان راحة الدنيا ملئت جوانحه وهو يقول لقد اتممت المهمه وبيتي قريب ساذهب هناك لاجفف نفسي وانسحب بهدووء .
قلت في نفسي اريد ان اعرف ماذا يقول هذا الدين الغريب الذي دفع طفلا لان يسلك هذه التصرفات التي يعجز عنها الكبار قلت يوما اخر لن يغير من الامر شيء وبدئت اقرء هذا الكتاب الذي وجدت نفسي اتعمق به تدريجيا وكان في الكتاب بعض المراجع اتصلت بالمكتبه واحضرتها بعد كم يوم من القراه اليوميه احسست بنوراتوغل في صدري سبر غوري تملكني اصبح يسيطرعلى كل جوانحي وعلى الفورذهبت على عجاله لدليل الهاتف بحثت عن المركز الاسلامي عرفت عنوانه ذهبت واشهرت اسلامي وهم من دلوني عليكم لتعلم الصلاه وباقي امور ديني.اغروقت دموع الحاضرين وبالذات الامام الذ ي احتضن ابنه واخد يبكي بشده فلقد احسن تربيته ..
لا تقل حجمي او عمري انك هبة الخالق لهذاالكون خلقت لكي تبدع وما ارووع الابداع ان كان في سبيل الله ومن اجله فهو غاية المنى وواحة النجاه.
عدل سابقا من قبل admin في الأربعاء يناير 18, 2012 1:55 am عدل 1 مرات