قال الحمار:السلام عليكم و رحمة الله
قالت الناقة : أنت حمار سليل حمير، الحمير الذين حملوا العلم ولم يعملوا به وأصرّوا إصرارا، ألم يقل الله عز وجل" مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا " .
فقال الحمار: صدق الله العظيم، وماذا عنك ؟ أخبريني لكن باختصار.
فقالت الناقة: أما أنا فسليلة سيدة النوق، الناقة الشهيدة، التي عقرها القوم الظالمون، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم، فانتقم لها وجعلها آية مجيدة.
فقال الحمار: ألم تسمعي قول الشاعر المنتخَبِ، كن ابن من شئت واكتسب أدبا، يغنيك محموده عن النسَبِ.
فقالت الناقة: ولكنك ظلمتني حين سلمت علي، فلا تدعي الحماقة.
فقال الحمار: سبحان الله، هل أصبح السلام ظلما، كلا لم يكن هذا إطلاقا.
فقالت الناقة: ألم يقل الله سبحانه وتعالى:" إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "، فمهما حسنت صوتك لن ينفعك تجويد أو تدوير.
فقال الحمار: إني أردت بدأك بالسلام، طمعا في تسعين درجة ضُمِنت لمن بدأ السلام، وعملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "أفشوا السلام"
فقالت الناقة: إذًا أنت ظالم و أنت أظلم.
فقال الحمار: ظالم وقد عرفناها، فكيف أكون أظلم.
فقالت الناقة: بدأتني بالسلام وكما يقال البادئ أظلم، تركت لي العشرة وأخذت التسعين فافهم.
فقال الحمار: عجبا لك أيتها الناقة أتريدين شجارا أم تريدين سباقا.
فقالت الناقة: ستموت حمارا و ستبعث يوم الحشر حمارا، وهل يصير الحمار براقا ؟.
فقال الحمار: لقد طفح الكيْل، لقد زغت عن الجادة، وبالغت في الاستهزاء منّي والنَّيْل.
فقالت الناقة: لم أقل سوى كلمة حق.
فقال الحمار: أريد بها باطل.
فقالت الناقة: دافع عن نفسك، وبالحق ادْحض الباطل.
فقال الحمار: أما عن قولك إن الله شبه الذين حملوا العلم ولم يعملوا به بالحمار، فأنا عبد الله تشرفت أن اختارني من بين خلقه ليضرب بي مثلا لمن شاء الاعتبار.
فقالت الناقة: ورغم ذلك لن تبلغ درجة الناقة.
فقال الحمار: إذا كنت أنت سليلة التي جعلها الله آية للقوم ، فقد كانت عليهم ابتلاءا واختبار، أما أنا فسليل من جعله الله بقوله" وانظر إلى حمارك" آية للتفكر في كيفية الخلق ووسيلة للإدِّكار.
فقالت الناقة: أولم يأتك نبأ الناقة التي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع استقرارها علامة مبرورة، عند دخوله المدينة فقال" دعوها إنها مأمورة"
فقال الحمار: أولم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ سلالتي دابته، كما جاء في الروايات المتواترة المأثورة، فلم ينادي دابته بالحمار، وسمى حماره يعفورا، وإن قلت عن جدتك أنها شهيدة، فجدي يعفور رمى نفسه في البئر عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقتل بحديدة.
فقالت الناقة: وماذا عن قول الله تعالى " إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "، وأرجوك هذه المرة ائتني بقول شهير.
فقال : أما تعلمين أن صوتي ينبئ بمرور الشيطان، فيستعيذ منه المومنون كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم المصطفى العدنان.
فقالت الناقة: وماذا عن شكلك المذموم ؟
فقال: وإن يكن شكلي مذموما كما يظن العموم، فالله يرى من المخلوق النية والعمل، ولكلٍّ جزاء معلوم.
فقالت الناقة: ورغم ذلك الحمد لله الذي جعلني
ناقة.
فقال: ليس لكل حمار بردعة مائلة، وليست كل ناقة حاملة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة".
فقالت الناقة ضاحكة: صدقت ونجحت في الامتحان باصطبار، فلا تغضب مني فالناقة كما قلت للاختبار.
فتبسم وقال: نطقي من علامات الساعة، فتعالي نذكر بارئنا ساعة، وكفانا من الاجترار.
والحمد لله رب الليل والنهار
قالت الناقة : أنت حمار سليل حمير، الحمير الذين حملوا العلم ولم يعملوا به وأصرّوا إصرارا، ألم يقل الله عز وجل" مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا " .
فقال الحمار: صدق الله العظيم، وماذا عنك ؟ أخبريني لكن باختصار.
فقالت الناقة: أما أنا فسليلة سيدة النوق، الناقة الشهيدة، التي عقرها القوم الظالمون، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم، فانتقم لها وجعلها آية مجيدة.
فقال الحمار: ألم تسمعي قول الشاعر المنتخَبِ، كن ابن من شئت واكتسب أدبا، يغنيك محموده عن النسَبِ.
فقالت الناقة: ولكنك ظلمتني حين سلمت علي، فلا تدعي الحماقة.
فقال الحمار: سبحان الله، هل أصبح السلام ظلما، كلا لم يكن هذا إطلاقا.
فقالت الناقة: ألم يقل الله سبحانه وتعالى:" إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "، فمهما حسنت صوتك لن ينفعك تجويد أو تدوير.
فقال الحمار: إني أردت بدأك بالسلام، طمعا في تسعين درجة ضُمِنت لمن بدأ السلام، وعملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "أفشوا السلام"
فقالت الناقة: إذًا أنت ظالم و أنت أظلم.
فقال الحمار: ظالم وقد عرفناها، فكيف أكون أظلم.
فقالت الناقة: بدأتني بالسلام وكما يقال البادئ أظلم، تركت لي العشرة وأخذت التسعين فافهم.
فقال الحمار: عجبا لك أيتها الناقة أتريدين شجارا أم تريدين سباقا.
فقالت الناقة: ستموت حمارا و ستبعث يوم الحشر حمارا، وهل يصير الحمار براقا ؟.
فقال الحمار: لقد طفح الكيْل، لقد زغت عن الجادة، وبالغت في الاستهزاء منّي والنَّيْل.
فقالت الناقة: لم أقل سوى كلمة حق.
فقال الحمار: أريد بها باطل.
فقالت الناقة: دافع عن نفسك، وبالحق ادْحض الباطل.
فقال الحمار: أما عن قولك إن الله شبه الذين حملوا العلم ولم يعملوا به بالحمار، فأنا عبد الله تشرفت أن اختارني من بين خلقه ليضرب بي مثلا لمن شاء الاعتبار.
فقالت الناقة: ورغم ذلك لن تبلغ درجة الناقة.
فقال الحمار: إذا كنت أنت سليلة التي جعلها الله آية للقوم ، فقد كانت عليهم ابتلاءا واختبار، أما أنا فسليل من جعله الله بقوله" وانظر إلى حمارك" آية للتفكر في كيفية الخلق ووسيلة للإدِّكار.
فقالت الناقة: أولم يأتك نبأ الناقة التي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع استقرارها علامة مبرورة، عند دخوله المدينة فقال" دعوها إنها مأمورة"
فقال الحمار: أولم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ سلالتي دابته، كما جاء في الروايات المتواترة المأثورة، فلم ينادي دابته بالحمار، وسمى حماره يعفورا، وإن قلت عن جدتك أنها شهيدة، فجدي يعفور رمى نفسه في البئر عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقتل بحديدة.
فقالت الناقة: وماذا عن قول الله تعالى " إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "، وأرجوك هذه المرة ائتني بقول شهير.
فقال : أما تعلمين أن صوتي ينبئ بمرور الشيطان، فيستعيذ منه المومنون كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم المصطفى العدنان.
فقالت الناقة: وماذا عن شكلك المذموم ؟
فقال: وإن يكن شكلي مذموما كما يظن العموم، فالله يرى من المخلوق النية والعمل، ولكلٍّ جزاء معلوم.
فقالت الناقة: ورغم ذلك الحمد لله الذي جعلني
ناقة.
فقال: ليس لكل حمار بردعة مائلة، وليست كل ناقة حاملة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة".
فقالت الناقة ضاحكة: صدقت ونجحت في الامتحان باصطبار، فلا تغضب مني فالناقة كما قلت للاختبار.
فتبسم وقال: نطقي من علامات الساعة، فتعالي نذكر بارئنا ساعة، وكفانا من الاجترار.
والحمد لله رب الليل والنهار