يحرص الكثير من الناس على إقتناء حيوانات أليفة في منازلهم، إما لحبهم الشديد وولعهم بالحيوانات ،أو من باب الوجاهة كما يعتقد البعض، أو ربما من باب تقليد الآخرين من دون وعي بمدى مسؤولية رعاية هذه الحيوانات ومتطلباتها ، من قطة أو أكثر إلى كلب أو أكثر أو كليهما معا في بيت واحد أو طيور الزينة، والسلحفاة أو حتى ذلك النوع الذي يفضله البعض من فئران بيضاء.
والنتيجة أمراض وحساسية وأعراض صحية غير طبيعية تحيرهم ويتساءلون عن السبب ، بينما السبب متحرك أمامهم ليل نهار يشاطرهم حياتهم ، فما الذي يمكن أن يؤدي إليه مثل هذه الحيوانات المنزلية ؟
الحساسية تأتي على رأس الأمراض التي تسببها الحيوانات الأليفة ، مع الأخذ في الاعتبار أن الحساسية هي مرض وراثي يصيب الأطفال بنوع من الاكزيما والطفح الجلدي والارتكاريا ، مع الإستعدادات للإصابة بالربو،وكثير من الإلتهابات في جفون العين وتكون الصورة أوضح لدى الأطفال الذين يقتنون حيوانات أليفة في المنازل، ويرجع ذلك لعدة عوامل إما من الحيوان نفسه، وإما من فراء الحيوان أو إفرازاته. فمن المألوف إلتصاق الأطفال بالحيوان المنزلي عن طريق الملامسة من خلال اللعب والملاطفة، وبالتالي فإن فرصة التعرض للإصابة بالحساسية تكون أكثر.
وثمة التهابات جلدية تنتقل عن طريق الحيوانات الأليفة ويكون مصدرها الحشرات التي تنمو في فرائها ، حيث تنقل نوعا معينا يتأرجح مفهومه بين البكتيريا والفيروس. وهي شيء معد يحدث إلتهابا جلديا يصاحبه حساسية عامة بالجلد.
الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان :
هناك أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، تكمن خطورتها في أنها أكثر ضراوة على الإنسان من الأمراض الآدمية.
ويمكن تقسيم هذه الأمراض إلى أمراض بكتيرية ، فيروسية ، فطريات طفيليات ومسببات أخرى ، وهذه الأمراض تنقلها القطط والكلاب وطيور الزينة ، ومنها السل البقري حيث إن الإنسان يأخذ هذا المرض عن طريق الحيوانات المصابة به ، كذالك مرض البروسيلا وهو ما يسمى بحمى البحر أو الحمى المالطية.
وهذا المرض الأخير تنقله في الغالب الكلاب ويسبب لها الإجهاض الذي قد يعاني منه الإنسان أيضا، وسبب ذلك أن الكلاب عند الإجهاض تقوم بأكل المشيمة والتي تؤثر إفرازاتها على المخالطين لها وتصيب السيدات بالإجهاض.
أما مرض السالمونيلا أي ما يسمى بالتسمم الغذائي فإنه يسبب إلتهابا بالأمعاء إذا ما كانت وصلت إليه أطعمة ملوثة بالميكروب، ويتركز الميكروب المسبب لهذا المرض في براز الحيوانات المريضة. واخبرا قد يصاب الإنسان بحمى الطين التي تلعب الكلاب دورا في نقلها لوجود الميكروب في بول الكلاب الضالة، وهذا الميكروب له القدرة على اختراق الجلد والأغشية المخاطية للإنسان. كذلك هناك أمراض أساسها آدمي وتلعب الحيوانات الأليفة دورا في نقلها من بني الإنسان مثل الديفتريا وخصوصا الأطفال.
أمراض طفيلية:
بالإضافة إلى ذلك فهناك –وحيدة الخلية- ومنها الاميبا والجارديا ، ويعد براز الحيوان هو المصدر لها، حيث ينزل الطور المعدي في بول وبراز هذه الحيوانات وسرعان ما ينتقل إلى الطفل عن طريق الحيوان نفسه.
حيث إنه معروف أن الحيوانات الأليفة بعد التبرز تنظف نفسها بلسانها، وبالتالي ينتشر الميكروب على أجسامها وبمجرد مخالطة الطفل لها تنتقل العدوى إليه.
ومن أطر الأمراض الطفيلية التكسوبلازموزس وينمو طفيل هذا المرض في أمعاء القطط ويخرج مع برازها، وإذا ما وصل إلى سيدة حامل سرعان ما يصيبها بالإجهاض المتكرر. ويمتد آثار هذا الطفيلي إلى إحداث التخلف العقلي للأطفال المولودين من ام مصابة به.
كذلك ، فإن من أخطر الأمراض التي تصيب مخاطي الحيوانات الأليفة ذلك المرض الذي تسببه دودة الكلب الشريطية التي تحدث مايسمى بداء التكيس الديداني، وهي دودة صغيرة تعيش في معدة الكلب ويخرج بيضها مع البراز. وإذا ما اصيب بها الإنسان سببت له وجود أكياس تخلف في أحجامها من حجم الدبوس إلى حجم رأس طفل صغير داخل جسم الإنسان . وتختلف الأعراض لدى المصابين بها حسب أماكن وجودها، إذا وجدت على الكبد سببت أعراضا كبدية، وإذا وجدت على الرئة سببت أعراض الحساسية المعروفة محدثتا إلتهابات رئوية . وخطورة هذه الأكياس أنها إذا انفجرت تؤدي إلى نوع من أنواع الحساسية الشديدة التي يمكن أن تحدث الوفاة.