1. أهم فوائد الصيام أنه يريح الجهاز الهضمي لساعات طويلة، ويدعم تنظيف الأمعاء وتخليصها من النفايات والدهون والترسبات، ويقلل فرصة الإصابة بالالتهاب وأعراض المرضية المستقبلية. كما ان راحة الهضم أثناء فترة الصيام توفر كمية كبيرة من الطاقة والتروية لأجهزة الجسم الأخرى، مما يزيد معدل عمليات بناء وترميم في الجسم عموما.
بيد إن البعض يفسد فوائد الصيام من خلال اتباعه لسلوكيات غذائية تسبب الضرر للجهاز الهضمي.
أن تحميل المعدة لكمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة بعد انتهاء ساعات راحة الصيام وبشكل مفاجئ يؤدي إلى إرباك واضطراب ومرض الجهاز الهضمي. ولا تقتصر المشكلة على تناول كمية كبيرة فقط، بل تعدد أنواع الأطباق والتركيز على تلك الغنية بالدهون والسكر والعجين. وتابع د. العلي:
ــــ ولا يقتصر الأمر على وجبة الإفطار فقط، بل يستمر تناول الطعام وتناول الأطعمة الدسمة والغنية بالسكر والدهون خلال الزيارات العائلية والديوانيات والسحور. وتعاني المعدة على اثر ذلك التحميل الكبير في وقت قصير، مما يعلل إصابة الجهاز الهضمي بعدة مضاعفات وأضرار.
حالات يمنع عنها الصيام
يمنع الصيام عن الحالات التالية:
ــــ القرحة الحادة الحديثة: يتطلب علاج القرحة الحادة أو النشطة، عدم خلو المعدة من الطعام لفترة طويلة، فوجود الطعام يقلل من درجة حموضة العصارة الهضمية. ويترتب عن خلو المعدة زيادة في حموضة العصارة والتهاب القرحة النشطة وتآكلها ونزفها، مما قد يؤدي إلى ثقب المعدة.
وللتفصيل، فالقرحة عبارة عن انكشاف منطقة (حفرة) في الغشاء المبطن للمعدة أو الإثني عشر نتيجة تآكلها بفعل حامض المعدة، وغالبا نتيجة لوجود بكتيريا خاصة. ويتطلب علاجها تناول وجبات خفيفة على مدار اليوم مع الانتظام في تناول الأدوية، مما يفسر منع المصاب من الصيام تفاديا لمضاعفات خطيرة.
ــــ المصابون بحالة متطورة وشديدة من ارتجاع الحامض المعدي للمريء: يتطلب علاجهم تقسيم وجباتهم إلى عدة وجبات خفيفة توزع خلال اليوم مع تناول الأدوية في مواعيدها.
ــــ هنالك حالات حادة من الكرونز أو الأمراض التي ترافق مرضى الجهاز الهضمي مثل أمراض القلب والغدد والسكري والكلى، فهؤلاء قد يمنعون من الصيام لضرورة صحية أو لالتزامهم بتناول الأدوية في مواقيت معينة، كما قد يضرهم الصيام أيضا.
كيفية توزيع الدواء
تأتي أغلبية المرضى قبل رمضان لتسأل عن كيفية جدولة أدويتهم التي يتناولونها 3 مرات يوميا. وحول هذا الموضوع
2. ــــ لا بد من تقسيم الدواء إلى جرعتين، واحدة بعد الإفطار وأخرى قبل السحور. والطريقة هي أن يجري حساب جرعة الشخص الكاملة اليومية. وعلى سبيل المثال، لو كان يتناول غراما واحدا ثلاث مرات يوميا، فذلك يعني انه يتناول 3 غرامات يوميا. وعليه، ففي رمضان يجب ان يقسمها إلى اثنتين، فيتناول 1.5 غرام بعد الإفطار وأخرى قبل السحور.
ولا تسبب هذه الطريقة أي تعب أو آثار جانبية. وبعد رمضان، يعود إلى اخذ جرعاته على ثلاثة مواقيت.
أمراض هضمية تشيع في رمضان
1 - ارتجاع المريء والحموضة.
2 - عسر الهضم.
3 - ظهور أعراض على المصابين بالقولون العصبي.
4 - التهابات المرارة وتحرك حصى المرارة
وللعلم، فأهم سبب لظهور هذه الأمراض هو سوء تنظيم أسلوب التغذية، حيث يتناول الأشخاص كميات كبيرة ومتنوعة وغير صحية في وجبات هذا الشهر الفضيل.
ارتجاع المريء
عادة ما يتمكن المصاب بارتجاع المريء من السيطرة على نظام غذائه في أيامه العادية، مما يؤدي إلى اختفاء الأعراض والشكوى، بيد أن هذا النظام يتغير كثيراً في رمضان، فلا يتمكن من مقاومة تناول الأغذية التي تعج بها مآدب الإفطار. ويتناول مثيرات الارتجاع مثل السكريات والدهنيات والمشروبات الغازية والتوابل بكمية كبيرة، وقد يتبع ذلك بشرب اللبن، مما يحمل المعدة أكثر بكثير من طاقتها الاستيعابية، ويترتب عليه ظهور أعراض ارتجاع المريء، مثل ضيق النفس والحموضة والارتجاع. وقد تسبب هذه اللخبطة الغذائية تدهور من كانوا يعانون من حالة بسيطة من ارتجاع حامض الهضمي لتظهر عليهم الأعراض. فيقصد المريض الطبيب، شاكياً وراغباً في تغيير العلاج. بيد أن المشكلة ليست في العلاج، بل في نظام التغذية، فينصح بتنظيم نوعية طعامه وكميته وتفادي الإفراط من الطعام أو تناول المثيرات.
مرضى القولون العصبي
مشكلة مرضى القولون العصبي في رمضان لا تقتصر فقط على تغير عاداتهم الغذائية، وزيادة كمية طعامهم، بل على تناولهم أطعمة مهيجة للقولون، وتتخم المعدة، وما يرافق ذلك من تغير نفسي أيضاً. وعلل د. العلي: من الوارد أن يشكو مرضى القولون العصبي من المشكلات في بداية رمضان، نتيجة لتهيجهم العصبي من جراء الجوع، ومنع النفس عن الطعام والشعور بالتعب والحر وضغط العمل، وتوتر تحضير الطعام، وتغير الروتين، واختلال عادات النوم، فجميعها أمور تسبب توتر الأعصاب وتهيجها. وهنا ينصح المرضى بالاسترخاء والتفكير بالجانب الروحاني والديني، ومحاولة أخذ قسط من الراحة بقدر المستطاع. وقد يعزو تهيج القولون العصبي إلى تناول المرضى المثيرات الغذائية، مثل الأطعمة الغنية بالتوابل والدهون والمعجنات مع الإقلال من شرب الماء والسوائل، وهنا ينصحون بمراعاة اتباع العادات الغذائية الصحية التي كانوا يتبعونها قبل رمضان.
وأضاف د. العلي قائلاً: لا يغفل هنا الإشارة إلى أهمية الإكثار من شرب الماء والسوائل أثناء فترة الإفطار، خصوصاً من قبل المصابين بالقولون العصبي والإمساك، حيث إن انخفاض نسبة الماء في الجسم وحدوث الجفاف يؤديان إلى مشكلات عدة، ومنها تهيج القولون العصبي، وتراكم الغازات، وحدوث الإمساك المؤلم.
مشكلات المرارة والحصى
وحول تأثير الصيام على المرارة، أوضح د. العلي: يسبب التوقف عن الطعام لمدة طويلة من الزمن، خمول المرارة ساعات طويلة، وترسب إفرازاتها، كما أن البعض قد يقلل من تناول الطعام الدهني بشكل كبير، مما يزيد من خمول المرارة، ومع زيادة ترسب الإفرازات تزداد فرصة تكون حصى المرارة، وزيادة حجم الصغير منها، لتظهر الآلام والأوجاع. من جهة أخرى، فقد توجد عند الشخص حصى مرارة صغيرة، من دون أعراض، بيد أن تقلصها الشديد، نتيجة الإفراط في تناول الدهون، يسبب تحركها ودخولها إلى القنوات الصفراوية، ما قد يؤدي إلى التهابها أو انسدادها. وهو أمر مؤلم وخطر، وعادة ما يتطلب الخضوع إلى عملية جراحية لاستئصالها. ونصح د. العلي الفئة المعرضة للإصابة بالتهابات وانسداد القنوات المرارية من جراء تكون حصى المرارة، بضرورة تفادي تناول كميات كبيرة من الطعام، حتى لا يتم تنشيط تقلصات المرارة بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى تفادي الأطعمة الغنية بالدهون. والفئة الأكثر عرضة هم من يعانون من السمنة، والنساء، ومن أصيبوا بها سابقاً.
الصيام ومرضى الكرونز
بالنسبة للمصابين بمرض كرونز المزمن، فإن كانوا يعانون من الحالة البسيطة أو المستقرة، فينصحون بالصيام، كونه مريحاً ومفيداً لهم. فساعات الصيام والامتناع عن الطعام يرافقها انخفاض في تهيج الأمعاء، وفرصة لترميم جدرانها والشفاء، لكن لا يسمح لجميع المصابين بالصيام، فقد يأتي رمضان أثناء الفترة الحادة من المرض، أو قد تكون حالة المريض متعبة، وترافقها مضاعفات أخرى لا تسمح له الصيام، لما قد يترتب عليه من ضرر على الصحة.
إرشادات صحية
- تقسيم الوجبات إلى مراحل حتى يمكن للجهاز الهضمي الاستعداد وهضم الطعام جيداً وبيسر، فتبدأ الوجبة بتناول التمر والماء، ثم الراحة لربع ساعة، قبل تناول الشوربة والسلطة، ويليها الطبق الرئيسي.
- عدم الإكثار من تناول اللحوم الحمراء، والأطعمة المقلية، أو المضاف إليها الدهون. حيث يتطلب هضمها طاقة كبيرة، كما تؤذي الجسم، وتسبب تراكم السموم.
- الاعتدال في كمية الطعام، والذكاء في اختيار أصناف الطعام المناسبة للشخص المصاب، ولا يمنع من التنويع في أصناف الطعام، لكن يجب أن يكون ذلك بحسب المعقول.
- تناول أطعمة خفيفة في وجبة الغبقة، ويفضل أن تكون عبارة عن ثمار فاكهة، أو شوربة، أو طعام يحتوي على السوائل، وقليل الدهون والسكر.
- التقليل من التدخين أو الامتناع عنه نهائياً.
- عدم النوم مباشرة بعد الوجبات. فهو السبب الرئيسي للتخمة، والحموضة، وارتجاع عصارة المعدة إلى المريء، وهي حالة تسبب الشرقة والكحة وألم الصدر أيضاً.
- ممارسة الرياضة، وليس المقصود هو تناول الطعام، ومن ثم ممارسة المشي، بل ما يوصي به هو ممارسة الرياضة بعد ساعتين من الإفطار، فالحركة النشطة ولو لمدة قصيرة تساهم في تنشيط الجسم عموماً، وتساعد على الهضم.
- الإكثار من تناول الماء لتعويض ما فقد خلال ساعات الصيام، لتفادي الجفاف المضر والمسبب لمشكلات الكلى والكبد والمرارة .
الصيام لا يسبب القرحة
خطأ الاعتقاد بان الصيام عن الطعام لفترة طويلة يسبب قرحة المعدة، فأسباب القرحة الرئيسية هي الإكثار من تناول بعض العقاقير المسكنة للألم، أو وجود جرثومة المعدة. والصحيح هو ان هنالك عدة عوامل في رمضان تسبب استثارة وتهيج بطانة معدة من أصيبوا بالقرحة سابقا أو من يعانون من القرحة. وتتضمن تلك:
ــــ زيادة التدخين في وقت قصير، حيث يرفع بعض الصائمين من عدد السجائر التي يدخنونها خلال ساعات الليل.
ــــ زيادة معدل القلق والتوتر.
ــــ ارتفاع حموضة الطعام وتناول الطعام الحريق والمتبلات.
ــــ نسيان البعض لتناول علاج القرحة.
ممارسات خاطئة
بالرغم من فوائد الصوم الصحية المثبتة، إلا أن القليل من الصائمين يستفيدون منه وذلك يعود إلى ممارساتهم الغذائية الخاطئة خلال شهر رمضان. ونذكر هنا أهمها:
1 - الإسراف في الأكل
تختلف الأصناف وتتعدد الألوان على موائد الإفطار، مما يغري الشخص بتذوقها والإسراف في الأكل. ويعرف بأن المعدة هي بيت الداء، وان الإفراط في الطعام هو أهم عامل مؤدي للمرض. ومن العادات السيئة للصائمين ملء المعدة إلى حدها الأقصى بعد الإفطار مباشرة، وشرب كميات مضاعفة من المشروبات الرمضانية المشبعة بالسكر. كل ذلك بشكل مفاجئ وفي وقت لا يتعدى الساعة من الزمن من بعد مرور الجهاز الهضمي بساعات من الخمول الطويلة.
2 - إهمال مجموعة الفواكه
فقد يمر رمضان من دون أن يتناول الصائم فاكهة واحدة. نظرا لكثرة أطباق الحلويات في رمضان، فلا تحظى الفواكه بقيمتها بين تلك الأطباق. وهذا له أثره على صحتنا حيث الإصابة بالإمساك، وحرمان الجسم من بعض الفيتامينات المهمة.
وينصح بتحضير أطباق الحلويات التي تحتوي على الفاكهة مثل سلطة الفاكهة او اضافة الفاكهة الى الكيك والمحلبية والجلي.
ولا يغني شرب العصير عن تناول الفاكهة، بل يجب تناول ثمارها مع القشور ان امكن ايضا للحصول على كامل قيمتها الغذائية.
3 - إهمال مجموعة الحليب
مع ما يتمتع به الحليب ومشتقاته من أهمية في بناء عظام قوية، إلا أن البعض يهمل من تناول هذه المجموعة المهمة. لذا ينصح بعدم نسيان اللبن على طاولة الطعام مع تحضير الحلويات (المهلبية والكاسترد) فهي مصدر جيد له أيضا.
4 - نسيان الماء
قد يستغرب البعض من هذا الأمر، ولكن البعض ينسى شرب الماء ولا يشربه إلا عند بداية وجبة الإفطار. وهنا ينصح الصائم بتعويض ما فقده جسمه من سوائل من خلال شرب الماء في بداية كل وجبة وبين الوجبات. وقد يشرب البعض كميات كبيرة من الشاي والقهوة التي تسبب زيادة إدرار البول وفقدان الجسم للسوائل. وهنا ينصح بالتقليل من شرب هذه المشروبات واستبدالها بشرب العصائر والألبان والماء.
5 - الإفراط في الطعام
لا ينتبه الشخص إلى ما يتناوله من طعام خلال الوجبة سواء من ناحية الكمية أو النوعية، ويتناول سعرات حرارية تفوق أضعاف حد حاجته اليومية، وذلك من خلال تناوله لمأكولات غنية بالدهون والنشويات والسكريات وقليلة بالألياف الغذائية.
وغالبا ما يتضح الأمر بعد ظهور مضاعفاته، حيث يشعر بالتخمة وصعوبة التنفس والخمول بعد الوجبة مباشرة، وقد يشعر بالنعاس من جراء انشغال تروية جسمه في عملية الهضم الصعبة.
6 - إهمال وجبة السحور
لا يتناول البعض السحور اعتقاداً منهم بعدم أهمية هذه الوجبة، أو لأنهم يريدون الاكتفاء بتناول وجبة واحدة يوميا وهي وجبة الإفطار الدسمة فقط. لكن الأمر مضر حقا، حيث يسبب خمول الجهاز الهضمي وارتفاع خطر حدوث الهبوط والدوخة والتعب أثناء فترة الصيام.
وقد يتناول البعض السحور في وقت مبكر أو يختار أطباقا غير صحية (مقليات، حلويات، وجبات سريعة). لكن يجب مراعاة تأخير وقت السحور ليقارب وقت الإمساك، وان يحتوي على كمية من البروتينات والألياف الغذائية ومجموعة الحليب، فتكون وجبة كاملة صحية ومفيدة. فهي وجبة الطاقة لليوم الجديد.
ضرر القهوة والشوكولاتة
اظهرت الدراسات الارتباط ما بين الإفراط في تناول القهوة الأميركية والتركية مع تناول الشوكولاتة وحدوث ارتباك وأضرار على الجهاز الهضمي والمعدة بالذات.
بيد إن البعض يفسد فوائد الصيام من خلال اتباعه لسلوكيات غذائية تسبب الضرر للجهاز الهضمي.
أن تحميل المعدة لكمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة بعد انتهاء ساعات راحة الصيام وبشكل مفاجئ يؤدي إلى إرباك واضطراب ومرض الجهاز الهضمي. ولا تقتصر المشكلة على تناول كمية كبيرة فقط، بل تعدد أنواع الأطباق والتركيز على تلك الغنية بالدهون والسكر والعجين. وتابع د. العلي:
ــــ ولا يقتصر الأمر على وجبة الإفطار فقط، بل يستمر تناول الطعام وتناول الأطعمة الدسمة والغنية بالسكر والدهون خلال الزيارات العائلية والديوانيات والسحور. وتعاني المعدة على اثر ذلك التحميل الكبير في وقت قصير، مما يعلل إصابة الجهاز الهضمي بعدة مضاعفات وأضرار.
حالات يمنع عنها الصيام
يمنع الصيام عن الحالات التالية:
ــــ القرحة الحادة الحديثة: يتطلب علاج القرحة الحادة أو النشطة، عدم خلو المعدة من الطعام لفترة طويلة، فوجود الطعام يقلل من درجة حموضة العصارة الهضمية. ويترتب عن خلو المعدة زيادة في حموضة العصارة والتهاب القرحة النشطة وتآكلها ونزفها، مما قد يؤدي إلى ثقب المعدة.
وللتفصيل، فالقرحة عبارة عن انكشاف منطقة (حفرة) في الغشاء المبطن للمعدة أو الإثني عشر نتيجة تآكلها بفعل حامض المعدة، وغالبا نتيجة لوجود بكتيريا خاصة. ويتطلب علاجها تناول وجبات خفيفة على مدار اليوم مع الانتظام في تناول الأدوية، مما يفسر منع المصاب من الصيام تفاديا لمضاعفات خطيرة.
ــــ المصابون بحالة متطورة وشديدة من ارتجاع الحامض المعدي للمريء: يتطلب علاجهم تقسيم وجباتهم إلى عدة وجبات خفيفة توزع خلال اليوم مع تناول الأدوية في مواعيدها.
ــــ هنالك حالات حادة من الكرونز أو الأمراض التي ترافق مرضى الجهاز الهضمي مثل أمراض القلب والغدد والسكري والكلى، فهؤلاء قد يمنعون من الصيام لضرورة صحية أو لالتزامهم بتناول الأدوية في مواقيت معينة، كما قد يضرهم الصيام أيضا.
كيفية توزيع الدواء
تأتي أغلبية المرضى قبل رمضان لتسأل عن كيفية جدولة أدويتهم التي يتناولونها 3 مرات يوميا. وحول هذا الموضوع
2. ــــ لا بد من تقسيم الدواء إلى جرعتين، واحدة بعد الإفطار وأخرى قبل السحور. والطريقة هي أن يجري حساب جرعة الشخص الكاملة اليومية. وعلى سبيل المثال، لو كان يتناول غراما واحدا ثلاث مرات يوميا، فذلك يعني انه يتناول 3 غرامات يوميا. وعليه، ففي رمضان يجب ان يقسمها إلى اثنتين، فيتناول 1.5 غرام بعد الإفطار وأخرى قبل السحور.
ولا تسبب هذه الطريقة أي تعب أو آثار جانبية. وبعد رمضان، يعود إلى اخذ جرعاته على ثلاثة مواقيت.
أمراض هضمية تشيع في رمضان
1 - ارتجاع المريء والحموضة.
2 - عسر الهضم.
3 - ظهور أعراض على المصابين بالقولون العصبي.
4 - التهابات المرارة وتحرك حصى المرارة
وللعلم، فأهم سبب لظهور هذه الأمراض هو سوء تنظيم أسلوب التغذية، حيث يتناول الأشخاص كميات كبيرة ومتنوعة وغير صحية في وجبات هذا الشهر الفضيل.
ارتجاع المريء
عادة ما يتمكن المصاب بارتجاع المريء من السيطرة على نظام غذائه في أيامه العادية، مما يؤدي إلى اختفاء الأعراض والشكوى، بيد أن هذا النظام يتغير كثيراً في رمضان، فلا يتمكن من مقاومة تناول الأغذية التي تعج بها مآدب الإفطار. ويتناول مثيرات الارتجاع مثل السكريات والدهنيات والمشروبات الغازية والتوابل بكمية كبيرة، وقد يتبع ذلك بشرب اللبن، مما يحمل المعدة أكثر بكثير من طاقتها الاستيعابية، ويترتب عليه ظهور أعراض ارتجاع المريء، مثل ضيق النفس والحموضة والارتجاع. وقد تسبب هذه اللخبطة الغذائية تدهور من كانوا يعانون من حالة بسيطة من ارتجاع حامض الهضمي لتظهر عليهم الأعراض. فيقصد المريض الطبيب، شاكياً وراغباً في تغيير العلاج. بيد أن المشكلة ليست في العلاج، بل في نظام التغذية، فينصح بتنظيم نوعية طعامه وكميته وتفادي الإفراط من الطعام أو تناول المثيرات.
مرضى القولون العصبي
مشكلة مرضى القولون العصبي في رمضان لا تقتصر فقط على تغير عاداتهم الغذائية، وزيادة كمية طعامهم، بل على تناولهم أطعمة مهيجة للقولون، وتتخم المعدة، وما يرافق ذلك من تغير نفسي أيضاً. وعلل د. العلي: من الوارد أن يشكو مرضى القولون العصبي من المشكلات في بداية رمضان، نتيجة لتهيجهم العصبي من جراء الجوع، ومنع النفس عن الطعام والشعور بالتعب والحر وضغط العمل، وتوتر تحضير الطعام، وتغير الروتين، واختلال عادات النوم، فجميعها أمور تسبب توتر الأعصاب وتهيجها. وهنا ينصح المرضى بالاسترخاء والتفكير بالجانب الروحاني والديني، ومحاولة أخذ قسط من الراحة بقدر المستطاع. وقد يعزو تهيج القولون العصبي إلى تناول المرضى المثيرات الغذائية، مثل الأطعمة الغنية بالتوابل والدهون والمعجنات مع الإقلال من شرب الماء والسوائل، وهنا ينصحون بمراعاة اتباع العادات الغذائية الصحية التي كانوا يتبعونها قبل رمضان.
وأضاف د. العلي قائلاً: لا يغفل هنا الإشارة إلى أهمية الإكثار من شرب الماء والسوائل أثناء فترة الإفطار، خصوصاً من قبل المصابين بالقولون العصبي والإمساك، حيث إن انخفاض نسبة الماء في الجسم وحدوث الجفاف يؤديان إلى مشكلات عدة، ومنها تهيج القولون العصبي، وتراكم الغازات، وحدوث الإمساك المؤلم.
مشكلات المرارة والحصى
وحول تأثير الصيام على المرارة، أوضح د. العلي: يسبب التوقف عن الطعام لمدة طويلة من الزمن، خمول المرارة ساعات طويلة، وترسب إفرازاتها، كما أن البعض قد يقلل من تناول الطعام الدهني بشكل كبير، مما يزيد من خمول المرارة، ومع زيادة ترسب الإفرازات تزداد فرصة تكون حصى المرارة، وزيادة حجم الصغير منها، لتظهر الآلام والأوجاع. من جهة أخرى، فقد توجد عند الشخص حصى مرارة صغيرة، من دون أعراض، بيد أن تقلصها الشديد، نتيجة الإفراط في تناول الدهون، يسبب تحركها ودخولها إلى القنوات الصفراوية، ما قد يؤدي إلى التهابها أو انسدادها. وهو أمر مؤلم وخطر، وعادة ما يتطلب الخضوع إلى عملية جراحية لاستئصالها. ونصح د. العلي الفئة المعرضة للإصابة بالتهابات وانسداد القنوات المرارية من جراء تكون حصى المرارة، بضرورة تفادي تناول كميات كبيرة من الطعام، حتى لا يتم تنشيط تقلصات المرارة بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى تفادي الأطعمة الغنية بالدهون. والفئة الأكثر عرضة هم من يعانون من السمنة، والنساء، ومن أصيبوا بها سابقاً.
الصيام ومرضى الكرونز
بالنسبة للمصابين بمرض كرونز المزمن، فإن كانوا يعانون من الحالة البسيطة أو المستقرة، فينصحون بالصيام، كونه مريحاً ومفيداً لهم. فساعات الصيام والامتناع عن الطعام يرافقها انخفاض في تهيج الأمعاء، وفرصة لترميم جدرانها والشفاء، لكن لا يسمح لجميع المصابين بالصيام، فقد يأتي رمضان أثناء الفترة الحادة من المرض، أو قد تكون حالة المريض متعبة، وترافقها مضاعفات أخرى لا تسمح له الصيام، لما قد يترتب عليه من ضرر على الصحة.
إرشادات صحية
- تقسيم الوجبات إلى مراحل حتى يمكن للجهاز الهضمي الاستعداد وهضم الطعام جيداً وبيسر، فتبدأ الوجبة بتناول التمر والماء، ثم الراحة لربع ساعة، قبل تناول الشوربة والسلطة، ويليها الطبق الرئيسي.
- عدم الإكثار من تناول اللحوم الحمراء، والأطعمة المقلية، أو المضاف إليها الدهون. حيث يتطلب هضمها طاقة كبيرة، كما تؤذي الجسم، وتسبب تراكم السموم.
- الاعتدال في كمية الطعام، والذكاء في اختيار أصناف الطعام المناسبة للشخص المصاب، ولا يمنع من التنويع في أصناف الطعام، لكن يجب أن يكون ذلك بحسب المعقول.
- تناول أطعمة خفيفة في وجبة الغبقة، ويفضل أن تكون عبارة عن ثمار فاكهة، أو شوربة، أو طعام يحتوي على السوائل، وقليل الدهون والسكر.
- التقليل من التدخين أو الامتناع عنه نهائياً.
- عدم النوم مباشرة بعد الوجبات. فهو السبب الرئيسي للتخمة، والحموضة، وارتجاع عصارة المعدة إلى المريء، وهي حالة تسبب الشرقة والكحة وألم الصدر أيضاً.
- ممارسة الرياضة، وليس المقصود هو تناول الطعام، ومن ثم ممارسة المشي، بل ما يوصي به هو ممارسة الرياضة بعد ساعتين من الإفطار، فالحركة النشطة ولو لمدة قصيرة تساهم في تنشيط الجسم عموماً، وتساعد على الهضم.
- الإكثار من تناول الماء لتعويض ما فقد خلال ساعات الصيام، لتفادي الجفاف المضر والمسبب لمشكلات الكلى والكبد والمرارة .
الصيام لا يسبب القرحة
خطأ الاعتقاد بان الصيام عن الطعام لفترة طويلة يسبب قرحة المعدة، فأسباب القرحة الرئيسية هي الإكثار من تناول بعض العقاقير المسكنة للألم، أو وجود جرثومة المعدة. والصحيح هو ان هنالك عدة عوامل في رمضان تسبب استثارة وتهيج بطانة معدة من أصيبوا بالقرحة سابقا أو من يعانون من القرحة. وتتضمن تلك:
ــــ زيادة التدخين في وقت قصير، حيث يرفع بعض الصائمين من عدد السجائر التي يدخنونها خلال ساعات الليل.
ــــ زيادة معدل القلق والتوتر.
ــــ ارتفاع حموضة الطعام وتناول الطعام الحريق والمتبلات.
ــــ نسيان البعض لتناول علاج القرحة.
ممارسات خاطئة
بالرغم من فوائد الصوم الصحية المثبتة، إلا أن القليل من الصائمين يستفيدون منه وذلك يعود إلى ممارساتهم الغذائية الخاطئة خلال شهر رمضان. ونذكر هنا أهمها:
1 - الإسراف في الأكل
تختلف الأصناف وتتعدد الألوان على موائد الإفطار، مما يغري الشخص بتذوقها والإسراف في الأكل. ويعرف بأن المعدة هي بيت الداء، وان الإفراط في الطعام هو أهم عامل مؤدي للمرض. ومن العادات السيئة للصائمين ملء المعدة إلى حدها الأقصى بعد الإفطار مباشرة، وشرب كميات مضاعفة من المشروبات الرمضانية المشبعة بالسكر. كل ذلك بشكل مفاجئ وفي وقت لا يتعدى الساعة من الزمن من بعد مرور الجهاز الهضمي بساعات من الخمول الطويلة.
2 - إهمال مجموعة الفواكه
فقد يمر رمضان من دون أن يتناول الصائم فاكهة واحدة. نظرا لكثرة أطباق الحلويات في رمضان، فلا تحظى الفواكه بقيمتها بين تلك الأطباق. وهذا له أثره على صحتنا حيث الإصابة بالإمساك، وحرمان الجسم من بعض الفيتامينات المهمة.
وينصح بتحضير أطباق الحلويات التي تحتوي على الفاكهة مثل سلطة الفاكهة او اضافة الفاكهة الى الكيك والمحلبية والجلي.
ولا يغني شرب العصير عن تناول الفاكهة، بل يجب تناول ثمارها مع القشور ان امكن ايضا للحصول على كامل قيمتها الغذائية.
3 - إهمال مجموعة الحليب
مع ما يتمتع به الحليب ومشتقاته من أهمية في بناء عظام قوية، إلا أن البعض يهمل من تناول هذه المجموعة المهمة. لذا ينصح بعدم نسيان اللبن على طاولة الطعام مع تحضير الحلويات (المهلبية والكاسترد) فهي مصدر جيد له أيضا.
4 - نسيان الماء
قد يستغرب البعض من هذا الأمر، ولكن البعض ينسى شرب الماء ولا يشربه إلا عند بداية وجبة الإفطار. وهنا ينصح الصائم بتعويض ما فقده جسمه من سوائل من خلال شرب الماء في بداية كل وجبة وبين الوجبات. وقد يشرب البعض كميات كبيرة من الشاي والقهوة التي تسبب زيادة إدرار البول وفقدان الجسم للسوائل. وهنا ينصح بالتقليل من شرب هذه المشروبات واستبدالها بشرب العصائر والألبان والماء.
5 - الإفراط في الطعام
لا ينتبه الشخص إلى ما يتناوله من طعام خلال الوجبة سواء من ناحية الكمية أو النوعية، ويتناول سعرات حرارية تفوق أضعاف حد حاجته اليومية، وذلك من خلال تناوله لمأكولات غنية بالدهون والنشويات والسكريات وقليلة بالألياف الغذائية.
وغالبا ما يتضح الأمر بعد ظهور مضاعفاته، حيث يشعر بالتخمة وصعوبة التنفس والخمول بعد الوجبة مباشرة، وقد يشعر بالنعاس من جراء انشغال تروية جسمه في عملية الهضم الصعبة.
6 - إهمال وجبة السحور
لا يتناول البعض السحور اعتقاداً منهم بعدم أهمية هذه الوجبة، أو لأنهم يريدون الاكتفاء بتناول وجبة واحدة يوميا وهي وجبة الإفطار الدسمة فقط. لكن الأمر مضر حقا، حيث يسبب خمول الجهاز الهضمي وارتفاع خطر حدوث الهبوط والدوخة والتعب أثناء فترة الصيام.
وقد يتناول البعض السحور في وقت مبكر أو يختار أطباقا غير صحية (مقليات، حلويات، وجبات سريعة). لكن يجب مراعاة تأخير وقت السحور ليقارب وقت الإمساك، وان يحتوي على كمية من البروتينات والألياف الغذائية ومجموعة الحليب، فتكون وجبة كاملة صحية ومفيدة. فهي وجبة الطاقة لليوم الجديد.
ضرر القهوة والشوكولاتة
اظهرت الدراسات الارتباط ما بين الإفراط في تناول القهوة الأميركية والتركية مع تناول الشوكولاتة وحدوث ارتباك وأضرار على الجهاز الهضمي والمعدة بالذات.