ما إن يُرى الهلال حتى يصرخ الجميع غداً رمضان ..
نعم غداً رمضان ..
غداً تتبدل الأحوال وينقلب الجميع رأسا على عقب ..
غداً تتبدل جل أحوال الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى
جنوبها ...
الكل يتغير ..
حتى العصاة وحتى الفسقة ... نعم حتى أولئك البعيدون عن الله تتغير
أحوالهم ..
والسر في ذلك أنهم على رغم بعدهم عن ربهم فهم مسلمون يؤمنون بالله
رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً
وإذا ما أتـى رمضان فإنهم لابد أن يعبروا عن هويتهم الحقيقية .
غداً رمضان ..
يعلنها أبناء الأمة الإسلامية للعالم بأسره أنهم مسلمون على رغم كل
حملات التغريب وعلى رغم كل الضغوط وعلى رغم كل الظروف ..
غداً .. تمتلئ المساجد بالمصلين ما بين راكع لله وساجد ..
غداً .. يفتح المصحف ليقرأه الجميع الصغير والكبير والذكر والأنثى ..
غداً تزدحم المساجد بالمصلين في صلاة الفجر كما تزدحم بهم في صلاة المغرب
..
غداً رمضان .. الجميع يصلي في المسجد والجميع يقوم الليل ..
غداً يقول المسلمون للعالم بأسره إن الإسلام مازال حياً في قلوبهم وإن
الإسلام ما زال منهجهم وإن الإسلام وإن بعدوا عنه فهو الدين الذي
تسكن إليه نفوسهم وتطمئن إليه قلوبهم وإن هم بعدوا عنه فلا بد لهم
من عودة إليه وعودتهم تلك ليس لما في ذلك الشهر من المغريات
الدنيوية ، وإنما عودة مع صبر عن الوقوع في أي شيء من المحرمات
وامتناع عن مباحات أمروا بتركها في نهار رمضان .
غداً رمضان ..
الجميع يطرق باب الكريم المنان عله يغفر ذنوبهم وتقصيرهم فيما مضى
من العام وأن يستر عيوبهم ويقبل توبتهم .
ودموعهم تسيل على خدودهم ترجو الرحمن .
غداً يحمل الجار إلى جاره الفطور والبعض يحمله إلى مسجد الحي الكل
يتسابق على أجر من فطر صائماً .
غداً يخرج الناس زكاة أموالهم فيطعمون الجائع ويكسون العاري .
غداً يلتفت أغنياء الأمة إلى فقرائها فتخرج صدقات ما كانت لتخرج
إلا في هذا الشهر
الكل جواد والكل كريم والكل يشعر بالآخر .
غداً تتحد الأمة الإسلامية ضد عدوها وتعبر عن مدى كرهها له ومقتها
...
فترتفع الأيادي إلى رب السماء بالدعاء أن يكتب لهذه الأمة نصراً عاجلاً
وفرجاً قريباً وأن يذل عدوها ويكسر شوكته وأن ينتقم الله لها منه .
غداً ترتفع الأيادي بالدعاء وكلها ترجو أن يتفضل عليها ربها بعتق
رقابها من النار .