الفلاسفة والشعراء و (الجمال )
الجمال
تعتبر سيكو لوجيا التذوق الفني للجمال قضية جدلية ازلية اثارت
فضول المبدعين
من فلاسفة وكتاب ورسامين وشعراء ...
واتذكر السطور الاخيرة من محاورة ((فايدروس , لأفلاطون وفي موقع
طبيعي على شاطىء النهر
في مكان تحفه الاشجار ويعمه الهدوء ... وبعد الظهر يختتم سقراط
حواراً طويلاً, حول طبيعة الحب والجمال والذات الانسانية , وحول
الجمال الداخلي والجمال الخارجي
وحول الجمال المادي والجمال المعنوي, حول ذلك الهوس بالجمال الذي يجعل
صاحبه يصاب بما يشبه الحمى ,عندما يشاهد ذلك الجمال الارضي الذي
يذكره بالجمال الحقيقي...
فتنبت له اجنحة تتعجل الطيران , لكنه لا يستطيع , فيشرئب ببصره
الى أعلى باحثاً عن الجمال ,ويهمل ما حوله على الارض من موجودات ,
ويشكر سقؤاط الآلهة ( او السماء ) التي منحته جمال روح الداخلة ,
ويقول ما معناه : ربما كان الانسان الخارجي والانسان الداخلي لديه
شخصا واحد ...
هذه القضايا والتساؤلات وغيرها التي طرحها افلاطون على لسان سقراط
في هذه المحاورة , ربما كانت القضايا والتساؤلات التي أثارت اهتمام
الفلاسفة والمفكرين والادباء والفنانين وعماء النفس منذ الآلاف السنين
, وما زالت تثير أهتمامهم
حتى يومنا هذا , لقد كان الجمال حجر الزاوية في عديد من النظريات
الفلسفية منذ عصور الاغريق الكلاسيكية , وحتى أيامنا هذه ,
والعديد من الفلاسفة وأصحاب النظريات الكبيرة , هم أيضاً أصحاب
اسهامات بارزة في تفسير الجمال والفن . ولنتذكر منهم
افلاطون وارسطو وكانط وهيجل ووسارتر ...
لقد نظر الفيثاغورثين الى الجمال على انه كل ما يقو على اساس
النظام والتماثل والانسجام وأخضع ديمقريطس الجمال للاخلاق وربطه
بالاعتدال حيث لا إفراط ولا تفريط . وربط سقراط بين الجمال والخير
والمنفعة , وأدركه افلاطون مسقلا عن الشيء الي يبدو جميلا , فالجمال
صورة عقلية تنتمي أكثر الى عالم المثل . وما يجعل الشيء جميلاً في رأيه
هو الشكل وليس المضمون , وتمنى افلاطون في نهاية محاورة فايدروس وكذلك
في الجمهورية)) حدوث تآلف بينالشكل والمضمون بين الداخل والخارج .
وربط ارسطو بي الجمال والكليةوالتآلف والنقاء والاشعاع والتوازن
والنظام
وغيرها من خصائص الشكل
ظهر علم الجمال اصلاً في أحضان الفلسفة , وترعرع وبلغ أشده في ظلالها
, ثم جاءت فرو معرفية أخرى بعد ذلك , كي تنعم بهذه الظلال وتساهم
في سقاية هذه الشجرة الوارقة المتألقة لعلم الجمل .
لم يكن نمو هذه الشجرة طبيعياً ولا يسيراً في حقب عدة عبر التاريخ ,
فكثيراً ما كانت تتداخل وامل اجتماعية وتثقافية وسياسية جامدة كي
تعيق هذا النمو , او تمنعه ةكثيراً ما حاولت هذه العوامل أيضاً أن
تجت هذه الشجرة من جذورها
لكن هذه الشجرة كانت تعاود النمو بعد ذلك باشكالعدة ,ربما بقوة
أكبر وبازدهار اكثر تألقاً , حتى لو طالت فترة كمونها او خفائها ,
وذلك لأنها أحد أبرز التجليت المعبرة عن خصوصية النوع الانساني
وتميزه عن غيره من الكائنات ....
عاشقة المدينة
آلا يالله بنظرةمن العين الرحيما تداوي كل ما بي من امراض سقيما