لله على الناس نعمتان لا يطيب بدونهما العيش ، ولا يبلغ بدونهما العمر :
النسيان والأمل .
النعمة الاولى وهي الامل
فالأمل.. هذا المفهوم الواسع.. الذي يكمن فيه مدد الرجاء.. وتندمل به الجفون القريحة .. وتلتئم به االانفس الجريحة ، فلا نبتئس اذا ما تكدرت صفوة أيامنا بعض السحابات العابرة من عثرات الدهر.. فلا بد معها بصيص من الأمل الموعود ...
خير ما يبعث الامل ويدفع الهم والعلل
خير الكلام
والخضوع والطمأنينة
في
قدر الله وما شاء فعل
فطير الكروان يموت فرخه في المساء ، وفي الصباح يرقص ويصدح ،
والشاة يذبح حملها في الحظيرة ، وفي المروج تعثوا وتمرح ،
والوالد يتعبه بعد ولده لكن لا يكل ولا يمل ،
كما يعيش النهر الناضب في ارتقاب الفيضان ...والروض الذابل في انتظار الربيع .
أما النعمة الثانية نعمة النسيان ...
فماذا كان يصنع الأسى بالارواح ..إذا لم يمح النسيان من الذهن ..كل مصاب جلل ..وابتلاء وعلل، كم نحمل الهم ..نقَدَّر في أنفسنا الحياة على هذه الصورة ، لكنها والحمد لله لا تدوم ، ولا يبقى من المفقود إلا صورة لا تنطق ، ولا من الجراح إلا ندبة سرعان ما تشفى وتندمل .
وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس المكروبة إذا لم يفتح الأمل أمامها فرجة في الأفق المُطْبق ، وفسحة من الغد المجهول ...
ما الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق؟
إنه أمله في الحصاد ...
وما الذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر ومفارقة الأهل والأوطان ؟
إنه أمله في الربح ...
وما الذي يدفع الطالب إلى الجد والمثابرة والسهر والمذاكرة ؟
إنه أمله في النجاح ...
وما الذي يحبب إلى المريض الدواء المر ؟
لا تجعله رابطإنه أمله في العافية ....
وما الذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه ؟
إنه أمله في رضوان ربه وجنته ...
فالأمل ـ إذاً ـ قوة دافعة تشرح الصدر للعمل وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد ، والمجد إلى المداومة على جده ، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح ويحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه.
لذلك يكون الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط ، إنه يحمل معنى البشرى وحسن الظن ،
بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس بواعث العمل . ويوهى في الجسد دواعي القوة .
وفي هذا المعنى قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما ** أضيق العيش لولا فسحة الأمل
فالأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات ، فلولاه ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات ، ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ، ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات ،
وقديما قال بعض الحكماء :
لولا الأمل ما بني بان بنيانا ، ولا غرس غارس غرسا .
فلا نكل أو نمل إذا كان في يومنا هذا قنوط يمحوه النسيان ، وفي غدنا الآتي رجاء يزينه الامل........
النسيان والأمل .
النعمة الاولى وهي الامل
فالأمل.. هذا المفهوم الواسع.. الذي يكمن فيه مدد الرجاء.. وتندمل به الجفون القريحة .. وتلتئم به االانفس الجريحة ، فلا نبتئس اذا ما تكدرت صفوة أيامنا بعض السحابات العابرة من عثرات الدهر.. فلا بد معها بصيص من الأمل الموعود ...
خير ما يبعث الامل ويدفع الهم والعلل
خير الكلام
والخضوع والطمأنينة
في
قدر الله وما شاء فعل
فطير الكروان يموت فرخه في المساء ، وفي الصباح يرقص ويصدح ،
والشاة يذبح حملها في الحظيرة ، وفي المروج تعثوا وتمرح ،
والوالد يتعبه بعد ولده لكن لا يكل ولا يمل ،
كما يعيش النهر الناضب في ارتقاب الفيضان ...والروض الذابل في انتظار الربيع .
أما النعمة الثانية نعمة النسيان ...
فماذا كان يصنع الأسى بالارواح ..إذا لم يمح النسيان من الذهن ..كل مصاب جلل ..وابتلاء وعلل، كم نحمل الهم ..نقَدَّر في أنفسنا الحياة على هذه الصورة ، لكنها والحمد لله لا تدوم ، ولا يبقى من المفقود إلا صورة لا تنطق ، ولا من الجراح إلا ندبة سرعان ما تشفى وتندمل .
وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس المكروبة إذا لم يفتح الأمل أمامها فرجة في الأفق المُطْبق ، وفسحة من الغد المجهول ...
ما الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق؟
إنه أمله في الحصاد ...
وما الذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر ومفارقة الأهل والأوطان ؟
إنه أمله في الربح ...
وما الذي يدفع الطالب إلى الجد والمثابرة والسهر والمذاكرة ؟
إنه أمله في النجاح ...
وما الذي يحبب إلى المريض الدواء المر ؟
لا تجعله رابطإنه أمله في العافية ....
وما الذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه ؟
إنه أمله في رضوان ربه وجنته ...
فالأمل ـ إذاً ـ قوة دافعة تشرح الصدر للعمل وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد ، والمجد إلى المداومة على جده ، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح ويحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه.
لذلك يكون الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط ، إنه يحمل معنى البشرى وحسن الظن ،
بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس بواعث العمل . ويوهى في الجسد دواعي القوة .
وفي هذا المعنى قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما ** أضيق العيش لولا فسحة الأمل
فالأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات ، فلولاه ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات ، ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ، ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات ،
وقديما قال بعض الحكماء :
لولا الأمل ما بني بان بنيانا ، ولا غرس غارس غرسا .
فلا نكل أو نمل إذا كان في يومنا هذا قنوط يمحوه النسيان ، وفي غدنا الآتي رجاء يزينه الامل........