الأدب عنوان الكمال, يرفع الوضيع الى درجة الرفيع,
ويعلو بالعامة الى مرتبة الخاصة,
وبالخدم الى مصاف الامراء.
لذلك سأتناول معظم ان لم يكن كل ما يتعلق بمكارم الأخلاق.
قال أحد الحكماء:
الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت.
لكل شيئ زينة في الورى
وزينة المرء تمام الأدب
قد يشرفُ المرء بآدابه
فينا وان كان وضيع النسب
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغنيك محموده عن النسبِ
إن الفتى من يقول ها أنا ذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
الحلــــم
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا
تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
وإن بُليت بشخص لا خلاق له
فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً
أضر له من شتمه حين يشتم
الصــــــبر
ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
اصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به
لكنت باركت شكراً صاحب النعم
واعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً
صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ
العـــــفو
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم
ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا
اذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى
اذا ماالذنب وافى باعتذار
فقابله بعفوٍ وابتسام
ولاتحقد وان ملئت غيظاً
فإن العفو من شيم الكرام
الروية والتــــأني
استأنِ تظفر في أمورك كلها
واذا عزمت على الهدى فتوكلِ
من لم يـتــئــــد في كل أمر
تخطاه التدارك والمنال
تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً
فكم بالنجاح يظفر من تأنى
الــــرفـــق
من يستعن بالرفق في أمره
يستخرج الحية من وكرها
ورافق الرفق في كل الأمور فلم
يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ
فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
وأخــــــيراً محـــاســن الأخــلاق
واحذر مساوئ أخلاق تُشانُ بها
وأسوأ السوء سوء الخلق والبَخَلِ
وكم من فتى أزرى به سوء خُلُقه
فأصبح مذموماً قليل المحامدِ