ما الذي يحول دون تحركنا للأمام والوصول إلى أهدافنا؟!
نمتلك جميعاً القدرة على عمل الأشياء المهمة والفعلية في حياتنا..
ونستمر على ذلك فترات.. إلا أنه في كثير من الأحيان نظل في مكاننا دون تقدم..
فما الذي يحول دون تحركنا للأمام والوصول إلى هدفنا؟!
إنه الخوف من المجهول الذي يسيطر على مشاعرنا فيوقف نبض قلوبنا ويجفف الدم في عروقنا..
فنحن نريد أن نصوم يوما كل أسبوع، ولكن نخاف أن نجوع ونفقد السيطرة على أعصابنا
ونكون غاضبين ونشعر بالصداع..
نريد أن نغير سلوكيات أبنائنا الفاشلة ولكن نخاف أن نؤثر على نفسيتهم..
فكم تتكرر كلمة "لكن" في حديثنا لأنفسنا عندما نرغب في التقدم وإحداث التغيير..
لكن هي في حقيقتها: "الخوف".
والخوف لا يكون دائماً رجفة في الأطراف وجفافاً في الحلق،
ولكن قد يمارس دوره علينا لفترات طويلة من حياتنا بهدوء وصمت لا نعلم به..
فالخوف من التغيير يجعلنا لا نستطيع أن نترك مجالات عملنا الحالية
إلى مجالات أخرى نشعر فيها بالسعادة..
لا نستطيع أن نقول كلمة لا عندما نحتاج لقولها خوفاً أن نفقد من نحب..
لا نستطيع أن نقرر الرحيل من القرى المهجورة من الحنان والدفء
إلى قرى أخرى ملؤها الحياة..
دعوني أقول لكم قصة امرأة كبيرة في السن سألتها ذات مرة
وقد عُرفت بالحكمة ورجاحة العقل:
ما الذي يجعلك تبدين سعيدة ومتحمسة على خلاف من هم في سنك؟!
فقالت عبارة شعرت بها تدفع ببصري إلى الجهة الأخرى..
قالت: لا أخاف إلا من الله..
أي أنها متوكلة على الله في شؤون حياتها كلها..
مات زوجها فلم تخف الفقر وضياع الأبناء..
أصيبت بالعديد من الأمراض فلم تخف الموت أو العالة..
علمت يقيناً أن الله موجود فآمنت وعاشت بسلام
نفتقد لها في زمان استشعرنا فيه أنواع الخوف!!