من امراض العصر الهم والحزن والقلق ..
من كثرة المشاغل والتقنيات الحديثة وتعدد وسائل الجذب والأشغال والفتنة
وقد علمنا المعصوم بدعاء يبعد الهم والحزن عنا واليكم هذا الموضوع على كاملاً :
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
عليك بالإكثار من الدعاء
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير)
قال الملك :(آمين و لك بمثل ذلك)
ولتعلم أن مايسمعه الناس من المشعوذين والمبتدعة من قولهم
من قراء يس ألف مره أو الإخلاص عشر آلاف المرة
وغير ذلك من هذه الخرافات لا يجوز العمل بها إلا ماصح فيها الدليل
كمثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات
(بنى الله له بيتا في الجنة)
ولكن غالبها لا يصح وليس شرطا أن يستجيب الله الدعاء فقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم
إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة
وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها فقال الصحابة (إذا نكثر قال الله أكثر)
مع هذا فهنالك بعض الآداب التي يجب أن يتحلى بها الداعي لكي يقرب الإستجابة
مثل قوله صلى الله عليه وسلم :
(كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت فإن الله عز وجل لا مستكره له ولكن ليعزم في المسألة)
وقوله:(ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة و اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل له)
كل ذلك لا بد أن يكون في الدعاء لكي يتقبله الله عزوجل
وهنالك أوقات وأوضاع مستجاب فيها الدعاء،
مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء و استجيب الدعاء)
وقوله:(اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش و إقامة الصلاة و نزول الغيث)
وفي المواضع قوله:(أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا الدعاء)
وقوله صلى الله عليه وسلم :
(أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة و أفضل ما قلت أنا و النبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له)
وهنالك موانع من قبول الدعاء
مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل
يقول : قد دعوت و قد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك و يدع الدعاء)
وقوله:(من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد و الكرب فليكثر الدعاء في الرخاء)
فمن نسي الله في الرخاء لا يستجيب الله له في الشدة
وهنالك بعض الأدعية يتقبلها الله عز وجل وذلك
في مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه ؟
دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
وأخيرا خذ هذا الحديث،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه إياه) والله أعلم