لمسة ميداس
تشير الاسطورة (ميداس ) الى حماقة الملك ميداس ملك فيجيا (بلاد الزهور ) الذي ورث ثروات طائلة وبددها بحماقاته فكان يبدد كل ثروة تقع بين يديه .
وحكاية هذه الاسطوره باختصار كما وردت في كتاب التحولات لأفيد ان حدائق عظيمة كانت قرب قصر هذا الملك ضاع فيها مرة العجوز السكير سيلينيوس وعثر خدم القصر على هذا العجوز مخمورا نائما في عريشة من الورود فربطوه باكليل الورد وشكو في رأسه الزهور وحملوه الى الملك لاضحاكه , الا ان الملك رحب به كضيف ملكي واستضافه عشرة ايام ثم اخذه بنفسه الى باخوس ( اله الخمر ) الذي سر بعودته وقال لميداس ا ناي رغبة يطلبها ستنفذ له , فما كان من هذا الطماع الا ان يفكر بالذهب وان يطلب من باخوس ان يحول له كل شيء الى ذهب , وكان له ذلك , وحين عاد الى القصر وشرع ان يتناول تفاحه لم يستطع ان قضمها , وكذلك الطعام والماء فقد تحول كل شيء الى المعدن اصفر , وكاد المسكين ان يموت وعا وعطشا فاسرع الى باخوس ورجاه ان يعيد كل شيءالى مكانه , فطلب منه باخوس ان يذهب الى نبع نهر باكتوليوس ويغتسل ليتخلص من الهدية القاتلة .
وتوجد حكاية اخرى تؤكد حماقة ميداس , حين اقحم نفسه في تحكيم مبارة موسيقية بين (ابولو )كبير آلهة اليونان وبين (بان )الإله الريفي البسيط , وميداس هذا لا يفقه بالموسيقا شيئا , عزف ابولو على قيثارته الفضية وعزف بان على شبابته الفضية ومن شدة حماقته حكم لمصلحة بان وخالف اعضاء اللجنه دون ان يراعي قوة ابولو وخطورتهوقد عاقبه هذا بان حول اذنيه الى اذني حمار , الى نهاية هذه الحكايات الاسطوريه الشقية عن ميداس
هذه الاسطورة البسيطه تتداخل فيها عدة طبقات رمزية منها الحماقة وتبديد الثروة الطمع التطهر بماء النبع وفي الحكاية الثانية جزاء من يحشر نفسه فيما لا شأن له به , وفي ذيول الحكاية عناصر اخرى توحي بها تفاصيل الاسطوره .
هذه الاسطورة لها مكانه في النقد الادبي ويستحضرها نقاد الادب , ولا سيما تيار النقد الاسطوري وقد استخدم الناقد الماركسي البريطاي كريستوفر كوديل هذا التعبير في كتابه الشهير ( دراسات في ثقافة محتضرة ) في ثلاثينيات القرن الماضي وكان يشير بهجائية الى ثقافة الغرب الميدوسية التي تقود السفينه بقوة نحو الصخور والتي تجلت فيما بعد بالحرب العالمية الثانية وان كل اكتشاف على الصعيد العلمي يؤدي الى خيبة امل جديدة هذا من جانب الغرب , اما من جانبنا نحن العرب يبدو لي اننا لم نسلم من لمسة ميداس هذه في الكثير من جونب حياتنا , من الناحية الثقافية فقد تخيل قسم منا الماضي كله من ذهب وقسم اخر راىان كل شيء قادم من وراء البحار هو المعدن الاصيل وتبدد كل شيء بين يدي القسمين ولم نقبض على اصالة الماضي ولا على معاصرة , ونحن اليوم في خضم الفوضى الثقافية التي اوشكت ان توصلنا الى الياس المطبق , اما عن واقعنا السياسي العربي فنحن تحت لعنة ميداس كاملة الاوصاف فالحماقة عند ملوك وامراء ( عرب ) بلغت حدودها القصوى تبديد الثروات وحدث ولا حرج وبين ايديهم كل ذهب الامة ويبددونه تحت اقدام اعدائهم وادعاء الحكمه والمعرفة رغم الجهل البين لم يبلغه ميداس القديم حتى عوقب بتحويل اذنيه الى اذني حمار فاي عقوبة يستحقها هؤلاء اذا ما قيست حماقتهم بحماقة الملك ميداس وفي نبع اي نهر علينا ان نتطهر من ثقل الاثام ولنخلص من هذه الهدية القدرية التي ابتلينا بها
تشير الاسطورة (ميداس ) الى حماقة الملك ميداس ملك فيجيا (بلاد الزهور ) الذي ورث ثروات طائلة وبددها بحماقاته فكان يبدد كل ثروة تقع بين يديه .
وحكاية هذه الاسطوره باختصار كما وردت في كتاب التحولات لأفيد ان حدائق عظيمة كانت قرب قصر هذا الملك ضاع فيها مرة العجوز السكير سيلينيوس وعثر خدم القصر على هذا العجوز مخمورا نائما في عريشة من الورود فربطوه باكليل الورد وشكو في رأسه الزهور وحملوه الى الملك لاضحاكه , الا ان الملك رحب به كضيف ملكي واستضافه عشرة ايام ثم اخذه بنفسه الى باخوس ( اله الخمر ) الذي سر بعودته وقال لميداس ا ناي رغبة يطلبها ستنفذ له , فما كان من هذا الطماع الا ان يفكر بالذهب وان يطلب من باخوس ان يحول له كل شيء الى ذهب , وكان له ذلك , وحين عاد الى القصر وشرع ان يتناول تفاحه لم يستطع ان قضمها , وكذلك الطعام والماء فقد تحول كل شيء الى المعدن اصفر , وكاد المسكين ان يموت وعا وعطشا فاسرع الى باخوس ورجاه ان يعيد كل شيءالى مكانه , فطلب منه باخوس ان يذهب الى نبع نهر باكتوليوس ويغتسل ليتخلص من الهدية القاتلة .
وتوجد حكاية اخرى تؤكد حماقة ميداس , حين اقحم نفسه في تحكيم مبارة موسيقية بين (ابولو )كبير آلهة اليونان وبين (بان )الإله الريفي البسيط , وميداس هذا لا يفقه بالموسيقا شيئا , عزف ابولو على قيثارته الفضية وعزف بان على شبابته الفضية ومن شدة حماقته حكم لمصلحة بان وخالف اعضاء اللجنه دون ان يراعي قوة ابولو وخطورتهوقد عاقبه هذا بان حول اذنيه الى اذني حمار , الى نهاية هذه الحكايات الاسطوريه الشقية عن ميداس
هذه الاسطورة البسيطه تتداخل فيها عدة طبقات رمزية منها الحماقة وتبديد الثروة الطمع التطهر بماء النبع وفي الحكاية الثانية جزاء من يحشر نفسه فيما لا شأن له به , وفي ذيول الحكاية عناصر اخرى توحي بها تفاصيل الاسطوره .
هذه الاسطورة لها مكانه في النقد الادبي ويستحضرها نقاد الادب , ولا سيما تيار النقد الاسطوري وقد استخدم الناقد الماركسي البريطاي كريستوفر كوديل هذا التعبير في كتابه الشهير ( دراسات في ثقافة محتضرة ) في ثلاثينيات القرن الماضي وكان يشير بهجائية الى ثقافة الغرب الميدوسية التي تقود السفينه بقوة نحو الصخور والتي تجلت فيما بعد بالحرب العالمية الثانية وان كل اكتشاف على الصعيد العلمي يؤدي الى خيبة امل جديدة هذا من جانب الغرب , اما من جانبنا نحن العرب يبدو لي اننا لم نسلم من لمسة ميداس هذه في الكثير من جونب حياتنا , من الناحية الثقافية فقد تخيل قسم منا الماضي كله من ذهب وقسم اخر راىان كل شيء قادم من وراء البحار هو المعدن الاصيل وتبدد كل شيء بين يدي القسمين ولم نقبض على اصالة الماضي ولا على معاصرة , ونحن اليوم في خضم الفوضى الثقافية التي اوشكت ان توصلنا الى الياس المطبق , اما عن واقعنا السياسي العربي فنحن تحت لعنة ميداس كاملة الاوصاف فالحماقة عند ملوك وامراء ( عرب ) بلغت حدودها القصوى تبديد الثروات وحدث ولا حرج وبين ايديهم كل ذهب الامة ويبددونه تحت اقدام اعدائهم وادعاء الحكمه والمعرفة رغم الجهل البين لم يبلغه ميداس القديم حتى عوقب بتحويل اذنيه الى اذني حمار فاي عقوبة يستحقها هؤلاء اذا ما قيست حماقتهم بحماقة الملك ميداس وفي نبع اي نهر علينا ان نتطهر من ثقل الاثام ولنخلص من هذه الهدية القدرية التي ابتلينا بها