ومـــا عجــبي مـــوت المحبيــن في الهــــوى ... ولكــن بقــاء العــاشقــين عجـــيب !!
وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ | لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ |
وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءة ً | فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ |
وأُصرفُ عن رأيي الّذي كنتُ أرتئي | وأَنْسى الّذي حُدِّثْتُ ثُمَّ تَغِيبُ |
وَيُظْهِرُ قَلْبِي عُذْرَهَا وَيُعينها | عَلَيَّ فَمَا لِي فِي الفُؤاد نَصِيبُ |
وقدْ علمتْ نفسي مكانَ شفائها | قَرِيباً وهل ما لا يُنَال قَرِيبُ |
حَلَفْتُ بِرَكْبِ الرّاكعين لِرَبِّهِمْ | خشوعاً وفوقَ الرّاكعينَ رقيبُ |
لئنْ كانَ بردُ الماءِ عطشانَ صادياً | إليَّ حبيباً، إنّها لحبيبُ |
وَقُلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَة ِ داونِي | فَإنَّكَ إنْ أَبْرَأْتَنِي لَطَبِيبُ |
فما بي من سقمٍ ولا طيفِ جنّة ٍ | ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَريَّ كَذُوبُ |
عشيّة َ لا عفراءُ دانٍ ضرارها | فَتُرْجَى ولا عفراءُ مِنْكَ قَريبُ |
فلستُ برائي الشّمسِ إلا ذكرتها | وآلَ إليَّ منْ هواكِ نصيبُ |
ولا تُذكَرُ الأَهْواءُ إلاّ ذكرتُها | ولا البُخْلُ إلاّ قُلْتُ سوف تُثِيبُ |
وآخرُ عهدي منْ عفيراءَ أنّها | تُدِيرِ بَنَاناً كُلَّهُنَّ خَضيبُ |
عشيّة َ لا أقضي لنفسي حاجة ً | ولم أدرِ إنْ نوديتُ كيفَ أجيبُ |
عشيّة لا خلفي مكرٌّ ولا الهوى | أَمَامي ولا يَهْوى هَوايَ غَرِيبُ |
فواللهِ لا أنساكِ ما هبّتِ الصّبا | وما غقبتها في الرّياحِ جنوبُ |
فَوَا كَبِدًا أَمْسَتْ رُفَاتاً كَأَنَّمَا | يُلَذِّعُهَا بِالمَوْقِدَاتِ طَبِيبُ |
بِنَا من جَوى الأَحْزَانِ فِي الصّدْرِ لَوْعَة ٌ | تكادُ لها نفس الشّفيقِ تذوبُ |
ولكنَّما أَبْقَى حُشَاشَة َ مُقْولٍ | على ما بِهِ عُودٌ هناك صليبُ |
وما عَجَبِي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى | ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ |