يفرط في تأنقه وحسن مظهره ويبدو كأنه ذاهب إلى حفل عرسه ويتمم أناقته بحمل قلم على صدره وربما لا يعرف كيف يستعمله ويمشي الى هدفه شامخا وئيد الخطى لا يلتفت يمينا أو يسارا إلا لأمر جلل وحين يجلس يضع ساقا على أخرى ويسند ظهره ورأسه الى الخلف مدعيا الوقار ومتلبسا بالسكينة ودائما يعتنق المثل القائل
( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب )
وحين يدخل في معمعان حديث اجتماعي أو أدبي أو سياسي فهو لا يملك رمحا ولا سيفا يتخبط ذات اليمين وذات الشمال بلا وعي كسمكة مسكينة وقعت في شباك صياد ماهر
لا يعرف أبجدية المعرفة سوى كلمات باهتة فارغة يرددها في مكان لا يمكن أن تكون له وفي زمان لا يليق به
يظن إن المظهر الخارجي هو الميزان الذي توزن به قيم المرء ولا قيمة لغير المظهر جاهلا إن العقل هو زينة المرء وزينة الحياة وزينة الوجود
وفي أدبنا العبري بيادر من الشعر التي تؤكد على ذلك وها أنا التقط منها حبة أنسى ألان من قد زرعها فصارت سنبلة مباركه
لا خير في حسن الجسوم وطولها ان لم تزن حسن الجسوم عقول
وفي الحديث (المرء بأصغريه قلبه ولسانه) وما عدا ذلك إضافات تسعف القلب واللسان على أن يتما صنيعهما في الحياة
والتجارب الإنسانية اثببت صحة هذا القول اذ ان قيمة الانسان فيما يطفح به قلبه ويفيض به لسانه وان الشكل الخارجي هو عبارة عن إناء (والإناء بما فيه ينضح )
قال الشاعر زهير بن ابي سلمى
لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده ولم يبقى إلا صورة اللحم والدم
وحين دخل كثير عزة على الخليفة لم يرق له منظر الشاعر وصغر حجمه فقال كلمته المشهورة ( تسمع بالمعيدي خير من أن تراه )
ففطن الشاعر إلى ان الخليفة يسخر منه فأجابه
ترى الرجل الصغير فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور
دافع عن نفسه وعن غيره مؤكدا للخليفة ان المنظر لا يخبر في أحيان كثيرة عن الجوهر وان القامات الطوال والثياب الفاخرة التي تلفت النظر ليست مقياس أدمية المرء وقد تكون مدخلا إلى ردهة مظلمة لا يستطيع الداخل إليها الخروج منها وكثير عزة وان بدا صغير الحجم ففي أعماقه أسد جرئ على حد تعبيره
وحين توجه الشاعر العباسي ابن الهبارية إلى اصبهان حيث نظام الملك ووزير السلطان (ألب ارسلان ) حاول التقرب من الوزير فقال في قصيدة تتضمن المعنى الذي أشرت إليه سابقا
أنا جار دارك في شرع العلا ربع حرام آمن جيرانه
لا يزهدنك منظري ومخبري فالبحر ملح مياهه وعقبانه
ليس القدود ولا البرود فضيلة ما المرء إلا قلبه ولسانه
فكأن الشاعر قدر مسبقا ان منظره لن يعجب الوزير ولن يقربه إليه بسبب ذلك فنفى ان يكون قد الإنسان وثيابه فضيلة له وأكد أن المرء بأصغريه
وشاعر أخر هو السموءل يؤكد أن كرامة الإنسان وقيمته في صيانة عرضه والحفاظ عليه من السقطات ويحرض على الدفاع عنه مؤكدا ان أي رداءٍ لا يرتديه وعرضه مصون سيكون جميلا في عيون الناس ولا تشفع الثياب له مها غلت حين يبيع عرضه بل ستكون سخرية الساخرين
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداءٍ يرتديه جميل
فيا أيها الراغبون بما لا تستحقون
أناقتكم هذه تريح العيون والنفوس وهي مشروعة لكم ولغيركم وهي واحدة من دلائل إنسانيتكم لكن عليكم أن تتأنقوا من الداخل أولا
( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب )
وحين يدخل في معمعان حديث اجتماعي أو أدبي أو سياسي فهو لا يملك رمحا ولا سيفا يتخبط ذات اليمين وذات الشمال بلا وعي كسمكة مسكينة وقعت في شباك صياد ماهر
لا يعرف أبجدية المعرفة سوى كلمات باهتة فارغة يرددها في مكان لا يمكن أن تكون له وفي زمان لا يليق به
يظن إن المظهر الخارجي هو الميزان الذي توزن به قيم المرء ولا قيمة لغير المظهر جاهلا إن العقل هو زينة المرء وزينة الحياة وزينة الوجود
وفي أدبنا العبري بيادر من الشعر التي تؤكد على ذلك وها أنا التقط منها حبة أنسى ألان من قد زرعها فصارت سنبلة مباركه
لا خير في حسن الجسوم وطولها ان لم تزن حسن الجسوم عقول
وفي الحديث (المرء بأصغريه قلبه ولسانه) وما عدا ذلك إضافات تسعف القلب واللسان على أن يتما صنيعهما في الحياة
والتجارب الإنسانية اثببت صحة هذا القول اذ ان قيمة الانسان فيما يطفح به قلبه ويفيض به لسانه وان الشكل الخارجي هو عبارة عن إناء (والإناء بما فيه ينضح )
قال الشاعر زهير بن ابي سلمى
لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده ولم يبقى إلا صورة اللحم والدم
وحين دخل كثير عزة على الخليفة لم يرق له منظر الشاعر وصغر حجمه فقال كلمته المشهورة ( تسمع بالمعيدي خير من أن تراه )
ففطن الشاعر إلى ان الخليفة يسخر منه فأجابه
ترى الرجل الصغير فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور
دافع عن نفسه وعن غيره مؤكدا للخليفة ان المنظر لا يخبر في أحيان كثيرة عن الجوهر وان القامات الطوال والثياب الفاخرة التي تلفت النظر ليست مقياس أدمية المرء وقد تكون مدخلا إلى ردهة مظلمة لا يستطيع الداخل إليها الخروج منها وكثير عزة وان بدا صغير الحجم ففي أعماقه أسد جرئ على حد تعبيره
وحين توجه الشاعر العباسي ابن الهبارية إلى اصبهان حيث نظام الملك ووزير السلطان (ألب ارسلان ) حاول التقرب من الوزير فقال في قصيدة تتضمن المعنى الذي أشرت إليه سابقا
أنا جار دارك في شرع العلا ربع حرام آمن جيرانه
لا يزهدنك منظري ومخبري فالبحر ملح مياهه وعقبانه
ليس القدود ولا البرود فضيلة ما المرء إلا قلبه ولسانه
فكأن الشاعر قدر مسبقا ان منظره لن يعجب الوزير ولن يقربه إليه بسبب ذلك فنفى ان يكون قد الإنسان وثيابه فضيلة له وأكد أن المرء بأصغريه
وشاعر أخر هو السموءل يؤكد أن كرامة الإنسان وقيمته في صيانة عرضه والحفاظ عليه من السقطات ويحرض على الدفاع عنه مؤكدا ان أي رداءٍ لا يرتديه وعرضه مصون سيكون جميلا في عيون الناس ولا تشفع الثياب له مها غلت حين يبيع عرضه بل ستكون سخرية الساخرين
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداءٍ يرتديه جميل
فيا أيها الراغبون بما لا تستحقون
أناقتكم هذه تريح العيون والنفوس وهي مشروعة لكم ولغيركم وهي واحدة من دلائل إنسانيتكم لكن عليكم أن تتأنقوا من الداخل أولا