اتق شر من أحسنت إليه
ليس هذا اللفظ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن اشتهر ذلك على ألسنة كثير من الناس، والواجب التنبه إلى أنه لا يجوز أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث إلا ما ثبت بالنقل الصحيح، فقد روى مسلم والترمذي وابن ماجه من حديث المغيرة بن شعبة أنه صلى الله عليه وسلم قال: من حدث عني حديثاً وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.
كنت كثيرآ اقرأ عن هذا المثل ولم أكن أؤمن به نهائيآ ,,
كيف من الممكن ان احسن لشخص وأفضله على نفسي وينقلب علي فجأة ؟!
كنت أقول بأن من المستحيل حدوث شئ كهذا ,,
قد تكون صفة نكران الجميل من الصفات المذمومة والغير محببة والتي تساهم بشكل كبير في ابتعاد القلوب وضيق الصدور ، وقد يواجه الأكثريّة منا هذه المواقف ...
ففي حياتنا نواجه ونتعرف على أشخاص نهديهـم أحاسيسنا بكل معانيها فنخاف على مصلحتهم ونقوم بتوجيههم وننصحهم في الخير والوقوف بجانبهم في كل وقت في الشدّة أو الرخاء ...
فنقـاسمهم أفراحهم وأحزانهم وتدمع عيوننا مع عيونهم وتبتسم شفاهنا مع شفاههم ليكونوا في حياتنا وفي كل يوم من عمرنا شيء مهم وثمين ولا نفارقهم ونتمنى رأياهم وسماع صوتهم في كل يوم بل في كل لحظة لنطمئن على أخبارهم وأحوالهم ولا نمل من كثرة الحديث معهم.
ولكن تأتي الأيام وتنقلب المعاني في القلوب إلى جمود المشاعر والنكران وبدون سابق إنذار وفي يوم وليلة تنقلب كل الموازين للتحوّل إلى تجاهل وعدم مبالاة وهجران ونكران فنصدم بهم حيينها ..
ونتساءل... لماذا ؟؟ وما هي الأسباب ؟؟ ...
فنحن لم نخطئ في حقهم ولم نضرهم أو نسيء إليهم بل على العكس قدمنا لهم كل ما يدر عليهم بالخير ... فتأخذنا الذكريات لنتذكر كيف كانوا !؟! ... وماذا أصبحوا !؟! ...
كانوا يقـسمون لنا بأنهم سيحاربون الزمن حتى لا يفترقوا عنا ... كانوا يحلمون ويسعون دائما ً لتحدث معنا ...كانوا لا يملون الكلام معنا وأن طال الحديث ...
كانوا يلهثون ويسرعون إلينا عند أي مشكلة تواجههم ...كانوا يعلنون أنهم لا غنى لهم عنا ...
كانوا يؤكدون أنه لو أصاب العالم التغيير فلن يتغيّروا ولن تتغير مشاعرهم ...