شام ..
في هذا الآن .. الفاصل بين الحيرة والقلق
وبين الترقب والخوف..
شعور مختلط يشبه الصراخ داخل غرفة مغلقة..
أين تحاول كلماتي أن تنتحر جماعيا..
ماذا اكتب عنك يا شام وقد طال عبورهم؟
وقد عشش الحزن في جدران وسطوح حاراتك القديمة..
لم تعد نكهة القهوة السادة فوق النافورات التي تنتفض بالألم
توقظ صباحك الهادئ..
لم يعد عطر الياسمين الدمشقي يغازل هواءك..ولا يثير شهوة ترابك..ولا يستفز سماءك..
لم يعد جبل قاسيون مباليا..لم يعد دافئا بالحب والناس..
لم يعد من اللائق أن نستمتع بأغاني فيروز
ويدك الناعمة تحترق..
ماذا أكتب في هذا الآن المتعب ؟
حكاية مدينة تموت ببطء
كل يوم تفقد جزءا من أحلامها..وجزءا من ذاكرتها أيضا..
لكن بعد كل هذا العناء..لا تذبلي..
لن اسمح لهذا القلم المجنون أن يخطّ حزنك ..
لن اسمح لهذا الورق الحائر أن يعري ضعفك..
فأنت مدينتي..ملهمة المجانين مثلي..
افتحي صدرك ونوافذك..ليستحم فيك المطر
افتحيها..لينبت فيك القصيد..
افتحيها ليدخل أديب البحر مع كل نوارسه وشطآنه.. ليشعل مصابيحه الزرق..ويشعلك بكل الألوان التي تليق بك..
وبعيون دمشق القديمة.. يجيء بائع خواتم الدهشة مع كل نساء الشام..مكتظا بالثلج والحب..ليهمس في أذنك:" زيديني عشقا يا شام زيديني.."