دولة قطر هي دولة خليجية مساحتها 11,521 كيلو متر ، تقع في شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب آسيا مطلة على الخليج العربي. لها حدود برية مشتركة من الجنوب مع المملكة العربية السعودية وبحرية... مع دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين .
حكمها آل ثاني منذ القرن 19، وقد حصلت على استقلالها في سبتمبر 1971م ، ويحكمها حالياً الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، وهو الحاكم الثامن في تسلسل الأسرة التي حكمت البلاد وقد تولى السلطة في يونيو 1995م بعد انقلابه على أبيه ونفيه للخارج .
مع تولي أمير قطر زمام الأمور ، بدأت عملية التطوير والنهوض الإقتصادي والسياسي بها ، من حيث فتح العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي ، وكذلك تشكيل المؤسسات السياسية التي تكن الولاء له ، ومنها رئاسة الوزراء التي يرأسها الشيخ حمد بن جاسم ، إلى جانب احتفاظه بوزارة الخارجية ، وهو من الشخصيات التي تعتبر نقطة ارتكاز بالعلاقات القطرية الأمريكية والإسرائيلية ، لكونه يتمتع بعلاقات مميزة مع قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين .
لقطر دور سلبي مهم في المنطقة العربية ، حيث بدأ دورها منذ احتلال العراق لدولة الكويت ، حين شكلت الحاضنة للقواعد الأمريكية التي أصبحت اليوم نقطة ارتكاز للتواجد الأمريكي في المنطقة العربية ، ولعلنا نضع القارئ أمام الحقائق التالية :
قاعدة العديد الجوية :
تقع قاعدة العديد الجوية إلي الجنوب الغربي من العاصمة الدوحة ، ويوجد بالقاعدة ممر اقلاع بطول 4.5 كيلومتر يتيح اقلاع القاذفات الثقيلة ، وتعتبر القاعدة أول قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج العربي ، وتضم القاعدة ما يكفي لأكثر من 100 قاذفة ومقاتلة وطائرات الاستطلاع والاواكس ، وموجود حاليا بالقاعدة سرب طائرات F-16 ، وسرب طائرات تزود بالوقود ، وسرب طائرات استطلاع ، ويقيم في القاعدة حاليا قرابة 4000 جندي أمريكي .
تستضيف القاعدة أهم بنية تحتية عسكرية أمريكية في عموم المنطقة ، وفيها يوجد المقر الميداني للقيادة العسكرية المركزية للمنطقة الوسطى من العالم CENTCOM الممتدة من آسيا الوسطى ، بينما المقر الرئيسي لتلك القيادة في قاعدة ماك دِل Mac Dill الجوية في ولاية فلوريدا الأمريكية ، وكانت قد انتقلت القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية CENTCOM من السعودية إلى قطر ما بين عامي 2002 و2003، ومقرها قاعدة العديد الجوية التي تفتخر بأطول وأفضل المدرجات في عموم المنطقة ، وقد أنفقت قطر ما يزيد عن مليار دولار لتحديث العديد وغيرها من القواعد مقابل الحماية العسكرية الأمريكية.
بدأت قطر منذ 1995 تستضيف بعضاً من القوات الجوية المكلفة بالإشراف على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق إبان الحصار الأمريكي عليها ، وتحولت الجزيرة خلال التسعينات إلى واحدة من أكبر مخازن الأسلحة والعتاد الأمريكي في المنطقة ، وبنت على نفقتها مجمعاً يضم 27 مبنىً لتخزين الآليات والقوات الأمريكية في مرحلة الاستعداد للعدوان على العراق.
انتقل المقر الميداني للقوات الخاصة التابعة للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى، إلى قاعدة السيلية القطرية عام 2001. وحضنت السيلية بعدها المقر الميداني للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى وقد تمت عملية نقل المقر الميداني تحت ستار التمرين العسكري نظرة داخلية Internal Look، الذي كان في الواقع تمريناً على خطة قيادة العدوان على العراق Operation Iraqi Freedom ، هذا التمرين جرى عام 2002 ، أي بغض النظر عن أية خطوات سياسية قامت أو لم تقم بها القيادة العراقية آنذاك فقد كانت خطة العدوان رهن التنفيذ.
وكان للقيادة المركزية الأمريكية في المنطقة الوسطى CENTCOM قبل أحداث 11 سبتمبر أربعة مرافق خاصة بها في قطر، بالإضافة إلى حقها باستخدام 24 مرفقاً تابعة للقوات المسلحة القطرية ، وكانت معدات فرقة مدرعة ثقيلة قد خزنت في موقعين منفصلين، الأول في السيلية والثاني في مكان على بعد 531 ميلاً جنوب غرب الدوحة.
كان الرمز العسكري المشفر للنشاطات العسكرية الأمريكية في قطر هو معسكر سنوبي Camp Snoopy، وسنوبي شخصية كرتونية مألوفة ، تجده في المسلسلات والرسوم الكرتونية ، ويأتي أحياناً على شكل ألعاب للأطفال ، ويضم معسكر سنوبي ( مطار الدوحة ، معسكر السيلية ، قاعدة العديد الجوية ، نقطة تخزين ذخيرة في قاعدة فالكون ) .
وقد سبق واستضافت قاعدتا مطار الدوحة الدولي والعديد الجويتين أسراباً كثيرة من الطائرات الأمريكية المقاتلة وطائرات الشحن والحاملة للدبابات وغيرها ، فالدوحة تعتبر محور النقل الجوي العسكري الأمريكي إلى دجيبوتي ، ودوشنبي في طاجاكستان ، والمصيرة في عُمان ، وقندهار في أفغانستان، وشمسي في باكستان.
قاعدة السـيلية العسكرية :
تقع قاعدة السيلية العسكرية خارج العاصمة القطرية الدوحة بنحو 30 كم فقط ويتم تقدير الكلفة المادية لتلك القاعدة بحوالي 110 مليون دولار ، وتستطيع القاعدة دعم لواءين مدرعين كاملين بمعداتهما ، وكانت القاعدة بدأت استقبال القوات الأمريكية فيها بداية من عام 1995 ، وتم تطوير القاعدة لاستضافة قيادة الجيش الثالث الأمريكي والقيادة المركزية الأمريكية ، وبتلك القاعدة مع قاعدة العديد وعدة مراكز اخري ، أصبحت القواعد الأمريكية في قطر اكبر قواعد أمريكية في العالم خارج حدود الولايات المتحدة في كافة أنحاء العالم .
وتضم القاعدة أسوار محصنة بمواقع مدافع عيار 0.50 ، وبداخلها مباني القاعدة ومنشأتها التي تتسع لحوالي 11.000 جندي أمريكي متواجدين فيها ، وتحوي القاعدة علي عدد 150 دبابة M1 Abrams ، وكذلك عدد 116 مدرعة M2 Bradley ، بالإضافة إلي 112 ناقلة جند ومشاة مختلفة الطراز .
وفي الإجمالي تبلغ مساحة القاعدة 1.6 مليون قدم مربع ، وبها طرق تصل طولها إلي أكثر من 10 كيلومتر ، وتضم منشآت ومراكز القيادة وثكنات الجنود ومستلزمات المعيشة لهم .
مثلت قطر باتفاقيتها الأخيرة مع أمريكا والتي ضمنت وجودا دائما للقوات الأمريكية فيها نقلة كبيرة في الوجود العسكري ، ونريد أن نبين حقيقة دولية وهي أنه من المفترض هي أن تسعى الدول لإنشاء قواعد في الدول الأخرى ومن أجل ذلك فإنها تقدم تنازلات ومصالح وتدفع أموالا من أجل أن توافق الدولة على تأجير قاعدة للدولة الأخرى ، فمثلاً أمريكا تدفع أموالا لليونان وكوريا الجنوبية نظير تأجير قواعدها هناك ، إلا أن الجديد في المسألة القطرية هي أن تكون الدولة المستضيفة هي التي تحملت كامل النفقات ، ففي ديسمبر 2002م تم في مقر الخارجية القطرية التوقيع علي الاتفاقية التنفيذية للتعاون العسكري المشترك بين الولايات المتحدة وقطر ، وقد وقع الاتفاقية كل من حمد بن جاسم ورونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي ، وقال الشيخ حمد بن جاسم بخصوص هذه الاتفاقية ( إن الاتفاقية التي وقعت مع الجانب الأمريكي التي تنظم الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة الُعديد كانت موضع نقاش بين الجانبين منذ فترة طويلة تصل إلي أكثر من سنة ) فقطر بدأت ببناء قاعدة العُديد العسكرية التي يبلغ طول مدرج إقلاع مطارها 15000 قدم وهو أطول مدرج في الخليج ، وتم تجهيزها بمرائب تسع لأكثر من 100 طائرة منذ أكثر من سنة وهو الأمر الذي أثار أكثر من تساؤل حول المغزى السياسي والعسكري الذي دفع قطر لبناء هذه القاعدة الكبيرة على الرغم من أن عدد طائرات قطر لا يتجاوز الــــ 12 طائرة .
الجواب الذي صدر عن أكثر من مسئول قطري يكمن في فلسفة قطرية تهدف إلى استقطاب القوات الأمريكية انطلاقاً من مبدأ 'ابنها وسيأتون' أي ابن القاعدة على أحدث المواصفات وسيكون ذلك كافياً لجذب القوات الأمريكية وقوات الحلفاء إلى قطر ، وقد ذكر مسئولون أمريكيون أن أمير قطر في عام 1999م عبر عن رغبته في رؤية ما لا يقل عن 1000 جندي أمريكي يتمركزون بشكل دائم في قطر كما أشار بذلك أحد التقارير العسكرية الأمريكية.
وكما هو متوقع حققت الفلسفة القطرية مغزاها ، ففي شهر أبريل من عام 2000م ناقش وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ويليام كوهن مع المسئولين القطريين الطرق المناسبة للاستفادة من قاعدة العُديد في الأوقات الحرجة واستمرت المحادثات بين قطر والبنتاجون حول اتفاق يهدف إلى تمكين الطائرات الحربية الأمريكية من استخدام قاعدة قطرية في وقت الحاجة ، وهو ما سيعطي القوات الأمريكية شبكة أوسع في المنطقة لمواجهة تهديدات محتملة من إيران ، وكان ضمن الموضوعات التي تمت مناقشتها هو من سيدفع لتطوير قاعدة العُديد بالتحديد التي تقع جنوبي العاصمة الدوحة على بعد حوالي 35 كلم .
وفي خريف عام 2001م بدأت الولايات المتحدة في تركيب الكمبيوترات وأجهزة الاتصال والمعدات الاستخباراتية وغيرها في هذه القاعدة ، وفي بداية عام 2002م ازدادت أعداد الطائرات الحربية الأمريكية والجنود بشكل كبير ، وفي أواسط شهر مارس عام 2002م كان الآلاف من الجنود الأمريكيين متمركزين في قاعدة العُديد ، وبحلول شهر أبريل كان هناك ما يقارب 2000 جندي يعيشون في مدينة خيام كبيرة عرفت باسم كامب أندي .
أواسط شهر يونيو وصل العدد إلى أكثر من 3000 جندي أمريكي ، كما قامت الولايات المتحدة بتخزين حوالي 50 طائرة حربية في القاعدة وآلاف الجنود الأمريكيين بصفة دائمة ، وقد عرضت الحكومة القطرية مبلغ 400 مليون دولار لإنفاقها في تحديث وتطوير القاعدة ، ومن ضمنها مبانٍ سكنية ثابتة ، وبناء مخازن للوقود تتسع لمليون جالون من وقود الطائرات ومعدات لغرفة العمليات والتحكم .
هذا ما ذكره تقرير عسكري أمريكي عن القاعدة غير أن الأهم هو الهدف من التمركز الأمريكي في قطر، وفي هذه القاعدة العملاقة بالذات ، فقد ذكر الكاتب العسكري روبرت بورنز في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور بتاريخ 2 يوليو 2002م لو أمر الرئيس بوش بتوجيه ضربة للعراق فإن هذه القاعدة ستكون محور انطلاق مهماً للطائرات العسكرية الأمريكية ولمعداتها وعتادها ، بينما قال المحلل العسكري ويليام أركن إن هذه القاعدة هي أكفأ قاعدة في الخليج .
وقد ذكر بورنز في مقاله إن الحكومة القطرية بعد أحداث 11 سبتمبر بوقت قصير سمحت للطائرات الحربية الأمريكية باستخدام قاعدة العُديد وأن هذه الطائرات قامت بمهمات هجومية على الأراضي الأفغانية ، وقد سلط الكاتب العسكري بورنز بعض الأضواء على إمكانيات هذه القاعدة والعاملين فيها فذكر الآتي:
هناك حوالي 3300 جندي من القوات الأمريكية في قطر معظمهم في قاعدة العُديد حيث لا يخفى التنامي العسكري الأمريكي على أحد ، وقد أنشئت مدينة خيام في هذه المنطقة الصحراوية، كما أنشئت المستودعات وأحيطت بأميال من عوائق الحماية تحسباً لأية هجمات إرهابية ، وهناك مرائب جديدة بنيت للطائرات المقاتلة بطريقة فنية تضمن سلامة الطائرات التي بداخلها عند التعرض لهجمات جوية ، وعلى بعد قريب من مدرج الإقلاع البالغ طوله 15000 قدم بنيت مخازن محصنة ربما لاستخدامها للعتاد والتخزين التمويني .
توجد بقاعدة العُديد فصيلة الحصان الأحمر التابعة للقوات الجوية الأمريكية ، وهي فرقة من المهندسين المدنيين مهيأة للمهمات العاجلة مثل بناء وإصلاح المنشآت ، كبناء المدرجات والطرق في المناطق النائية ، إلا أن أهم ما يميز قطر كقاعدة أمريكية هو ضعف التأثير والغضب الشعبي ، وهو ما أشار إليه كينيث بولاك المحلل العسكري السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في كتاب بعنوان نذر العاصفة الوشيكة ، حيث أكد أن شعوب دول الخليج مستاءة بشكل عام من وجود القوات الأمريكية.
ويقول بولاك في كتابه البعض يراه شرا لابد منه والبعض الأخر يدينه باعتباره شكلا من أشكال الاحتلال الامبريالي ، ولا تؤيده سوي قلة لا تذكر ، ولكن يبدو أن قطر استثناء ، فيعتقد حكامها انه بترحيبهم بالقوات الأمريكية يمكن لقطر أن تحظي ببعض الاهتمام خلافا للسعودية والكويت حيث أثار الاستياء من الوجود الأمريكي عمليات إطلاق للنار علي القوات ، ونظرا لأن نحو 90 % من أراضي قطر منبسطة تماما ولقلة عدد السكان ووجود كثير من المنشآت العسكرية علي درجة عالية من الأمان على أراضيها التي تبلغ مساحتها 80 /160 كيلومترا فإنها يمكن أن تصبح بمثابة حاملة طائرات أرضية مثالية ، والحذر الذي يتوخاه أفراد القوات ، فهم لا يظهرون بالزى الرسمي في شوارع العاصمة الدوحة ، وحتى داخل القواعد العسكرية القطرية يحتاج المرء للتدقيق ليلمح النجوم والأشرطة على أكتاف الجنود الأمريكيين الذين يستخدمون هذه القواعد ، ولولا التقارير الإخبارية وطائرات F18 التي تحلق أحيانا في سماء الدوحة وناقلات الجنود الرمادية القابعة في مطار العاصمة لما شعر سكان قطر وعددهم 600 ألف نسمة بأي شيء .
ويقول مسؤول قطري : لا نواجه مشكلة مع جماهير الشعب كما هو الحال في دول أخرى ، ويرى بولاك أن الكثيرين لا يعتقدون أن واشنطن يمكنها الإبقاء على هذا الوجود الضخم بخمس قواعد كبيرة في الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لعقد آخر ، فقد كان غضب الإسلاميين من استمرار الوجود العسكري الأمريكي في السعودية بعد مرور عشر سنوات على حرب الخليج سبباً من الأسباب التي حركت تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ، وتبدو قطر العضو في مجلس التعاون الخليجي الأقل قلقا إزاء احتمالات بقاء القوات الأمريكية لأجل غير مسمى .
وذكر روعي نحمياس مراسل الشئون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت القول إن القنابل الذكية والفسفورية التي قررت واشنطن تسريع تسليمها إلى إسرائيل' للحرب على لبنان في عام 2006م وحرب غزة 2008م نقلت من قاعدة العديد في قطر ، وهي نفسها التي قتلت مئات الآلاف من العراقيين في حرب العراق ، وقطر أعطت لأمريكا حق التصرف بالقاعدة العسكرية وبشكل دائم وقد لعبت دوراً هاماً في الحرب على العراق.
حصلت إسرائيل عام 2006م أثناء حرب لبنان على شحنة عاجلة من قنابل G BU-28 ، وهي قنابل ذكية من هذه القاعدة وفى 2008م أثناء حرب غزة حصلت على قنابل GBU-39 أيضا من هذه القاعدة ، وعندما اشتدت الحرب على غزة وبدأ يتحرك الشارع العربي بشكل غاضب بالإضافة إلى تصريحات بعض القادة العرب وإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل وضعت هذه القواعد في حالة التأهب القصوى وهى أعلى درجة تأهب وهذه الدرجة تعنى الاستعداد للتدخل في أي وقت وبشكل مباشر لحماية إسرائيل في حالة شاركت إحدى الدول العربية ضرب إسرائيل وهذه الإجراءات لا تتم إلا بموافقة وتوقيع أمير قطر على اتفاق يمنح أمريكا استخدام هذه القواعد للتدخل في أي عمل عسكري ضد أي دولة في المنطقة.
ومؤخراً قال خبراء وباحثين أن الولايات المتحدة ، قامت بإنشاء مركز متقدم لوكالة الاستخبارات الأمريكية في قاعدة العُديد ، وذلك لمراقبة الوضع الإيراني ، وجمع المعلومات عن عمليات تهريب الأسلحة من السودان إلى مصر ، والتي تصل للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، ويقول خبراء أن العمليات التي قامت بها إسرائيل بقصف قوافل الأسلحة في الأراضي السودانية كانت معلوماتها صادرة من هذه القاعدة .
قطر والقضايا العربية :
لعبت قطر دوراً مهماً وسلبياً في عدد من القضايا العربية ، فكانت البداية عندما أنشأت قناة الجزيرة الفضائية ، وبدأت هذه القناة ببث سمومها على الدول العربية ، حيث هاجمت معظم الحكومات والأنظمة ، وساهمت في إشعال الفتن والخلافات الداخلية ، وتدخلت قطر من خلال الجزيرة في الشؤون الداخلية للدول العربية ، مما أثر على علاقات هذه الدول معها ، ووصل الأمر إلى حد القطيعة بينها وبين بعض الدول العربية .
ولو انتقلنا للحديث عن الأزمة السودانية ، فقد كان لقطر الدور المهم في تقسيم السودان إلى دولتين ، من خلال رعايتها للمفاوضات بين دويلة الجنوب وجمهورية السودان ، حيث وصل الأمر إلى تقسيم هذا الجزء الهام والإستراتيجي في المنطقة العربية ، وها نحن نرى كيف سيطرت إسرائيل على العلاقات المباشرة مع دويلة جنوب السودان طمعاً في الخيرات والثروات بمساعدة قطرية .
مع بداية الثورة الليبية ، تدخلت قطر بشكل فوري ، وقامت بتوفير السلاح والغطاء المالي الكامل لضرب ليبيا بالطائرات الأمريكية وطائرات الناتو ، ودفعت قطر بإعلامها وإمكانياتها المادية واللوجستية لإنهاء النظام الليبي ، وها نحن نرى ليبيا اليوم عبارة عن مليشيات متصارعة على الحُكم ، وسيؤدي ذلك بالنهاية لفرض الوصاية الأمريكية على ليبيا وعلى ثرواتها الطبيعية .
في مصر العروبة ، كانت قطر لاعباً مهماً ، فهي من ساهم في دعم الثورة المصرية إعلامياً ومالياً احياناً ، وساعدت المعارضة في الوصول إلى سده الحكم فيها بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية ، التي تسعى الآن لتقسيم مصر بعد أن تبدأ بنشر الطائفية التي بدأت بأحداث الأقباط ، وصولاً لقضية سيناء ، وانفلات الأمن وسيطرة الإخوان على كافة مناحي الحياة السياسية المصرية .
قطر والقضية الفلسطينية :
تعود شعبنا منذ احتلال فلسطين على المؤامرات الداخلية ، فلم تكن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي احتلت فلسطين عام 1948م ، بل أن زعماء الأمة العربية ساهموا في احتلالها ، من خلال صمتهم وخيانتهم وهم يرون مجموعات بسيطة من العصابات تحتل الأرض التي باركها الله ، وهم في ذلك الوقت يملكون الجيوش والعتاد ، وشعوبهم كانت مستعدة للموت من أجل فلسطين مسرى رسولنا الكريم محمد ( ص ) .
لم يكن احتلال فلسطين هو القضية الوحيدة التي كشفت زيف ادعاءات الزعامات العربية ، بأنهم ضد احتلال فلسطين ، بل توالت مشاريعهم الخيانية من خلال الصمت على احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967م وقد رؤوا العصابات تحتل أقدس بقعة من أرض فلسطين وهي مسرى رسولنا محمد ( ص ) وكذلك التخاذل المستمر للمطالبة والوقوف بحزم لاستعادة حقوق شعبنا الفلسطيني ، بل منهم من كافأ الاحتلال وقام بالتطبيع معه وفتح السفارات والمكاتب التجارية ، وأصبح الإسرائيلي يدخل الدول العربية بدون تأشيرة ، في حين أن الفلسطيني ممنوع من الدخول ويبقى محتجزاً في المطارات والمعابر العربية .
المشكلة أن شعبنا وقيادات فصائلنا يعلمون الحقيقة ، وهم على قناعة بأن الأنظمة العربية الموجودة حالياً تتاجر بالقضية الفلسطينية ، والأهم من ذلك أنهم يخافون من إسرائيل ويسعون لإرضائها ولو كان ذلك على حساب قتل وتدمير الشعب الفلسطيني ، وما حصل بحرب 2008م على غزة كان أكبر دليل على ذلك ، وللأسف كان الثمن مساعدات عربية من أجل الإعلام فقط .
لقد كان لدولة قطر دور مهم في القضية الفلسطينية ، فإلى جانب التآمر الإعلامي على الشهيد الرئيس ياسر عرفات ، إلى موقفها في قمة بيروت عام 2002م حين تم قطع الاتصالات عنه وهو مُحاصر في المقاطعة ، إلى مساعدة وإيواء شخصيات معارضة فلسطينية ، إلى دورها المعروف في إشعال نار الفتنة الداخلية مع بداية أحداث عام 2007م ، وإلى يومنا هذا تساهم في تعميق الانقسام ، وصولاً إلى تطبيق المخطط الإسرائيلي بفصل الضفة الفلسطينية عن قطاع غزة ، وإقامة دولة في قطاع غزة تدعمها قطر ، وهذا بالتأكيد هو المخطط الذي أصبح واضح المعالم ، برغم نفيه من كافة المستويات السياسية والإعلامية سواءاً في حركة حماس أو دولة قطر التي تقول أن مساعداتها لغزة هي مساعدات إنسانية .
ولعلنا نسلط الضوء على أهم الأدوار التي لعبتها قطر بالقضية الفلسطينية
1- فتح علاقات علنية مع إسرائيل .
2- الإصرار على كتابة كلمة إسرائيل على خارطة فلسطين في الإعلام القطري .
3- الإصرار على استقبال زعماء إسرائيل في ظل العدوان على شعبنا .
4- نشر خريطة لفلسطين تشمل الضفة الفلسطينية وقطاع غزة فقط .
5- دعم الانقسام الداخلي الفلسطيني وتعزيز الفتنة الداخلية إعلامياً وسياسياً ومالياً .
6- المساهمة في الحصار المالي على السلطة الوطنية الفلسطينية ، من أجل الابتزاز السياسي .
7- رفض قرار م.ت.ف التقدم بمشروع الدولة بمجلس الأمن الدولي ، وذلك إرضاءً للولايات المتحدة وإسرائيل .
8- العمل على فصل قطاع غزة عن السلطة الوطنية الفلسطينية ، من خلال التنسيق مع حكومة حماس والابتعاد عن التنسيق مع السلطة الوطنية لكونها السلطة الشرعية عربياً ودولياً ومحلياً .
هذا جزء بسيط من دور قطر في المنطقة العربية والفلسطينية ، ولعلها تكون مقدمة لمشروع تصفية شامل للصراع العربي الإسرائيلي ، وتحويل قضية فلسطين إلى صراع داخلي بعيداً عن القضية المركزية ، التي تتعرض للتهويد والشطب من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ، ولعل قطر تسعى لمشروع سيطرة شاملة على بعض المناطق الحيوية سواءاً في مصر وخاصة قناة السويس ، أو قطاع غزة وإمكانية وجود غاز طبيعي في المنطقة الساحلية .
الدور القطري في سورية:
لا شك إن حجم التمويل والمؤامرة الاستخباراتية التي قادتها قطر ضد دولة عربية لها وزنها الاقليمي وحضورها في الاقتصاد العالمي كونها الدولة الوحيدة في محيطها العربي التي لا ديون للبنك الدولي عليها ..كان دورا مشبوها منذ باية التقارب إلى قيادة البلد في سورية...وكان التسلل غير المتوقع من قبل السوريين عبر شركات عقارية وشركات مقاولات وغيرها وعبر هذه الشركات أدخلت معدات الحفر للأنفاق التي يتحرك فيها "الثوار" لجعل سورية دولة فاشلة ..وقطر هي عرابة التوفيق بيت التيار السلفي التكفيري ومعقله الأردن ومصر وبين حركة الأخوان المسلمين التي تغلغلت في قطر وتم توظيف دعاتها لخدمة الهدف المشبوه فضلا عن التقريب مع الوهابية من خلال الدور الذي لعبته قطر وفي ذروة ما كان يروج له أمريكيا وغربيا عن محاربة تنظيم القاعدة..كانت قطر تمد الجسور لادخال وتغلغل القاعدة إلى منطقة العراق وسورية وتفك الارتباط بين القاعدة وحركة طالبان في نفس الوقت بعد انتهاء الدور في افغانستان ...
قطر مولت وسلحت وخططت استخباراتيا وعسكريا ودعمت إعلاميا ..
وهذه عينة من فبركاتها التي فضحتها اختراقات لموقع الكتروني لشركة بريتام ..
نشر موقع روسيا اليوم سيل من الوثائق المتعلقة بنشاط شركة بريتام وقد أكد المسؤولون في الشركة حدوث اختراق لحاسوبها المركزي.
وردت في المواقع الالكترونية المتعلقة بالمعلومات حول الحروب السبرنيتية واختراق الشبكات أنباء تتضمن ما يلي :
" أنا إسمي JSsIrX وأقدم لكم الوثائق التي حصلت عليها من الحاسوب المركزي لشركة Britam Defense بعد اختراقه. وكان ذلك في موقع الشبكة الموجود في حاسوب مركزي ماليزي ما. وقد وجدت عدة ثغرات في الموقع الالكتروني في ال IP المماثل .. واستطعت دخول الحاسوب البريدي لBritam Defense وموقعها الالكتروني. الوثائق المتسربة هي:
نسخ العقود مع التواقيع – المراسلات الخاصة عبر e-mail – المعلومات الشخصية وغيرها".تقوم شركة بريتام /Britam (وهذا بالذات إسمها الرسمي) بحماية المنشآت في النقاط الساخنة ، كما تقدم الخدمات الاستشارية ، وبضمنها في مجال الأمن. وتتولى بصورة خاصة تدريب قوى الأمن ولديها ممثليات في ليبيا والعراق وسنغافورة ولندن ودبي. وتلقت قيادة الشركة التدريب في القوات الخاصة البريطانية (United Kingdom Special Forces ).
يوجد بين الوثائق المسربة ما يخص نشاط الشركة في العراق ، والعقود مع بعض الشركات مثل
BP, Shell, Siemens Networks, Nokia, Halliburton.
كيفية فبركة وتلفيق الأخبار كجزء من المعركة:
"لدينا اقتراح جديد . بشأن سورية مرة أخرى . يقترح القطريون صفقة جيدة ويقسمون على أن واشنطن قد أيدت الفكرة. يجب علينا نقل السلاح الكيميائي الى حمص ، قنابل الغاز السوفيتية (القنابل الحاوية على الغاز السام) من ليبيا ، التي لا بد ان يوجد مثيل لها لدى الأسد . إنهم يريدون ان نستخدم الاوكرانيين الذين يتحدثون باللغة الروسية وتسجيل ذلك على الفيديو. وعموما انا اعتقد ان هذه الفكرة ليست جيدة جدا ، لكن المبالغ كبيرة . ما رأيك؟".
تنبغي الإشارة هنا الى عدة أمور جديرة بالاهتمام. ان هذه الرسالة مؤرخة في 24 ديسمبر/كانون الاول . ففي هذا اليوم بالذات نشرت وسائل الاعلام نبأ مفاده ان سورية إستخدمت السلاح الكيميائي لأول مرة في حمص. فهل هذه مصادفة أم لا ؟