جسر الاحزان
تذكر اليوم أمسي إيه ياقدر
ماذا رأيت وفي ماذا انقضى العمر
هي الحياة ثياب الزهر تسترها
وخلفها الشوك والنيران والدسر
ركبت دهري إلى الأدواح يأخذني
وفي النهاية ولى ذلك الوطر
ماذا اقول وذنب القلب صبوته
وغيلة الدهر حمق قاله البشر
أضعت عمري في التحليق في أملي
وهكذا العام تلو العام يندثر
حتى انتهيت إلى رف يقاسمني
غبار يأسي وكم يزري بنا الضجر
بعثرت ألبوم أمسي والجراح لظى
تشب في الروح لو عنت لي الصور
يهب منها نسيم زادني ألما
وقد هفا من مرايا لحظتي الصغر
أتيت يتما توارت فيه أمنيتي
وضاع فيه ربيع مله السفر
أبدد الحزن والأيام تجمعه
كأنما الكون فوق الصدر ينحصر
كم يازمان عصرت الغيم ناظرة
ألا يطول على تغريبه المطر
أطلقت جل حماماتي التي أنفت
سجن انتظاري وللاشيء تنتظر
وشاخ خطو اليتامى يمموا عبثا
نحو السعادة فاغتالتهم الغير
على الطريق تهاوى جل أمنية
لأيكة لم يكن في قلبها وغر
حرمت حتى وصولي نحوه خلدي
واستوطن الشوك لما أدبر الزهر
تجمد القول في الحلقوم فانتفضت
بنات شعري فغنى خلفها القمر
من أبجدية عرقي زخرفت لغتي
وماءها عربي مابه كدر
لاوفق الله حرفي لو تغرب بي
لفكر من دمروا فينا ولم يذروا
ياعالم القهر قد أودعت أغنيتي
لمتعب هو مثلي خانه البشر
مني السماح لهذا الكون أجمعه
فماء شعري أن الحب ينتصر
إلى الغمام سلامي ربما المطر
بعد الموات وبعد اليبس ينهمر
بقلم الشاعرة: لطيفة حساني