هُويّةٌ على الرّصيف
لا جدوى من البحث عن مستقرٍ مجهول
لأن كل الأرصفة تأوي هويتي .
أسقطوا عني كل التعاريف ..
و كل قوانين التعايشِ و التوالدِ و التآلف
فأنا شبه كائنٍ يعيش على عرش الهوامش
لا يحكمني نظام الأحياء
و لا أرى شبحي بين الأموات
أنا الحكاية التي بدأت من النهاية
و انعدمت فيها أساليب الإثارةِ
و الإعجابِ و دغدغات السواكن ..
تقتاتني جرذان الشوارع المهجورة
ذرةً ذرة …
فلا يبقى مني إلا هيكل
يساسُه صدأ الاغتراب
هذا العالم لا يتّسع لي
و هذه الهوية تهجرني
كما تهجر النوارس شطآن الحريةِ
إلى ما لا عودة ..
لا جدوى من البحث عن مستقرٍ مجهول
لأن كل الأرصفة تأوي هويتي
أسقطوا عني كل التعاريف
فأنا وليد المصادفاتِ
و وليد التقلباتِ و اللحظات .
كل الاستثناءات تعرفني
و كل هواجس الطبيعة البشرية
تبحث عني و لا تجدني ..
لغتي عويل الليل..
و حكايات الشوارع المستلقية على الأرصفة
و أنينٌ متمردٌ أنانيٌ متحجرٌ في الحناجر
هذه هويتي ..
هذا تاريخي..
فلتسقطوا عني كل التعاريف