لوحة محمدية بألوان الشيم
تــقِـفُ المَـعـاني حِــــينَ أكــتُـــبُ أحْــــمَدا
و أرى حُـروفي في القــصــــيـدةِ سُــجَّــدا
*
فكـأنّـما لِــــلْــــمُـفْــرداتِ صَـــــلاتُـــــهــــا
و إمــامُها المُـــــخـــــتارُ يَـــــقـــرأُ سُؤدَدا
*
ركَــعَــــــتْ أزاهِــــيــــــرُ المِــــدادِ وراءهُ
و بِعِــــشـــــــقِـهِ حـتّــــــى الكَلامُ تَـــعَـــبَّدا
*
مَــــعَـــــهُ القـــــوافـــــي المُشــــــتهـاةُ تبَسْمَلَتْ
لِتـطــيرَ أذكــــــــاراً إلــــــــــى أذُنِ المَــــدى
*
و تَـــحَــــمْـــــدلَ الحِــــبـــــرُ المُــــتـــيّمُ باسْمِهِ
و مضى يَـخُــطُّ الأمْـنِـــــــيــــــــــــاتِ مُحـمَّدا
*
فهُو الخصالُ المُــــسْــــتَـضيـئـةُ بالتُّـــــــقى
فَـــتَـحَ اعْــتِــزازاً و المَــــذلّــــةَ أوْصَـــــدا
*
لَيَـــسِــيــرُ قُــــرآنـــــاً بِـــدربِ مَـــحَـــبَّــــةٍ
و يَــضُـخُّ فـــي شِــريانِ عـالَمِنا الهُــــــدى
*
و يــســيـلُ منْ قلــــبِ الحِــــراءِ ضِــياؤهُ
حُــلُــــماً أنِ اقــــرأْ وجهَ ملْـحَــــمَةٍ غــدا
*
تـــــتــــضـــــمّخُ الدنْــيا بعِطرِ دعــــائـــــهِ
و يفُــوحُ نبضٌ مِـــنْ مـــكارمِــهِ صــــــدى
*
فلَهُ الغَــــــمَــــــامُ الطّفلُ يَـــعــزِفُ ظِــلَّــهُ
و يدُرُّ ضَــــرعُ الجُــــوعِ يعْـــشَــقُـهُ يدا
*
و تــبِــيـضُ في ثغرِ المـــغـــــارةِ لحـظةٌ
لِيـــسُــلَّ جُــــرحَ الذكْــــرياتِ فـــيُغــــمَدا
*
و ترى وفــــاءً عــــنكَــــبـــوتُ هُـــــيامِهِ
بخُــــيُــوطِ حَــقٍّ تَـــسْـــتـفــيقُ لِتــشْــهَدا
*
هوَ سَــــيِّـــدُ الألْـــــوانِ يرْسُــــــــمُـهُ النّــــقا
و تهُــــدُّ أشْــــــواقٌ بأبْـــــيَــــــضَ أسْـــــوَدا
*
رجُــــلٌ غَــــزيرُ الحِــلْــمِ يُتْـــعِبُ ظُـــلْمةً
و يجـيءُ نوراً نــحــوَ يثـــربَ سَــــرْمَدا
*
و أخٌ يكـــــــادُ الكَــــونُ يَـــحْــضُنُهُ أخــــاً
فكأنّما الطـــــّيـــنُ البَـــــريءُ تـــوَحَّـــدا
*
بِعُـــيُـــونِ بـــدرٍ أيْـــــقـــظَ النّــغَـــــمَ الذي
حطَـــــبَ الدّنــــايا و الفضـــــائلَ أوْقَــــدا
*
فـــتبرْعــــمَ التّـــوحــــيدُ يُثـــمِــــرُ عــــزّةً
و يُصافِحُ المــجدَ المُــــرقْــــرَقَ أمْـــلَــــدا
*
و أتـى شفــــــيفَ الأبجــــديّةِ مُلْـــــقِــــياً
بحديثِـــــهِ حيـــــنَ البــــــــهاءِ زبرْجَــــدا
*
دفَنَ الأكـــاذيـــــبَ العصـــــيّةَ عزمُــــهُ
و أبى لِـــصِـــدقٍ أنْ يـــتــــيـــهَ و يُــوأَدا
*
ضحِــــكَتْ لهُ الآمــــالُ في حدَقــــاتِــــها
و تفتَّحَــــتْ زهْراً يُبــــارِكُــــــهُ النَّـــدى
*
لِمُـــروْنِقِ الأخـــــلاقِ يبتَـــــسِــــمُ النِّـــدا
و يُــــطِـــــلُّ مِنْ أهدابِ سيــــرَتِهِ الفِـــدا
*
و تُـــــرتِّــــــلُ الأمـــجــــادَ مكَّــةُ حُلْــــــمِهِ
و يكونُـــــها فخـــــرَ العُـــــــروبةِ سيِّــــدا
*
فــلكَمْ دمـــــوعٍ بايَــــعَـــــتْـــهُ مُكَـــفْـــــكِفاً
و لكــــــمْ جِراحٍ بايَــــــعـــــَــــتْهُ مُضــمِّدا
*
يطأُ الأسى كيْ تُعــــــــشِبَ البسَــــــماتُ أوْ
تــتــنَـــرْجسَ الأفـــــــراحُ مُـــذبِلـــةً عِـــــدا
*
خجِلَ الثرى .. منهُ المــــواجِــــعُ تـــستـــحي
و يــــظَــــلُّـــهُ خــــدُّ الحَـــيا مُـــتَــــــــورِّدا
*
فهُوَ انقِــــشــــاعٌ للدّمــــاثــــــةِ إنْ يَــقُـــــــلْ
وهَجَ الأمـاني يَعـــــــــــذُبِ الفـــــمُ مَـــوْرِدا
*
و هُوَ انْسِكابُ العـــدلِ يُطـــفــــــــئُ ظالــماً
و يشُقُّ جورَ الجـــــــــــــاهلــــيّـــةِ مُرشِــدا
*
يَئدُ الـــهـــــوانَ المُــــــــرَّ ذاتَ كــــرامـــــــــةٍ
و يَشيــــــــدُ عِـــــزّاً بالـــمــــودّةِ مسْـــــجِــدا
*
لِيُحوْقِلَ الحــــبُّ الكبــــيــــــــــــــرُ بــقـــلـــــبــِهِ
و يُؤذّنَ الصُّبحُ الســــــعــــــــادةَ مُنْـــــــشِـــــدا
*
و تُســــبِّحَ الرحـــــمــــــــــنَ عيـــــنُ وئــــــامِهِ
فتَقَـرَّ أنْ صِــــرْ يا إخــــــاءُ مُـــــــــغَــــــــرِّدا
*
لِرسولِنا تُحـــــني الخــــطوبُ جــــــــبـــاهــــها
و تمــــــــرُّ خرساءَ الجِـــــراحِ لِـــــيُــــــــسْعِدا
*
فـــيُـــبلْـــســـــمَ الهــــمَّ الطــــويــــــلَ بـــحِكــمةٍ
نــــــــــبَــــــــوِيَّةِ التِّريـــــاقِ تصدُقُ مـــــــوْعِدا
*
و يُــــمَـــشْـــهِـــدَ الدّيــــــنَ المُـــظــــفّرَ نـــــوفلاً
فيُزيــــــــحَ أســــــــقــــامَ البــــريّــــــــــةِ مُزْبِدا
*
مُتوَقِّدَ التِّـــــحْــــــنانِ يُــــــحـــرِقُ كُـــرْبَــــــــــةً
مُتــــــــلألئَ الإيــــــمـــــانِ يهْــــطُــــــلُ مُرْعِدا
*
مُتَشَرْنِـــــــــــقَ الإســــــلامِ يُطــــلِــــــــقُ ودَّهُ
كفَـــــــراشِ بــــــوحٍ في الرّبـــى مُتــــــجدِّدا
*
مُتَدَفِّقَ الإحســـــــانِ يُنـــــبــــــــــتُ بِــــــــــرَّهُ
أفُقاً حــــــنـــــيــــــــفـــــــــيَّ العُــــلا متَمَدِّدا
*
يتــــــــشـقّــــــقُ البـــــــدرُ الصــــــبيُّ أمـــــــامَهُ
و يحـــــــوكُ أنـــــــــوارَ الشهـــــــادةِ مُشْهِــــــدا
*
فأحَـــبُّ مَنْ تخـــــطـــــو إلـــــيْــــهِ مشاعـــــــرٌ
لأحَـــــــنُّ وجْـــــــداناً و أكـــــرَمُ مَــــوْلِـــــدا
*
بِصِـــــــفاتِــــــــهِ أرضُ الكــــرامِ توضّــــأتْ
فجـــــــرى ابتِهالُ التُّــــــــرْبِ يغسِلُ مُلْـــحِدا
*
بُعِثَ ابْتِـــهاجــــاً من شــفـــاهِ قُــــريْــــــشِـــــهِ
يصِلُ الســـــرورَ المُستــحـــــــيـــــــلَ مُهَدْهِدا.