النداء الخالد
حين يكون نداء الجزائر الحبيبة خلودا جميلا.
بلادي تصبُّ الرؤى والجَمالا
و تُحيي بأرضِ النداءِ الخصالا
لها من عناقيدِ مجدٍ ضياءٌ
يسيلُ اشتياقاً إذا الحبُّ سالا
هيَ الحسنُ يدنو من القلبِ شمساً
فيخضرُّ نبضُ الأماني احتمالا
متى أشرقَ العشقُ في وجنتيها
تغنّتْ دماءُ الخلودِ اختيالا
كأنّ المعاني ترامتْ وروداً
و فاحتْ بأقصى هواها جلالا
أخالُ النداءات فيها تصلّي
و تتلو بمحرابِ شوقٍ وصالا
فتمتدّ آياتُ بوحٍ شـــــــذيٍّ
إلى دافئاتِ القوافي حِبالا
إذا الشِّعرُ يوماً سقتهُ إبــــاءً
نما الحرفُ نخلاً و أغوى الرمالا
هنا شامخاتُ البطولاتِ تشدو
مواويلَ فخرٍ تهزُّ الجبالا
ففي شبرها قدْ غُرسنا هُياماً
إلى أن نبتنا بعزٍّ رجالا
شعاعُ الحكاياتِ منها خيوطٌ
تحيكُ العلا والوفا و النضالا
فكمْ عانقتْ نجمةً في مداها
و ألقتْ من الكبرياءِ الهلالا
بلادٌ تضيءُ المرايا بوجهٍ
شهيِّ الأساريرِ يغزو المُحالا
تراها العصافيرُ دوحَ التجلّي
فينسابُ لحنُ الحنايا ظِلالا
و لو أبصروها بِعينيْ فؤادٍ
لقالوا هي العشقُ يجري زلالا
فيا أيها الحبّ هذي عروقٌ
لك الدرب فيها فَسِرْ أو تعالا
و يا أيّها الحلْمُ ألبسْ بلادي
حريرَ الكتاباتِ و ازرعْ خيالا
و يا أيّها الزهر أغمدْ نداها
لنستلَّ سرّ الروابي تِلالا
و يا أيّها الشعبُ كنْ زنبقاتٍ
لأسمى ترابٍ يعافُ الضّلالا
بلادي ينابيعُ صبحٍ بريءٍ
متى الليلُ وارى خُطى الماء زالا
روينا الثريّا و نروي الثرى
بلحنٍ نعتّقُهُ للحياهْ
عناقيدُهُ أمنياتُ الجزائرْ