الدعوة إلى الله تعالى سبيل سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، وسبيل أتباعه إلى يوم الدين {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[يوسف: 108]، والدنيا مظلمة إلا ما أشرقت عليه شمس الرسالة المحمدية التي فتح الله بها أعيناً عمياً، وآذاناً صمّاً، وقلوباً غُلْفاً.
والدعوة إلى الله من الواجبات الشرعية والفروض الكفائية كما حرّره ابن تيمية قائلاً: «الدعوة إلى الله واجبة على من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أمته؛ يدعون إلى الله كما دعا إلى الله. وكذلك يتضمن أمرهم بما أمر به، ونهيهم عمّا ينهى عنه، وإخبارهم بما أخبرهم به، إذ الدعوة تتضمن الأمر، وذلك يتناول الأمر بكل معروف، والنهي عن كل منكر.. فالدعوة إلى الله تجب على كل مسلم، لكنها فرض على الكفاية، وإنما يجب على الرجل المعيّن من ذلك ما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره..»[ مجموع الفتاوى 15/165].
لقد رغّب نبينا صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله والنصح للخلق فقال: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمُر النّعم»[البخاري ومسلم].
ولما كان الصحابة خير القرون، وهم فوقنا في كل علم وفقه ودين وهدى؛ فقد استجابوا لهذه الوصية النبوية العظيمة كما جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: «قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلّينا وصمنا، وعملنا خيراً كثيراً، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك»[البخاري].
ومن ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما دعا الخوارج إلى لزوم السنة، وناظرهم في مناظرة مشهورة معلومة، حتى تاب ورجع آلاف منهم.[حلية الأولياء 1/318].
لقد ترفّق ابن عباس رضي الله عنهما بهم، وتجاوز عن رعونتهم في قولهم عنه: «بل هم قوم خصمون»! واستهلّ مناظرته بقاعدة منهجية متينة، حيث قال: «جئتكم من عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيكم منهم أحد، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله»[جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البرّ، 2/104].
فهؤلاء الخوارج مبتدعة ليس لهم سلف من الصحب الكرام، والصحابة هم أبرّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وقد شهدوا التنزيل، وعرفوا خاصّه وعامّه، فهم أعلم بتفسيره وحقيقته من غيرهم.
والاحتجاج بالسنة وما عليه الصحب الكرام هو أيضاً حجة الصحابي الفقيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما خاطب أقواماً قد بدت خمائر البدعة في أحوالهم! فقال لهم: «هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة»[الدارمي، 1/79].
وكشفت المناظرةُ جهالةَ الخوارج وسوء فهمهم لكتاب الله، فقد جاء في المناظرة: «أما قولكم: «إنه حكّم الرجال في دين الله فإن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ} إلى قوله: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95]، وقال في المرأة وزوجها {وَإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35].. أنشدكم الله! أفتحكيم الرجال في حق دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم؟ قالوا: اللهم في حق دمائهم وصلات ذات بينهم. قال: أأخرجته من هذه؟ قالوا: اللهم نعم»[حلية الأولياء 1/318].
حيث احتج الخوارج بآية {إنِ الْـحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ}[الأنعام: 57] على تكفير أهل التحكيم، فاحتج عليهم ابن عباس بآية: {وَإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا}[النساء: 35]، وآية: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95]، فالخوارج قطعوا قوله تعالى: {إنِ الْـحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ}[الأنعام: 57] عن قوله: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95][ الاعتصام للشاطبي 1/90]. وهذا حال أهل الأهواء، فإنهم يبترون النصوص، ويجعلون القرآن عضين، وقد وصف ابنُ عباس الخوارجَ فقال: «يؤمنون بمحكمه، ويضلون عن مشابهه»[أخرجه الآجري في الشريعة، 1/343.].
ويقال أيضاً: «إنهم ظنوا العموم في قوله تعالى: {إنِ الْـحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ}[الأنعام: 75]، فلا يلحقه تخصيص، وإلا فلو علموا أن العموم يراد به الخصوص لم يسرعوا إلى الإنكار»[الاعتصام للشاطبي 2/40].
والحاصل أن ابن عباس دعا القوم إلى السنة بحجة ظاهرة، وسرعة بديهة، وتلطّف مع القوم، واطمأن لبلوغ حجته وفهمها، إذ كان يقول عقب الجواب عن كل شبهة: «أأخرجته من هذه»، واستمر على ذلك في سائر المناظرة، حتى رجع منهم عدة آلاف.
ومثال آخر: أن يزيدَ الفقير (وسمي الفقير لأنه اشتكى فقار ظهره) قد شغف برأي الخوارج في تخليد العصاة، حتى سمع الصحابيَّ الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يحدِّث بحديث الجهنميين، فقال يزيد: يا صاحب رسول الله! ما هذا الذي تحدّثون والله يقول: {إنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}[آل عمران: 192]؟ فقال جابر: أفتقرأ القرآن؟ قال يزيد: نعم. قال: فهل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فقال جابر: فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرِج الله به من يُخْرِج، وأن قوماً يخرجون من النار بعد أن كانوا فيها[صحيح مسلم،].
فما أجلَّ فقه جابر، فالخوارج ينتحلون كتاب الله، لكنهم لا يفقهونه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، فاحتج عليهم بالسنة النبوية التي تفسّر القرآن وتبيّنه وتدلّ عليه.. فذكر حديث الجهنميين، وخروج عصاة الموحدين من النار.. فأقلع يزيد الفقير وأصحابه عن مذهب الخوارج، ولم يخرج منهم غير رجل واحد.
ومقالة جابر ها هنا تذكّرنا بمقالته في حديث حجة الوداع: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ينزل عليه القرآن، وهو يعلم تأويله، فما عمل به من شيء عملنا به»[صحيح مسلم،].
فأعلم الناس بتأويل القرآن وتفسيره هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواءً في العقائد أو الشرائع، وهذا أصل كبير أهمله الخوارج، إذ بالقرآن يحتجون، وعن السنة المبيّنة يعرضون.
وهكذا كان سلف الأمة الذين جاؤوا من بعد الصحابة، واتبعوهم بإحسان، فقد كانوا دعاة مباركين أينما كانوا.. فهذا يوسف بن أسباط يقول: كان أبي قدرياً، وأخوالي روافض، فأنقذني الله بسفيان الثوري[أخرجه اللالكائي، 1/60].
وهذا موسى بن حزام «كان في أول أمره ينتحل الإرجاء، ثم أعانه الله بأحمد بن حنبل، فانتحل السنة وذبّ عنها، وقمع من خالفها مع لزوم الدين حتى مات»[تهذيب التهذيب10/341].
وأخيراً؛ فالسلف الدعاة يعوّلون على نصوص الوحيين في دعوتهم {قُلْ إنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ} [الأنبياء: 45]، ففيها الغَناء والشفاء، والحجة والظهور، ولها من الإجلال والتعظيم والنفع والتأثير ما ليس لغيرها، فما أحوجنا إلى ذلك، لا سيما في هذه الأيام التي استروح فيها جملة من الدعاة إلى الأذواق والآراء والانطباعات والخطرات بلا علم ولا دليل ولا كتاب منير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
والدعوة إلى الله من الواجبات الشرعية والفروض الكفائية كما حرّره ابن تيمية قائلاً: «الدعوة إلى الله واجبة على من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أمته؛ يدعون إلى الله كما دعا إلى الله. وكذلك يتضمن أمرهم بما أمر به، ونهيهم عمّا ينهى عنه، وإخبارهم بما أخبرهم به، إذ الدعوة تتضمن الأمر، وذلك يتناول الأمر بكل معروف، والنهي عن كل منكر.. فالدعوة إلى الله تجب على كل مسلم، لكنها فرض على الكفاية، وإنما يجب على الرجل المعيّن من ذلك ما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره..»[ مجموع الفتاوى 15/165].
لقد رغّب نبينا صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله والنصح للخلق فقال: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمُر النّعم»[البخاري ومسلم].
ولما كان الصحابة خير القرون، وهم فوقنا في كل علم وفقه ودين وهدى؛ فقد استجابوا لهذه الوصية النبوية العظيمة كما جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: «قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلّينا وصمنا، وعملنا خيراً كثيراً، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك»[البخاري].
ومن ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما دعا الخوارج إلى لزوم السنة، وناظرهم في مناظرة مشهورة معلومة، حتى تاب ورجع آلاف منهم.[حلية الأولياء 1/318].
لقد ترفّق ابن عباس رضي الله عنهما بهم، وتجاوز عن رعونتهم في قولهم عنه: «بل هم قوم خصمون»! واستهلّ مناظرته بقاعدة منهجية متينة، حيث قال: «جئتكم من عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيكم منهم أحد، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله»[جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البرّ، 2/104].
فهؤلاء الخوارج مبتدعة ليس لهم سلف من الصحب الكرام، والصحابة هم أبرّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وقد شهدوا التنزيل، وعرفوا خاصّه وعامّه، فهم أعلم بتفسيره وحقيقته من غيرهم.
والاحتجاج بالسنة وما عليه الصحب الكرام هو أيضاً حجة الصحابي الفقيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما خاطب أقواماً قد بدت خمائر البدعة في أحوالهم! فقال لهم: «هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة»[الدارمي، 1/79].
وكشفت المناظرةُ جهالةَ الخوارج وسوء فهمهم لكتاب الله، فقد جاء في المناظرة: «أما قولكم: «إنه حكّم الرجال في دين الله فإن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ} إلى قوله: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95]، وقال في المرأة وزوجها {وَإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35].. أنشدكم الله! أفتحكيم الرجال في حق دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم؟ قالوا: اللهم في حق دمائهم وصلات ذات بينهم. قال: أأخرجته من هذه؟ قالوا: اللهم نعم»[حلية الأولياء 1/318].
حيث احتج الخوارج بآية {إنِ الْـحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ}[الأنعام: 57] على تكفير أهل التحكيم، فاحتج عليهم ابن عباس بآية: {وَإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا}[النساء: 35]، وآية: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95]، فالخوارج قطعوا قوله تعالى: {إنِ الْـحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ}[الأنعام: 57] عن قوله: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95][ الاعتصام للشاطبي 1/90]. وهذا حال أهل الأهواء، فإنهم يبترون النصوص، ويجعلون القرآن عضين، وقد وصف ابنُ عباس الخوارجَ فقال: «يؤمنون بمحكمه، ويضلون عن مشابهه»[أخرجه الآجري في الشريعة، 1/343.].
ويقال أيضاً: «إنهم ظنوا العموم في قوله تعالى: {إنِ الْـحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ}[الأنعام: 75]، فلا يلحقه تخصيص، وإلا فلو علموا أن العموم يراد به الخصوص لم يسرعوا إلى الإنكار»[الاعتصام للشاطبي 2/40].
والحاصل أن ابن عباس دعا القوم إلى السنة بحجة ظاهرة، وسرعة بديهة، وتلطّف مع القوم، واطمأن لبلوغ حجته وفهمها، إذ كان يقول عقب الجواب عن كل شبهة: «أأخرجته من هذه»، واستمر على ذلك في سائر المناظرة، حتى رجع منهم عدة آلاف.
ومثال آخر: أن يزيدَ الفقير (وسمي الفقير لأنه اشتكى فقار ظهره) قد شغف برأي الخوارج في تخليد العصاة، حتى سمع الصحابيَّ الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يحدِّث بحديث الجهنميين، فقال يزيد: يا صاحب رسول الله! ما هذا الذي تحدّثون والله يقول: {إنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}[آل عمران: 192]؟ فقال جابر: أفتقرأ القرآن؟ قال يزيد: نعم. قال: فهل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فقال جابر: فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرِج الله به من يُخْرِج، وأن قوماً يخرجون من النار بعد أن كانوا فيها[صحيح مسلم،].
فما أجلَّ فقه جابر، فالخوارج ينتحلون كتاب الله، لكنهم لا يفقهونه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، فاحتج عليهم بالسنة النبوية التي تفسّر القرآن وتبيّنه وتدلّ عليه.. فذكر حديث الجهنميين، وخروج عصاة الموحدين من النار.. فأقلع يزيد الفقير وأصحابه عن مذهب الخوارج، ولم يخرج منهم غير رجل واحد.
ومقالة جابر ها هنا تذكّرنا بمقالته في حديث حجة الوداع: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ينزل عليه القرآن، وهو يعلم تأويله، فما عمل به من شيء عملنا به»[صحيح مسلم،].
فأعلم الناس بتأويل القرآن وتفسيره هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواءً في العقائد أو الشرائع، وهذا أصل كبير أهمله الخوارج، إذ بالقرآن يحتجون، وعن السنة المبيّنة يعرضون.
وهكذا كان سلف الأمة الذين جاؤوا من بعد الصحابة، واتبعوهم بإحسان، فقد كانوا دعاة مباركين أينما كانوا.. فهذا يوسف بن أسباط يقول: كان أبي قدرياً، وأخوالي روافض، فأنقذني الله بسفيان الثوري[أخرجه اللالكائي، 1/60].
وهذا موسى بن حزام «كان في أول أمره ينتحل الإرجاء، ثم أعانه الله بأحمد بن حنبل، فانتحل السنة وذبّ عنها، وقمع من خالفها مع لزوم الدين حتى مات»[تهذيب التهذيب10/341].
وأخيراً؛ فالسلف الدعاة يعوّلون على نصوص الوحيين في دعوتهم {قُلْ إنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ} [الأنبياء: 45]، ففيها الغَناء والشفاء، والحجة والظهور، ولها من الإجلال والتعظيم والنفع والتأثير ما ليس لغيرها، فما أحوجنا إلى ذلك، لا سيما في هذه الأيام التي استروح فيها جملة من الدعاة إلى الأذواق والآراء والانطباعات والخطرات بلا علم ولا دليل ولا كتاب منير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ