حوار شعري بين فقير وغني
الفقير
ياسيدي أعطي فقيرا درهما
ليكون للنفس السقيمة مرهمـــــــــا
ها أنت من بين الخلائق مكرم
وبفضــــــــــل ربك مترفــــــــا ومنعمــــــا
الغني
امضي إلى حالك تبا وانصرف
ودع التســــــول أنت فيــــــــــه المحـــــترف
بالأمـــــس أضنيت الجــــــوارح طالبـــــا
للمال اجمعــــــــه وقلبي منشغــــف
الفقير
إن تنهر المسكين ذاك محرمـــا
ومن الإله الفعل جـــــــــد مجرمـــــــا
إن احتياجي كي أسد مجاعتي
فالبيت خاوي كلــــــــه ومحطمـــــــا
الغني
اعمل وجاهد للمعيشــــــة واستعـــــف
لابد أن الهــــــم يومـــا ينكشــــــــف
وامضي إلى الرزق الحلال وأبقه
فبقربه قلبي دوامــــــــا يرتجـــــــــــف
الفقير
إني كبير السن كهلا هرمـــــــــا
والى الغناء اليـــــوم لست الحالمـــــــــا
أعطي لي المقسوم امضي مسرعا
ادعوا لك الرحمن تبقى سالمـــــــا
الغني
إني غني من كنوزي اغترف
أحلى المــــــأكل والمشــــــارب ارتشـــــف
أتريــــــد أن أعطيــــــــك منهــــــا لا تقـــــل
فقناعتي في البخـــــــل لالا تختلــــــف
الفقير
سبحان من أعطاك رزقا وارفا
فبقيت من مثلي عليه الخائفــــــا
فرجع إلى المنان وادفع حقــــــه
فطريقـــــك المشئـــــوم حتمــــــا زائفــــــــا
الغني
شكرا أخي إني بنصحك اعترف
سأكون للمعروف دومــــــا منصـــــرف
وأقدم الصدقــات علي أن أرى
ربي ويوم الدين ذنبي أن يخف
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها ... لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً ... يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي ... فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً ... عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ