مرض نقص المناعة المكتسب يسمى اختصاراً بالإيدز AIDS . وهو مجموعة من الأعراض التي تدمر جهاز المناعة لدى الإنسان بسبب فيروس نقص المناعة البشري HIV . هذه العملية تنقص من دفاعات الجسم وتجعله فريسة سهلة لكل الأمراض (الانتهازية) والسرطانات. ينتقل الفيروس بتماس السوائل المخاطية أو الدم مع سوائل تحتوي الفيروس كالدم والمني وسوائل الرحم وحليب الثدي.
ينتقل المرض بالجنس أو نقل الدم أو من الأم لولدها عند الحمل أو الولادة أو بالإرضاع.
قتل الإيدز 2.1 مليون إنسان عام 2007 ويعيش 33.2 مليون إنسان مصاب به، منهم 600.000 مصاب في الدول العربية (تقديرات منظمة الصحة العالمية).
رغم عدم وجود علاج للإيدز أو وقاية منه، فإن استخدام مضادات الفيروسات قد حسّن من فرص إطالة الحياة، لكن هذه الأدوية مكلفة جداً ولا تتوافر في كل بلدان العالم. لذا تعتبر الوقاية الحل الأفضل لمكافحة المرض.
الأعراض:
إن أعراض الإيدز ناجمة عن نقص المناعة وهي عادة لا تظهر عند الشخص السليم. معظم هذه الحالات هي انتانات تسببها الجراثيم والفيروسات والفطور والطفيليات. إن مرضى الإيدز معرضون للإصابة بسرطانات عديدة منها غرن كابوزي وسرطانات الدم (لمفوما). بالإضافة لأعراض مثل الحمى والتعرق (خاصة ليلاً) والغدد المتورمة والقشعريرة والضعف وفقدان الوزن. بينما تختلف الانتانات الانتهازية حسب المنطقة الجغرافية.
الانتانات التنفسية
أحد الأسباب الرئيسية لوفاة مرضى الأيدز هي الانتانات التنفسية خاصة ذات الرئة (Pneumocystis pneumonia ) (الصورة). كما يشيع السل بين مرضى الإيدز رغم ندرته بشكل عام، وقد يحدث في أولى مراحل المرض ويمكن معالجته بالصادات الحيوية. لكن تنشأ مشكلة كبيرة من انتشاره الواسع في الدول النامية بين مرضى الإيدز وأعراضه المتنوعة التي تؤثر على نقي العظم والعظام والمجاري البولية والهضمية والكبد والغدد اللمفاوية الموضعية والجهاز العصبي.
الانتانات الهضمية
يحدث التهاب للمريء (قناة بين البلعوم والمعدة) بسبب عدوى فطرية أو فيروسية. كما يحدث إسهال غير مفسر قد يعود لانتانات هضمية (مثل السلمونيلا والشيغلا واللستيريا). كما قد يكون الإسهال عرضاً جانبياً لأدوية الأيدز.
التداخلات العصبية النفسية
قد يحدث التهاب دماغ ناجم عن التوكسوبلاسم، وينتشر للعين والرئتين. وقد يحدث التهاب سحايا بالمكورات العقدية مسببة حمى وصداع وغثيان وإقياء واختلاجات عصبية قد تكون قاتلة إن لم تعالج.
يحدث انحلال للميلين (غلاف عازل حول الخلايا العصبية). ويصاب بعض المرضى بمتلازمة النسيان بسبب الإيدز، التي تنتج عن مهاجمة الفيروس لخلايا المناعة والتي ترد عليه بإفراز سموم عصبية تقتل خلايا الدماغ.
قد يحدث قصور في الوظائف العصبية والتي تشمل الكلام والتصرفات والحركية. وهذا بنسبة 10-20% في البلدان الغربية ونسبة 1% في الهند، وقد يعود هذا إلى اختلاف نمط الإيدز الفرعي.
السرطانات
أشهر هذه السرطانات هو غرن كابوزي Kaposi's sarcoma الذي بدا أول أعراض التعرف على الإيدز في الثمانينات عند الشاذين جنسياً. عادة ما يظهر كبقع أرجوانية على الجلد(الصورة)، ولكنها قد تنتشر لأعضاء أخرى وخاصة الفم. ويحدث كنتيحة مباشرة لفيروس الحلأ.
كما تشيع اللمفومات بسب فيروس ابشتاين بار Epstein-Barr virus (EBV) . وسرطان عنق الرحم بسبب human papillomavirus (HPV) .
العامل المسبب
سبب المرض هو فيروس HIV الذي يهاجم خلايا الجسم المناعية ويتكاثر فيها، وبمنعها من القيام بدورها في حماية الجسم. يتواجد الفيروس في الدم ويتكاثر في خلاياه، لكنه يتواجد أيضاُ في السوائل الجسمية الأخرى (اللعاب، المخاط، المجاري التناسلية).
(الصورة بالمجهر الالكتروني: الفيروس بالأخضر يخرج من خلية لمفاوية مصابة). وهدف الفيروس الرئيسي هو خلايا من نوع CD4+ ، والتي يدمرها لتصبح بكمية قليلة جداً في الدم( أقل من 200 خلية في البيكولتر). هذا ما يسبب ضياعاً لمناعة الدم والنسج.
الانتقال بممارسة الجنس
ينتقل الفيروس عند ملامسة الأعضاء التناسلية شخص للمفرزات المخاطية التناسلية أو الفموية أو الشرجية لشخص مصاب. حيث يتعرض المتلقي لخطر أكبر من المعطي عند عدم الوقاية. فمثلاً تكون المرأة أكثر تعرضاً للخطر من الرجل بسبب استقبالها للسائل المنوي في ممارسة جنسية بدون وقاية. كما أن الجنس الشرجي أكثر خطورة من الجنس المهبلي والفموي. مع التنبيه أن الجنس الفموي ليس آمناً تماماً لأن كلا الطرفين معرضين للخطر. كما أن الاعتداء الجنسي يزيد من احتمال الإصابة بسبب الرضوض الحاصلة والتمزقات الشعرية مما يزيد من التماس.
تزيد الأمراض المنقولة بالجنس (مثل السفلس أو الزهري) من احتمال الإصابة بالأيدز بسبب التقرحات الموضعية أو المجهرية على الأعضاء التناسلية، وتراكمات الخلايا المصابة في المني أو مفرزات المهبل. زيادة الخطر في هذه الحالة أكثر من أربعة أضعاف.
تختلف نسبة العدوى حسب مرحلة المرض والحالة الصحية المناعية للشخص المتعرض. وعدم وجود فيروس في المصل لا يعني عدم وجوده في المني أو المفرزات التناسلية. وتختلف الإصابة عند المرأة حسب تغيرات الهرمونات خلال الدورة وكمية المفرزات.
يمكن للمريض المصاب بسلالة من فيروس الإيدز أن يصاب بسلالة أخرى إن تعرض لها لاحقاً.
إن الإصابة تترافق مع حالات العلاقات الجنسية المتعددة طويلة الأمد.
الانتقال بمجرى الدم
ينتقل الفيروس بتشارك محاقن المخدرات ولمرضى الناعور ولمتلقي نقل الدم. حيث كان تشارك المحاقن الطبية هو سبب ثلث الإصابات في أمريكا الشمالية والصين وأوروبا الشرقية. إن خطر انتقال المرض بثقب واحد من إبرة ملوثة هو 1 من 150. وقد تنقص من هذا الخطر الأدوية المناعية ما بعد التعرض. كما تزداد الخطورة للوشوم أو ثقب الحلقات.
رغم أن خطر انتقال الفيروس بنقل الدم قليل جداً في العالم المتقدم، إلا أن منظمة الصحة العالمية تقدر نسبة 5-10% من الإصابات الجديدة في العالم بسبب نقل الدم.
الانتقال من الأم للطفل
ينتقل الفيروس من الأم إلى جنينها في الأسابيع الأخيرة من الحمل أو أثناء الولادة. وفي حال عدم العلاج فإن نسبة الانتقال هي 25%. ولكن في حال العلاج وإجراء عملية قيصرية فإن النسبة تنخفض إلى 1%.
إن الإرضاع له خطر انتقال الفيروس بنسبة 4%.
التشخيص
تنقسم مراحل المرض إلى أربع حسب منظمة الصحة العالمية:
المرحلة I : بدون أعراض ولا يكن تصنيفه كمرض إيدز
المرحلة II : تظاهر خفيف في المخاطيات وأعراض تنفسية
المرحلة III : إسهال مزمن متواصل لفترة طويلة غير معروف السبب، إنتانات جرثومية وسل رئوي
المرحلة IV : التهاب الدماغ بالتوكسوبلاسم، التهاب المريء، غرن كابوزي
كما يوجد تصنيف أمريكي للإيدز حسب تركيز كريات الدم البيض CD4+ .
التحاليل المخبرية
يوجد فحصان رئيسيان، أولهما هو الفحص المناعي بحثاً عن أضداد IgG وIgM المضادة للفيروس. وعند وجود هذه الأضداد يعني أن المريض تعرض للفيروس وأن الجسم وجده ويحاربه، ويجب إعادة الفحص مرة ثانية للتأكد إن كان إيجابياً، حيث أن هذا الفحص له نسبة خطأ. والطريقة الثانية هي فحص الدم بحثاً عن DNA (RNA ) الفيروس باستخدام طريقة PCR . هذه الطريقة مكلفة لكنها أكثر دقة بكثير. كما يجب تأكيد هذه النتائج باستخدام الطريقة المناعية.
الوقاية
لا توجد أي حالات مسجلة لانتقال الفيروس بالدمع أو اللعاب أو البول، لذا يعتبر هذا الخطر مهملاً.
يجب الانتباه إلى صحة ونظافة الأطفال وغسل السوائل الغريبة عن أجسامهم خاصة المخاط والدم. كما يجب إبعاد الأدوات الحادة كالإبر والمقصات عن متناول أيديهم.
أغلب العدوى تحدث بسبب الممارسة الجنسية غير المحمية. وإن استخدام الواقي الجنسي (من قبل الذكر أو الأنثى) يخفف من خطر العدوى كثيراً، كما ينقص من احتمال الحمل. والدليل على هذا إنقاص خطر العدوى بين الذكر والأنثى على المدى الطويل بنسبة 80%، رغم أن النسبة تكون أعلى إذا استخدم الواقي في كل ممارسة بشكل صحيح. حيث أن الواقي الذكري هو أفضل وسيلة منفردة للوقاية حين يستخدم بدون مزلق شحمي، حيث يصرح المصنع أن الفازلين والدهون والزبدة والزيوت والبارافين يذيبون الواقي ويسببون ثقوباً فيه. حيث ينتشر استخدام الفازلين في منطقتنا كمزلق للجنس الشرجي. وعند الحاجة يمكن استخدام مزلقات مائية.
وعلى العكس فإن الواقيات الأنثوية مصنوعة من البولي يوريتان polyurethane الذي يمكن استخدام المزلقات الزيتية معه. حيث تتألف الواقيات الأنثوية من حلقة مطاطية توضع داخل عنق المهبل، وهي أكبر من الواقيات الذكرية ويجب ضغطها حتى تتوضع داخل المهبل. تبقى هذه الواقيات أقل توافراً وأغلى ثمناً.
عند استخدام الواقيات فإن احتمال إصابة الشريك هو اقل من 1% سنوياً.
كما أظهرت الدراسات أن الختان عند الذكور ينقص من خطر الإصابة بنسبة 60%. لكن يخشى الخبراء أن هذه الحقيقة ستجعل الذكور يقومون بنشاطات جنسية أكثر خطورة.
علاج الأيدز
لا يوجد لقاح حتى الآن، لكن يوجد علاج لما بعد التعرض يستمر لمدة أربعة أسابيع، قد تشمل الأعراض كل من الإسهال والتعب والغثيان والقلق.
العلاج المضاد للفيروسات
يتكون من جرعات من علاج مضاد قوي جداً ضد الفيروسات highly active antiretroviral therapy, or HAART . يتكون العلاج من مجموعة من الأدوية (كوكتيل) من ثلاثة أدوية على الأقل من عائلتين على الأقل. بشكل أساسي مضادات أنزيمات عكس انتساخ القسم المركزي المتناظر nucleoside analogue reverse transcriptase inhibitors (NARTIs or NRTIs) (يسبب عدم البدء في مهاجمة الخلية وتصنيع القسم المركزي من الفيروس)، وإما مضاد أنزيم حل البروتين protease inhibitor (يمنع تخريب بروتين الخلية كي لا يحتل الفيروس وظائفها)، أو مضاد أنزيمات عكس الإنتساخ اللامركزية non-nucleoside reverse transcriptase inhibitor (NNRTI) (يمنع تصنيع القسم الخارجي من الفيروس).
إن علاج الأطفال أكثر حدة من علاج الكبار بسبب تطور المرض السريع لديهم.
يتيح هذا العلاج السيطرة على تطور أعراض المرض وتركيز الفيروس في الدم، لكنه لا يشفي المريض أو يخفي أعراض المرض. كما تعود أعراض المرض فور إيقاف العلاج. ويحتاج الشخص حياة كاملة للتخلص من هذا الفيروس. مع هذا فإن العلاج يحسن من نوعية حياة المريض ومن الصحة العامة. إن تطور المرض عادة يأخذ بين 9-10 سنوات، وبعد ظهور الأعراض (المرحلة الرابعة) يعيش المريض 9.2 شهراً وسطياً. ويستطيع العلاج أن يطيل هذا إلى 4-12 سنة.
لكن العلاج ذو تأثيرات جانبية كبيرة وأحياناً ضعف في النتيجة أو تعنيد على الدواء. وعدم التحمل وعدم الاستمرار هو أحد الأسباب في محدودية فائدة العلاج. كما أن العلاج قد يكون صعباً في خطواته مع عدد كبير من الحبوب التي يجب تناولها. إن الآثار الجانبية للعلاج المستمر قد تشمل انحلال الشحوم في الجسم أو فقدها ، الإسهال، المقاومة على الأنسولين (السكري)، زيادة خطر أمراض القلب الوعائية، تشوهات ولادية. كما أن سعر هذه الأدوية مرتفع جداً ولا يستطيع معظم الأشخاص أن يدفعوا تكاليفها.
العلاج البديل للإيدز
توجد العديد من العلاجات النباتية المستخدمة والتي لها تأثيرات مضادة للفيروسات، وهي محدودة الفعالية أو غير مؤكدة الفعالية. كما تقترح بعض الدراسات استخدام مجموعات من الفيتامينات للحد من تطور المرض، قد يكون للفيتامين A فعالية عند الأطفال. كما أظهر السيلينيوم تحسناً في عدد كريات الدم CD4+ ، لكن يجب استخدامه مع أدوية أخرى وليس لوحده.
إن هذه العلاجات تحسن حياة المريض ولكن ليس مؤكداً أنها تطيل من عمره
ينتقل المرض بالجنس أو نقل الدم أو من الأم لولدها عند الحمل أو الولادة أو بالإرضاع.
قتل الإيدز 2.1 مليون إنسان عام 2007 ويعيش 33.2 مليون إنسان مصاب به، منهم 600.000 مصاب في الدول العربية (تقديرات منظمة الصحة العالمية).
رغم عدم وجود علاج للإيدز أو وقاية منه، فإن استخدام مضادات الفيروسات قد حسّن من فرص إطالة الحياة، لكن هذه الأدوية مكلفة جداً ولا تتوافر في كل بلدان العالم. لذا تعتبر الوقاية الحل الأفضل لمكافحة المرض.
الأعراض:
إن أعراض الإيدز ناجمة عن نقص المناعة وهي عادة لا تظهر عند الشخص السليم. معظم هذه الحالات هي انتانات تسببها الجراثيم والفيروسات والفطور والطفيليات. إن مرضى الإيدز معرضون للإصابة بسرطانات عديدة منها غرن كابوزي وسرطانات الدم (لمفوما). بالإضافة لأعراض مثل الحمى والتعرق (خاصة ليلاً) والغدد المتورمة والقشعريرة والضعف وفقدان الوزن. بينما تختلف الانتانات الانتهازية حسب المنطقة الجغرافية.
الانتانات التنفسية
أحد الأسباب الرئيسية لوفاة مرضى الأيدز هي الانتانات التنفسية خاصة ذات الرئة (Pneumocystis pneumonia ) (الصورة). كما يشيع السل بين مرضى الإيدز رغم ندرته بشكل عام، وقد يحدث في أولى مراحل المرض ويمكن معالجته بالصادات الحيوية. لكن تنشأ مشكلة كبيرة من انتشاره الواسع في الدول النامية بين مرضى الإيدز وأعراضه المتنوعة التي تؤثر على نقي العظم والعظام والمجاري البولية والهضمية والكبد والغدد اللمفاوية الموضعية والجهاز العصبي.
الانتانات الهضمية
يحدث التهاب للمريء (قناة بين البلعوم والمعدة) بسبب عدوى فطرية أو فيروسية. كما يحدث إسهال غير مفسر قد يعود لانتانات هضمية (مثل السلمونيلا والشيغلا واللستيريا). كما قد يكون الإسهال عرضاً جانبياً لأدوية الأيدز.
التداخلات العصبية النفسية
قد يحدث التهاب دماغ ناجم عن التوكسوبلاسم، وينتشر للعين والرئتين. وقد يحدث التهاب سحايا بالمكورات العقدية مسببة حمى وصداع وغثيان وإقياء واختلاجات عصبية قد تكون قاتلة إن لم تعالج.
يحدث انحلال للميلين (غلاف عازل حول الخلايا العصبية). ويصاب بعض المرضى بمتلازمة النسيان بسبب الإيدز، التي تنتج عن مهاجمة الفيروس لخلايا المناعة والتي ترد عليه بإفراز سموم عصبية تقتل خلايا الدماغ.
قد يحدث قصور في الوظائف العصبية والتي تشمل الكلام والتصرفات والحركية. وهذا بنسبة 10-20% في البلدان الغربية ونسبة 1% في الهند، وقد يعود هذا إلى اختلاف نمط الإيدز الفرعي.
السرطانات
أشهر هذه السرطانات هو غرن كابوزي Kaposi's sarcoma الذي بدا أول أعراض التعرف على الإيدز في الثمانينات عند الشاذين جنسياً. عادة ما يظهر كبقع أرجوانية على الجلد(الصورة)، ولكنها قد تنتشر لأعضاء أخرى وخاصة الفم. ويحدث كنتيحة مباشرة لفيروس الحلأ.
كما تشيع اللمفومات بسب فيروس ابشتاين بار Epstein-Barr virus (EBV) . وسرطان عنق الرحم بسبب human papillomavirus (HPV) .
العامل المسبب
سبب المرض هو فيروس HIV الذي يهاجم خلايا الجسم المناعية ويتكاثر فيها، وبمنعها من القيام بدورها في حماية الجسم. يتواجد الفيروس في الدم ويتكاثر في خلاياه، لكنه يتواجد أيضاُ في السوائل الجسمية الأخرى (اللعاب، المخاط، المجاري التناسلية).
(الصورة بالمجهر الالكتروني: الفيروس بالأخضر يخرج من خلية لمفاوية مصابة). وهدف الفيروس الرئيسي هو خلايا من نوع CD4+ ، والتي يدمرها لتصبح بكمية قليلة جداً في الدم( أقل من 200 خلية في البيكولتر). هذا ما يسبب ضياعاً لمناعة الدم والنسج.
الانتقال بممارسة الجنس
ينتقل الفيروس عند ملامسة الأعضاء التناسلية شخص للمفرزات المخاطية التناسلية أو الفموية أو الشرجية لشخص مصاب. حيث يتعرض المتلقي لخطر أكبر من المعطي عند عدم الوقاية. فمثلاً تكون المرأة أكثر تعرضاً للخطر من الرجل بسبب استقبالها للسائل المنوي في ممارسة جنسية بدون وقاية. كما أن الجنس الشرجي أكثر خطورة من الجنس المهبلي والفموي. مع التنبيه أن الجنس الفموي ليس آمناً تماماً لأن كلا الطرفين معرضين للخطر. كما أن الاعتداء الجنسي يزيد من احتمال الإصابة بسبب الرضوض الحاصلة والتمزقات الشعرية مما يزيد من التماس.
تزيد الأمراض المنقولة بالجنس (مثل السفلس أو الزهري) من احتمال الإصابة بالأيدز بسبب التقرحات الموضعية أو المجهرية على الأعضاء التناسلية، وتراكمات الخلايا المصابة في المني أو مفرزات المهبل. زيادة الخطر في هذه الحالة أكثر من أربعة أضعاف.
تختلف نسبة العدوى حسب مرحلة المرض والحالة الصحية المناعية للشخص المتعرض. وعدم وجود فيروس في المصل لا يعني عدم وجوده في المني أو المفرزات التناسلية. وتختلف الإصابة عند المرأة حسب تغيرات الهرمونات خلال الدورة وكمية المفرزات.
يمكن للمريض المصاب بسلالة من فيروس الإيدز أن يصاب بسلالة أخرى إن تعرض لها لاحقاً.
إن الإصابة تترافق مع حالات العلاقات الجنسية المتعددة طويلة الأمد.
الانتقال بمجرى الدم
ينتقل الفيروس بتشارك محاقن المخدرات ولمرضى الناعور ولمتلقي نقل الدم. حيث كان تشارك المحاقن الطبية هو سبب ثلث الإصابات في أمريكا الشمالية والصين وأوروبا الشرقية. إن خطر انتقال المرض بثقب واحد من إبرة ملوثة هو 1 من 150. وقد تنقص من هذا الخطر الأدوية المناعية ما بعد التعرض. كما تزداد الخطورة للوشوم أو ثقب الحلقات.
رغم أن خطر انتقال الفيروس بنقل الدم قليل جداً في العالم المتقدم، إلا أن منظمة الصحة العالمية تقدر نسبة 5-10% من الإصابات الجديدة في العالم بسبب نقل الدم.
الانتقال من الأم للطفل
ينتقل الفيروس من الأم إلى جنينها في الأسابيع الأخيرة من الحمل أو أثناء الولادة. وفي حال عدم العلاج فإن نسبة الانتقال هي 25%. ولكن في حال العلاج وإجراء عملية قيصرية فإن النسبة تنخفض إلى 1%.
إن الإرضاع له خطر انتقال الفيروس بنسبة 4%.
التشخيص
تنقسم مراحل المرض إلى أربع حسب منظمة الصحة العالمية:
المرحلة I : بدون أعراض ولا يكن تصنيفه كمرض إيدز
المرحلة II : تظاهر خفيف في المخاطيات وأعراض تنفسية
المرحلة III : إسهال مزمن متواصل لفترة طويلة غير معروف السبب، إنتانات جرثومية وسل رئوي
المرحلة IV : التهاب الدماغ بالتوكسوبلاسم، التهاب المريء، غرن كابوزي
كما يوجد تصنيف أمريكي للإيدز حسب تركيز كريات الدم البيض CD4+ .
التحاليل المخبرية
يوجد فحصان رئيسيان، أولهما هو الفحص المناعي بحثاً عن أضداد IgG وIgM المضادة للفيروس. وعند وجود هذه الأضداد يعني أن المريض تعرض للفيروس وأن الجسم وجده ويحاربه، ويجب إعادة الفحص مرة ثانية للتأكد إن كان إيجابياً، حيث أن هذا الفحص له نسبة خطأ. والطريقة الثانية هي فحص الدم بحثاً عن DNA (RNA ) الفيروس باستخدام طريقة PCR . هذه الطريقة مكلفة لكنها أكثر دقة بكثير. كما يجب تأكيد هذه النتائج باستخدام الطريقة المناعية.
الوقاية
لا توجد أي حالات مسجلة لانتقال الفيروس بالدمع أو اللعاب أو البول، لذا يعتبر هذا الخطر مهملاً.
يجب الانتباه إلى صحة ونظافة الأطفال وغسل السوائل الغريبة عن أجسامهم خاصة المخاط والدم. كما يجب إبعاد الأدوات الحادة كالإبر والمقصات عن متناول أيديهم.
أغلب العدوى تحدث بسبب الممارسة الجنسية غير المحمية. وإن استخدام الواقي الجنسي (من قبل الذكر أو الأنثى) يخفف من خطر العدوى كثيراً، كما ينقص من احتمال الحمل. والدليل على هذا إنقاص خطر العدوى بين الذكر والأنثى على المدى الطويل بنسبة 80%، رغم أن النسبة تكون أعلى إذا استخدم الواقي في كل ممارسة بشكل صحيح. حيث أن الواقي الذكري هو أفضل وسيلة منفردة للوقاية حين يستخدم بدون مزلق شحمي، حيث يصرح المصنع أن الفازلين والدهون والزبدة والزيوت والبارافين يذيبون الواقي ويسببون ثقوباً فيه. حيث ينتشر استخدام الفازلين في منطقتنا كمزلق للجنس الشرجي. وعند الحاجة يمكن استخدام مزلقات مائية.
وعلى العكس فإن الواقيات الأنثوية مصنوعة من البولي يوريتان polyurethane الذي يمكن استخدام المزلقات الزيتية معه. حيث تتألف الواقيات الأنثوية من حلقة مطاطية توضع داخل عنق المهبل، وهي أكبر من الواقيات الذكرية ويجب ضغطها حتى تتوضع داخل المهبل. تبقى هذه الواقيات أقل توافراً وأغلى ثمناً.
عند استخدام الواقيات فإن احتمال إصابة الشريك هو اقل من 1% سنوياً.
كما أظهرت الدراسات أن الختان عند الذكور ينقص من خطر الإصابة بنسبة 60%. لكن يخشى الخبراء أن هذه الحقيقة ستجعل الذكور يقومون بنشاطات جنسية أكثر خطورة.
علاج الأيدز
لا يوجد لقاح حتى الآن، لكن يوجد علاج لما بعد التعرض يستمر لمدة أربعة أسابيع، قد تشمل الأعراض كل من الإسهال والتعب والغثيان والقلق.
العلاج المضاد للفيروسات
يتكون من جرعات من علاج مضاد قوي جداً ضد الفيروسات highly active antiretroviral therapy, or HAART . يتكون العلاج من مجموعة من الأدوية (كوكتيل) من ثلاثة أدوية على الأقل من عائلتين على الأقل. بشكل أساسي مضادات أنزيمات عكس انتساخ القسم المركزي المتناظر nucleoside analogue reverse transcriptase inhibitors (NARTIs or NRTIs) (يسبب عدم البدء في مهاجمة الخلية وتصنيع القسم المركزي من الفيروس)، وإما مضاد أنزيم حل البروتين protease inhibitor (يمنع تخريب بروتين الخلية كي لا يحتل الفيروس وظائفها)، أو مضاد أنزيمات عكس الإنتساخ اللامركزية non-nucleoside reverse transcriptase inhibitor (NNRTI) (يمنع تصنيع القسم الخارجي من الفيروس).
إن علاج الأطفال أكثر حدة من علاج الكبار بسبب تطور المرض السريع لديهم.
يتيح هذا العلاج السيطرة على تطور أعراض المرض وتركيز الفيروس في الدم، لكنه لا يشفي المريض أو يخفي أعراض المرض. كما تعود أعراض المرض فور إيقاف العلاج. ويحتاج الشخص حياة كاملة للتخلص من هذا الفيروس. مع هذا فإن العلاج يحسن من نوعية حياة المريض ومن الصحة العامة. إن تطور المرض عادة يأخذ بين 9-10 سنوات، وبعد ظهور الأعراض (المرحلة الرابعة) يعيش المريض 9.2 شهراً وسطياً. ويستطيع العلاج أن يطيل هذا إلى 4-12 سنة.
لكن العلاج ذو تأثيرات جانبية كبيرة وأحياناً ضعف في النتيجة أو تعنيد على الدواء. وعدم التحمل وعدم الاستمرار هو أحد الأسباب في محدودية فائدة العلاج. كما أن العلاج قد يكون صعباً في خطواته مع عدد كبير من الحبوب التي يجب تناولها. إن الآثار الجانبية للعلاج المستمر قد تشمل انحلال الشحوم في الجسم أو فقدها ، الإسهال، المقاومة على الأنسولين (السكري)، زيادة خطر أمراض القلب الوعائية، تشوهات ولادية. كما أن سعر هذه الأدوية مرتفع جداً ولا يستطيع معظم الأشخاص أن يدفعوا تكاليفها.
العلاج البديل للإيدز
توجد العديد من العلاجات النباتية المستخدمة والتي لها تأثيرات مضادة للفيروسات، وهي محدودة الفعالية أو غير مؤكدة الفعالية. كما تقترح بعض الدراسات استخدام مجموعات من الفيتامينات للحد من تطور المرض، قد يكون للفيتامين A فعالية عند الأطفال. كما أظهر السيلينيوم تحسناً في عدد كريات الدم CD4+ ، لكن يجب استخدامه مع أدوية أخرى وليس لوحده.
إن هذه العلاجات تحسن حياة المريض ولكن ليس مؤكداً أنها تطيل من عمره