ما بال صحوةٍ هبّـت بضميره المُستريح
ما بال قلبِه الميتِ ضجّ بنبضاتٍ تحييه
فسار يُقلب في صفحات الماضي يُحصيه
كيف لِأخطاء غابرةٍ أن تُبكيه
يا وسادتي أخبريه أن دموعي لم تعدْ تُبللكِ صباحَ مساء
أن صفحة أحزاني أصبحت بيضاء
و يا أمي أخبريه أني لم أعد تلك الطفلة الحمقاء
أخبريه أني أصبحت من أذكى النساء
لنفسي عزة و كبرياء
و يا ضلوعي أخْبريه أنك اعتزلتِ احتضان عواصف الشوق الهوجاء
و يا مسامعي أخبريه أن اسمه أصبح ككل الأسماء
و صدى صوته لا يختلف عن باقي الأصداء
و يا مُقلتي أخبريه أنك بعد رحيله أقلعتِ عن البكاء
أن هجرتِ السهر و عشقتِ الأضواء
أن حضوره و غيابه عندكِ سواء
و يا أحلامي أخبريه أنكِ لم تعودي تنتظرين المساء
لترسمي بحُمرة الغيوم بيتا صغيراً في السماء
و يا قلبي افرد جناحيك أمامه و حلق في الفضاء
أخبروه أني سامحته و استغنيت عن أيامه بلا عناء
و إن قابلته سأبتسم له كبسمتي لوجوه الغرباء
و إن شرع في الاعتذار سأتحول إلى خرساء صمّاء
ليس كُرهاً، و لكِن زمنُه ولّى و لن أرجِع إلى الوراء