بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة التفاؤل لها تأثير ايجابي على الانسان نفسه وعلى مجتمعه ايضا،
ولقد اعتبرت علما يدرس في بعض الجامعات، فما هو التفاؤلى برأيكم؟!
يقال ان التفاؤل هو الشعور بالرضا والثقة بالنفس والسيطرة على المشاعر المختلفة،
والنظرة الايجابية لجميع مناحي الحياة، اما الانسان المتفائل فهو متوكل على الله سبحانه وتعالى،
طموح، محب، ودود، ويتحمل المسؤوليات بكل شجاعة وحماسة.
اعتقد ان حالة التفاؤل هي نعمة من الله عز وجل انزلها للانسانية،
وهي هديته الغالية لنا لتضيء نفوسنا وتنير دروبنا مهما تعقدت الحياة من حولنا،
والتفاؤل سنة نبوية، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن وينهى عن التشاؤم والتطير،
حيث قال «تفاءلوا بالخير تجدوه» لان التفاؤل والشعور به والاحساس بحركته يولد التفكير السلمي الايجابي،
كما يمنحنا القدرة على ان نحلم بالافضل والاحسن، والاحلام دائما هي حياة اخرى جميلة تسعدنا،
التفاؤل يعلمنا الحب وهو ايضا نوع من السعادة لارواحنا ونفوسنا واسهل طريق للنجاح.
يقول الفيلسوف الاميركي ايمرسون
«ان النجاح عصفور صغير يقبع في عش بعيد مرتفع ومحاط بالاسوار وكلنا يريد هذا العصفور،
لكن من الذي يصل اليه؟! البعض يقف امام الاسوار في انتظار ان يطير العصفور فيقع بين يديه،
وقد يطول به الانتظار فيصاب باليأس وينصرف، والبعض يدور حول الاسوار باحثا عن منفذ او طريق الى العصفور،
ومن هذا البعض يصل الناجحون المتفائلون»،
اما الفيلسوف برتراند راسل فله عبارة جميلة شفافة تبعث الامل في نفوسنا، يقول
«منتهى التفاؤل يولد من اقاصي اليأس».
التفاؤل يمنحنا القدرة على التجديد وتذوق الجمال في كل شيء يصادفنا في الحياة،
ويفتح ابواب الامل امامنا ويزودنا بالقناعة والرضا، والأهم يشحننا بطاقة عالية تحفز هممنا وتساعدنا على مواجهة الحاضر،
وتحديد اهدافنا المستقبلية بجدية لانه يسلحنا بالاصرار والعناد والجرأة والشجاعة،
يقال دائما ان الانسان المتفائل اكثر استمتاعا بالحياة واكثر سعادة بين الآخرين،
فلماذا لا نتفاءل حتى نستمتع بكل ما هو حولنا من جمال وحب ووجود إلهي رائع؟!
من المعروف ان التفاؤل يطيل العمر، وأكثر مقاومة للامراض البدنية والنفسية،
لان النظرة الايجابية المتفائلة للذات تطيل العمر والنظرة السلبية التشاؤمية للذات تقلل من احتمالات الحياة!
فمن منا لا يريد الصحة.. ومن لا يرغب في العمر المديد؟!
لقد توصل العديد من العلماء والباحثين من عرب واجانب على مر العصور، ومنهم أخيراً،
توصل فريق من علماء النفس الاميركيين (جامعة بيل في ولاية كونيكتيكت)
الى ان الاشخاص المنشرحي البال المتفائلين في نظرتهم الى التقدم في السن يعيشون لمدة اطول من اقرانهم الذين يستبد بهم القلق.
ان الحياة عبارة عن رحلة قصيرة جدا وتجربة ممتعة، لماذا لا نستغلها ونستمتع بكل لحظاتها؟
لماذا لا نقضيها في تفاؤل وحب وود وحلم جميل قدر استطاعتنا؟
لماذا لا ندرب انفسنا على ان نرى كل الاشياء من حولنا رائعة جميلة وحلوة؟
لماذا لا نزرع التفاؤل في دواخلنا، نغرسه بشغف ورغبة كالايمان الذي ينور نفوسنا.
تقول الحكمة البوذية «ان لكل انسان شمسين واحدة في السماء وواحدة بداخله،
وانه حين تغيب شمس السماء ويظلم الكون فلا يضيء للانسان سوى شمسه الداخلية،
وانه لهذا السبب لا بد ان يحتفظ بها متوهجة دائما في داخله».
اما المثل الياباني المتفائل فيقول «بعد المطر يأتي الجو جميلا».
كما يقول احد الشعراء الاميركيين «اذا كان الشتاء قد جاء فليس الربيع ببعيد».
ان التفاؤل من الايمان والتشاؤم من الشيطان
فان كلمة واحدة متفائلة شفافة ربما تكون احيانا دواء للروح والنفس والقلب،
واحيانا كلمة واحدة متشائمة ثقيلة تكون داء للروح والنفس والقلب.
ومن الشيء الجميل، يقال ان الضحك يرفع مستوى التفاؤل، فلماذا اذن نمنع انفسنا من الضحك؟
فاذا تحلى الانسان بروح الدعابة وخفة الظل، وزرع الابتسامة على وجهه دائما، حتى في احلك الظروف،
فانها - الابتسامة - تعمل على احلال الافكار الايجابية محل الافكار السلبية وبالتالي يرتفع معدل الشعور بالتفاؤل عنده،
وهذا ما يساعده على مواجهة ضغوط الحياة وتحدياتها، وما اكثرها هذه الايام على قلوبنا،
والتعامل مع مشكلاتها وتعقيداتها اليومية بطريقة اكثر فاعلية وسهولة.
اذن ايها الاحباب، لندع التفاؤل يجري في عروقنا ويزيِّن قلوبنا، ولنطرد التشاؤم من دمائنا.