عفواً لأني أحني رأسي أمام الحقائق، ليس إكرامًا وإجلالاً لها، ولكن لتمرَّ فوقه؛ حتى لا أراها ولا أشعر بها؛ لأني أريد أن أمارِسَ معها لعبة "الغميضة"!
أغضُّ الطَّرْف عنها، وأُبلد مشاعري وأحاسيسي، وأتجاهلها تمامًا، أهرب خارج نطاق الواقعيَّة، وأعمل( delete) لكلِّ وظائف الحفظ والمعالجة في عقلي؛ حتى لا تقوم بوظيفتها الطبيعيَّة كما خلقها الله - تعالى - متجاهلاً كلَّ ما يحيط بي من مُعطيات وإفرازات، ومظاهر ومشاهد ومُتغيرات، وألزمُ الصمت القاتل؛ ليكون طرَفًا في المعادلة.
هكذا قال لي قلم من الأقلام، وعندما سألتُه عن الدافع، شرَّق بي وغرَّب، وصال وجال، واستجمَع كلَّ الكلمات والمفردات؛ المطَّاطة والفضفاضة، وحمَّالة الأوْجُه، وساقها في عبارة اجتمعتْ فيها كلُّ النواصب والجوازم، والاستفهامات والاستثناءات، وتركني أموج في بحرٍ من الأدوات تَنصبني وتجزمني؛ حتى لا أفطن لقوله ولا أفهم مُراده.
قلتُ في نفسي: إنَّ للأقلام طلاسمَ كطلاسم الجنِّ، لا تهدي ولا تشفي، ثم الْتَمَسْت عذرًا لتلك الأقلام الصامتة، فالصمت في بعض الأحايين أبلغُ من ألف عبارة منمَّقة مجوَّدة، ولعلَّ هناك أسبابًا وحُججًا تحمل على الصمْت لا أعلمها، ولكن عزائي أنها ستثور يومًا ما وتنتفض؛ لأنها لا يمكن أن تحتفظَ بمِدادها في جوْفها، فالمداد في جوف
القلم كالحِمم في جوف البركان، لا تتوقَّف حركة تفاعُلاتها الداخليَّة، ولا يقرُّ لها قرارٌ في أحشائه أبدًا، حتى يأتي يوم انبعاثها، فتنبعث باحثةً لها عن مخرج ومَنفذ، بعدما تكتمل هذه التفاعلات الداخليَّة، ولواقعنا المعاصر داخليًّا وخارجيًّا من التفاعلات والتأثيرات، ما تجعل أخمدَ مِدادٍ في جوف قلمٍ يثور وينطق ويتفوَّه، إلاَّ إذا كان الصمت صمتَ القبور الموحِشة، فعلى القلم السلام!
قلم لا
يستحيي أن يكذب ويَفتري، لهوَ أشد من ملايين الأقلام الصامتة، فإذا كان الساكت عن الحقِّ دون وجْه حقٍّ شيطانًا أخرسَ، فأعظمُ منه الشيطان الناطق، الذي يجول ويصول في أثناء الصفحات الورقيَّة والإلكترونية؛ ليقذف بالباطل على الحقِّ ليدمغه، ولكنَّه يرتد زاهقًا خاسئًا.
أَمَا آن للقلم الذي لا
يستحيي أن يستحيي وينطق بالحقِّ، أو ليَصمت صمتَ القبور؛ فهو خير له من تحمُّل الأوزار والشرور.
أغضُّ الطَّرْف عنها، وأُبلد مشاعري وأحاسيسي، وأتجاهلها تمامًا، أهرب خارج نطاق الواقعيَّة، وأعمل( delete) لكلِّ وظائف الحفظ والمعالجة في عقلي؛ حتى لا تقوم بوظيفتها الطبيعيَّة كما خلقها الله - تعالى - متجاهلاً كلَّ ما يحيط بي من مُعطيات وإفرازات، ومظاهر ومشاهد ومُتغيرات، وألزمُ الصمت القاتل؛ ليكون طرَفًا في المعادلة.
هكذا قال لي قلم من الأقلام، وعندما سألتُه عن الدافع، شرَّق بي وغرَّب، وصال وجال، واستجمَع كلَّ الكلمات والمفردات؛ المطَّاطة والفضفاضة، وحمَّالة الأوْجُه، وساقها في عبارة اجتمعتْ فيها كلُّ النواصب والجوازم، والاستفهامات والاستثناءات، وتركني أموج في بحرٍ من الأدوات تَنصبني وتجزمني؛ حتى لا أفطن لقوله ولا أفهم مُراده.
قلتُ في نفسي: إنَّ للأقلام طلاسمَ كطلاسم الجنِّ، لا تهدي ولا تشفي، ثم الْتَمَسْت عذرًا لتلك الأقلام الصامتة، فالصمت في بعض الأحايين أبلغُ من ألف عبارة منمَّقة مجوَّدة، ولعلَّ هناك أسبابًا وحُججًا تحمل على الصمْت لا أعلمها، ولكن عزائي أنها ستثور يومًا ما وتنتفض؛ لأنها لا يمكن أن تحتفظَ بمِدادها في جوْفها، فالمداد في جوف
القلم كالحِمم في جوف البركان، لا تتوقَّف حركة تفاعُلاتها الداخليَّة، ولا يقرُّ لها قرارٌ في أحشائه أبدًا، حتى يأتي يوم انبعاثها، فتنبعث باحثةً لها عن مخرج ومَنفذ، بعدما تكتمل هذه التفاعلات الداخليَّة، ولواقعنا المعاصر داخليًّا وخارجيًّا من التفاعلات والتأثيرات، ما تجعل أخمدَ مِدادٍ في جوف قلمٍ يثور وينطق ويتفوَّه، إلاَّ إذا كان الصمت صمتَ القبور الموحِشة، فعلى القلم السلام!
قلم لا
يستحيي أن يكذب ويَفتري، لهوَ أشد من ملايين الأقلام الصامتة، فإذا كان الساكت عن الحقِّ دون وجْه حقٍّ شيطانًا أخرسَ، فأعظمُ منه الشيطان الناطق، الذي يجول ويصول في أثناء الصفحات الورقيَّة والإلكترونية؛ ليقذف بالباطل على الحقِّ ليدمغه، ولكنَّه يرتد زاهقًا خاسئًا.
أَمَا آن للقلم الذي لا
يستحيي أن يستحيي وينطق بالحقِّ، أو ليَصمت صمتَ القبور؛ فهو خير له من تحمُّل الأوزار والشرور.