اطفال لم يذوقوا طعم الحياه
ذنبهم الوحيد بانهم من فلسطين
من اجل دراستهم فقدوا حياتهم
من اجل مستقبل زاهر فقدوا بسماتهم
من اجل ان نعيش نحن فقدوا ارواحهم
من اجل كرامتنا و عروبتنا فقدوا اجسدادهم
بدت الاحداث بل بدا الكابوس
حيث يمرح الاطفال في الربيع بين البساتين و الازهرار
كما مرحنا و كنا اطفالا و يمرح الاطفال في شتي بلدان العالم
كنا نكتب و ندرس تحت ظل المصابيح بالوانها
ليس كما يدرس اطفالنا في غزه تحت ظل الشموع
حصلت الماساه
في بقعه من بقاع الوطن العربي الكبير الممزق بيد الاستعمار
من السبب
لو قلنا الاستعمار و اليهود وحدهم ضحكنا علي انفسنا
من شجعهم علي ما يحصل في هذه البقعه بالذات
اليست اموالنا بشتي الطرق تحولت الي قاذفات و مدرعات لقتل الاطفال و الابرياء شجعت الاستيطان علي هذه الماساه
كما حصلت و تحصل في البلدان الاخري لقتل الاخوه الفلسطينيين و تفكيك ملاحمهم
كلنا متفرجون
و زعمائنا مجتمعون- مكبرون كروشهم- مهللون
حاصرو غزه
قصفوها- دمروها- قتلوا النفس البريئه- قطعوا عنها الماء و الكهرباء
مع كل ما حصل و يحصل مستقبلا يذهب الاطفال صباحا فرحين الي مدارسهم
و في المساء و علي شموع نسميها شموع الموت
كاتبون لواجباتهم و دارسون
في احد الايام
استعد الاطفال الثلاثه الابرياء كما اطفال غزه القيام بواجبهم
لم يعرفوا حجم الماساه التي ستحصل لتفقد حياتهم
مرحوا- درسوا- كتبوا ليستعدوا لغد
غد لا يرونه
غد لا وجود لهم
غد نتفرج و يجتمعون و يصفقون
اعدت الام طعامهما كما تفعل الامهات
نظرت اليهما
نظراتها تختلف عن كل النظرات التي كانت تنظر اطفالها الابرياء
لربما احست بقلبها بان شي او كابوس سيحصل
من خشيتها و خوفها عليهما
اضائت شموع الموت و نظرت اليهم و قبلتهم
نامت جنبهم
لم تعلم بحجم الكارثه التي ستحصل
من شده البرد
اغلقت النوافذو الابواب
و شاء القدر ان تنقلب الشموع
لم تحس الام و لم يحسوا بها
كانوا في نوم عميق ابدي
ارتفعت الادخنه و احتلت الغرفه
خنقتهم- حرقتهم-قتلتهم
اسرعوا الجيران لاسعافهم
لكن قد فان الاوان
شاء القدر ان لا يروا النور
هل اقولوا ماتوا
كلمه موت لا تستحق ان تطلق علي البرائه
استشهدوا
من اجل نور اصبحت ظلمات
اراجع افكاري
اين كنا
الي اين وصلنا
اين النهايه
الاهداء للاطفال الذين ضحوا بارواحهم من اجل الكرامه و الوطن
فادي- لبنان