من المعروف أن البدانة تشكل خطرا على الصحة الجسدية، ووفقا لباحثين فإن عدم ممارسة الرياضة وتجنب الذهاب للصالات الرياضية له تأثير سلبي على الصحة النفسية، مما يؤدي إلى الاكتئاب ومعدلات أكبر من الإرهاق في العمل.
حيث وجد الباحثون أن الموظفين الذين وجدوا الوقت لممارسة النشاط البدني أقل احتمالا للتعرض لتدهور صحتهم العقلية، بما في ذلك أعراض الإرهاق والاكتئاب. وقالوا أن أفضل استفادة تحقق عندما مارسو التمارين 4 ساعات أسبوعيا، حيث كان خطر إصابتهم بتدهور حالتهم النفسة أقل بمقدار النصف من أولئك الذين لا يمارسون التمارين.
وقال الباحثون أن أصحاب العمل أيضا يستفيدون من ممارسة العاملين لديهم التمارين الرياضية. فإن لم يكن مكافحة البدانة حافزا كافيا، فإن تشجيع العاملين على ممارسة التمارين سيؤدي إلى تقليص التكاليف الصحية، وتقليل التغيب عن العمل، وزيادة الانتاجية في مكان العمل.
وعلى الرغم من أن الاكتئاب والإرهاق مرتبطين إلا أنهما لا يعتبران نفس الحالة، حيث أن الاكتئاب هو حالة مرضية سريرية يضطرب فيها المزاج. بينما يعرف الارهاق على أنه إجهاد جسدي وعقلي وعاطفي. ولكن كلاهما يؤديان إلى "دوامة من الضياع" قد يكون لها تأثير كتأثير الدومينو، حيث أن فقدان مورد واحد، مثل الوظيفة سيؤدي إلى فقدان باقي الموارد مثل المنزل، العائلة، والشعور بتقدير الذات.
وقد صممت الدراسة في الأصل لدراسة العلاقة بن الاكتئاب والإرهاق، ولكنها قامت أيضا بتقييم الحالة الشخصية والمهنة والنفسية ل1632 عامل لهم حالة صحية جيدة من كلا القطاعين العام والخاص.
وتشير النتائج إلى أن زيادة الاصابة بالاكتئاب تنبئ بزيادة الإصابة بإرهاق العمل مع الوقت، والعكس صحيح.
عرف العلماء مستوى نشاط المشاركين البدني على أنه أي نشاط يزيد من معدل ضربات القلب ويؤدي إلى التعرق. وقسم المشاركون إلى أربع مجموعات: الأولى لم تشارك في أي نشاط بدني، والثانية مارست 75- 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيا، والثالثة مارست 150- 240 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيا، أما الرابعة فمارست أكثر من 240 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيا.
وكانت أعلى معدلات للإصابة بالاكتئاب والإرهاق هي في المجموعة الأولى التي لم تمارس أي نشاط بدني، وكلما زاد النشاط البدني الذي مارسه المشاركون كانت الإصابة بالاكتئاب والإرهاق أقل خلال السنوات الثلاث المقبلة. وكانت الكمية الأمثل لممارسة النشاط البدني هي ما لايقل عن 150 دقيقة أسبوعيا، حيث تبدأ فعليا فوائدها تصبح فعالة.
فإذا كان الموظفون يعانون من الضغط النفسي في العمل فإن بإمكانهم أن يطلبوا من مدرائهم أن يوفروا لهم تغييرات مثل فرص الحصول على الدعم العاطفي في مكان العمل. فإن كان أصحاب العمل ليسوا على استعداد للتغير، فإن على الموظفين أن يلجؤوا للأنشطة البدنية في أوقات فراغهم كأداة فعالة لإزالة الضغوط.
أصحاب العمل بعيدو النظر يمكن أن يستفيدوا عن طريق بناء صالة رياضية في الشركة أو دعم عضوية الموظفين في صالات رياضية في المجتمع، كما يمكنهم السماح بساعات عمل مرنة لتشجيع الموظفين على جعل النشاط البدني جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية، حيث يمكن لمثل هذه الاستراتيجية أن تزيد أرباح العمل على المدى البعيد.