تناقلت المرأة الفلسطينية عبر العصور استخدام الصابون النابلسي لتحافظ على
جمال بشرتها، وكما فعلت الجدات مازالت تفعل الحفيدات. فماهي حكاية الصابون
النابلسي ولماذا مازال على قائمة هرم مواد التجميل في خزانة المرأة
الفلسطينية والتي نقلته بدورها إلى النساء في العالم العربي.
ماهو الصابون النابلسي وبماذا يختلف عن الصابون العادي؟
يتم تصنيع الصابون النابلسي من زيت الزيتون والماء والملح،ورماد نبتة
"الشيح") نبات كان يتم إحضاره من صحراء الأردن وله تأثير قاعدي) ويسمى
القلي، والشيد الذي يخلط مع القلي لإنتاج المحلول القاعدي. وقد استبدل
القلي حديثًا بمادة هيدروكسيد الصوديوم ذات التأثير المشابه، كما استبدل
الجفت وخشب الزيتون كمادة الاحتراق، لإنتاج الحرارة اللازمة لإنضاج طبخة
الصابون بوقود نفطي كبديل سهل الحصول عليه.
وكيف يتم تصنيعه؟
لتصنيع الصابون نستخدم مواد مخصصة قديمة أولها "الحلة" وهي قدرة نحاسية
مقعرة قطرها حوالي 1.5م، يتم وضعها في حفرة، وتحتها مكان الحرق الذي نسميه
"القميم"، ويبنى تحت الحلة جدار من
الحجر الناري لحفظ الحرارة.
ونحرك الخليط بعصاة خشبية طولها مرتين اسمها المخاضة، وعندما تبدأ عملية
التصبن نحتاج للدكشاب وهو عمود من الخشب طوله حوالي 4 أمتار وفي طرفه
السفلي قطعة نصف دائرية لتحريك المزيج.
وبعد جمع الصابون بالعوامة نستخدم وعاء من الصفيح لحمل الصابون اللزج إلى
المفرش. وباستخدام الشوكة الحديدية نفرد لاصابون ونقيس عرضه ثم نأتي بأداة
تسمى "المالج" لتسوية سطح الصابون. وبالطبع هناك أدوات أخرى كالفرجار
لتحديد قياسات الصابون وخيوط الكتان لتحديد أبعاد القطعة و"المقطع" وهو
سكين مخصصة لتقطيع الصابون.
ماهي إذن أنواع الصابون النابلسي؟
هناك أربعة أنواع مختلفة في الشكل واللون والاستعمال. ففي البداية أنتج
الصابون الأبيض المصنوع من زيت الزيتون الصافي. ثم أنتج فيما بعد الصابون
الأخضر، وسبب تلونه هو استعمال زيت مستخرج من الجفت وهو ناتج عصر الزيتون.
ويوجد نوع ثالث، هو الصابون الناعم الذي ينتج من طحن الفتات المتبقي من
جوانب الصابون بعد عملية التقطيع. أما النوع الرابع، فهو الصابون المطيّب،
ويصنع من بقايا الصابون الأبيض الناتجة بعد عملية التقطيع، حيث يتم بشره
وإضافة أصباغ وزيوت عطرية، ويتم بعد ذلك عجن الخليط وقولبته يدويّاً، ثم
يتم تكوير القطع باليد.
وماهي الفوائد الجمالية التي تعود على البشرة والشعر باستخدام الصابون النابلسي؟
من المعروف أن المرأة في فلسطين تحب وتفضل استخدام الصابون النابلسي الأصلي
لأنه ينعم الشعر ويبيض المناطق الغامقة مع كثرة الاستعمال مثل
الكوع،الرقبة، الركبة.
كما أنه يرطب البشرة الجافة ويزيل تشققات الجلدية التي تظهر في فصل
الشتاء. ويساعد في الحفاظ على شباب البشرة فانظري إلى بشرة النساء
المتقدمات في العمر اللواتي يواظبن على استمراره تجدين بشرة صافية ومرنة
ونضرة.