بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
طلبت هذه السورة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم )_اذا جاء نصر الله والفتح ، ورأى الناس يدخلون فى دين الله جماعات لاستقرار أمره وعلو كلمته واكمال الله له – أن يسبح بحمد ربه ، وينزهه عما لا يليق به ، ويستغفره لنفسه وللمؤمنين لأنه التواب الذى يقبل التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيئات.
============================
1-اذا جاء نصر الله والفتح
اذا تحقق نصر الله والفتح لكــ وللمؤمنين 0
**********
2- ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا 0
ورأيت الناس يدخلون فى دين الله جماعات جماعات 0
**********
3- فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا
فاشكر ربكــ ، وسبح بحمده واطلب مغفرته لكــ ولأمتكــ ، انه كان توابا كثير القبول لتوبة عباده 0
========================
تعليق الخبراء على سورة النصر
********
تشير هذه السورة الشريفة الى فتح مكة ، والسبب المباشر لفتح
مكةهو نقض قريش لهدنة الحديبية بمهاجمتها خزاعة – وكانت قد
دخلت فى عهد النبى ( صلى الله عليه وسلم ) – ومظاهرتها بنى بكر
عليها ، عند هذا رأى النبى أن ماقامت به قريش من نقض للعهد
يحتم عليه فتح مكة فحشد جيشا قويا مكونا من عشرة آلاف مقاتل،
وسار فى رمضان من العام الثامن للهجرة (فى ديسمبر سنة 630 م )
فأوصى رجاله بعدم القتال الا اذا اكرهوا عليه 0 وقد شاء الله
أن يدخل النبى وجيشه مكة من غير حرب 0 وهكذا استطاع أن يكسب
أكبر نصر فى تاريخ الدعوة الاسلامية بغير حرب وبغير اراقة دماء0
وكان لفتح مكة آثار بعيدة المدى فى الناحيتين الدينية
والسياسية ، فقد قضى على الوثنية فى معقلها الاكبر بتحطيم
الاصنام المقامة بالكعبة وأزال مابها من صور وتماثيل 0
وبدخول مكة حظيرة الاسلام استطاع النبى صلوات الله عليه التغلب
على بقية القبائل فى الحجاز ، التى غلبت عليها حمية الجاهلية
مثل هوازن وثقيف ، وكتب الله له التوفيق فى ارساء دعامة دولة
عربية تحت راية الاسلام 00