مَنْ مِنَّا لا يعصرُ قلْبُهُ إذَا سمعَ إنسانًا يَسُبُّ أمَّهُ أوْ أباهُ وهذَا مِنَ الكبائرِ والعياذُ باللهِ فكيفَ بمسبَّةِ الخالقِ ؟ كيفَ بمسبَّةِ اللهِ سبحانَهُ وتعَالى ؟
أيُّهَا الأحِبَّةُ، الكِرامُ الأمُّ تحمَّلتْ ءالامَ الحمْلِ والوِلادةِ، تحمَّلَتِ العمَلَ للرضيعِ وإطعامَهُ وتنظيفَهُ، الأمُّ تحمَّلَتْ مجهودَ السَّهَرِ في الليالي عندَ مرَضِ الطفلِ والولدِ، الأمُّ تحمَّلَتْ تعبَ غسيلِ ثيابِ الطفلِ وإطعامِهِ والتحضيرِ لَه وتدريسِه وتربيتِهِ ونُصحِهِ وإرشادِه وغيرَ ذلكَ، فهذِه الأمُّ أنتَ لا تسبُّها فكيفَ بمَنْ يسبُّ خالقَ الأُمِّ والطفلِ وهوَ الذِي مَنَّ عَلينا وأنعمَ عَلينا بِنِعَمٍ لا تُحصى ؟ كيفَ ؟ كيفَ ؟ فنحنُ نتجنَّبُ مَسبَّةَ الأُمِّ المؤمنةِ الصابرةِ لأنَّ هذا حرامٌ مِنَ الكبائرِ فكيفَ بمسبَّةِ اللهِ التي هيَ كُفرٌ ؟؟ والعياذُ باللهِ مِنَ الكُفرِ . اللهُ الذِي أنعمَ علينَا بنِعَمٍ لا تُحصى، أنعَمَ عَلينا بالصحّةِ، بالبصرِ، باللسانِ، بالسمْعِ، بالكلامِ، بالطعامِ، بالشرابِ، بالزوجةِ، بالولدِ، باليدَينِ، بالرِّجْلينِ، بالمالِ، بالبيتِ، بالأرضِ الممهَّدةِ، بالجبالِ الأوتادِ، بالنومِ الهنيْءِ بالليلِ، اللباسِ بالنهارِ، المعاشِ بالسماءِ المبنيَّةِ بالسراجِ الوهَّاجِ، بالماءِ الثجّاجِ، بالنباتِ، بالثمارِ، بالفواكهِ، بالأنعَامِ، بالتذوقِ، بالشمِّ، باللمْسِ ، بالأنهارِ، بالبحَارِ، بعِلْمِ الدِّينِ، بالعمَلِ بالإيمانِ، بالإسلامِ، بالإسلامِ، بالإسلامِ، فكيفَ بعضُ الناسِ يسبّونَ اللهَ الذِي أنعمَ علينَا بنِعَمٍ لا تحصَى؟ قال الله تعالى : [وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ] {النحل:18} والتي ذَكَـْرنَا شىءٌ منها فقَط ؟ كيفَ ؟ كيفَ ؟ كيفَ ؟ الكَلْبُ يقولُ فواللهِ إنّي لا أكفرُ باللهِ وبعضُ النَّاسِ يَكفُرونَ باللهِ ؟ يَسبُّونَ اللهَ يَشتمونَ اللهَ، فإنَّ الصرخةَ التي أطلقْناهَا الأسبوعَ الماضِيَ نُطلِقُها مِنْ جديدٍ لِيتكلَّمَ كلُّ واحدٍ مِنَّا بهذَا الموضوعِ أيِ بالتحذيرِ مِنْ مسبَّةِ اللهِ، يَتكلَّمُ بينَ زملائِه في العمَلِ في الجامعةِ في المدرسةِ بينَ أهلِ بيتِه وجيرانِه عمَلاً بقولِه تعَالى : [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ] {آل عمران:110} ومِنْ جملةِ شتمِ اللهِ نسبةُ الجهةِ أوِ المكانِ أوِ الجلوسِ لهُ سبحانَهُ أوْ نسبةُ الجسْمِ أوِ الصورةِ أوِ الحدِّ للهِ سبحَانهُ وتعَالى أوْ نِسبةُ المثيلِ أوِ العَجْزِ أوِ الجهْلِ لهُ أوْ نسبةُ النـزولِ أوِ الحرَكةِ للهِ والعِياذُ باللهِ تعَالى مِنْ ذَلكَ كُلِّهِ، تنَـزَّهَ اللهُ عنْ ذَلكَ وتعَالى عُلوًا كَبيرًا . واعْلَمُوا أيُّهَا الأحِبَّةُ الكِرَامُ أنَّ قَعْرَ جهنَّمَ بعيدٌ، قعرُ جهنَّمَ مسافةُ سبعينَ عامًا وذلكَ محلُّ الكفَّارِ لا يَصِلُهُ عصاةُ المسلمِينَ وقَدْ عُلِمَ أنَّ المسافةَ التي توصِلُ إِلى قَعْرِ جهنَّمَ هيَ هذِه مِنَ الحدِيثِ الذِي فيهِ أنَّهُ بينَما كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معَ بعضِ أصحابِهِ إذْ سمِعوا وَجْبةً أيْ صوتًا فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تدرونَ مَا هَذا" قالُوا : اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ قالَ هذا حَجَرٌ رُمِيَ بهِ في النَّارِ منذُ سَبعينَ خَريفًا فهوَ يَهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتى انتهَى إِلى قعْرِهَا " رواهُ مسلمٌ .والكلامُ عنْ وعيدِ الكافرينَ كثيرٌ والكلامُ عَنْ عذابِ الكافرِ في جهنَّمَ وفي القبرِ كثيرٌ فمَا أردْتُ إِلا أنْ أذكرَ لكُمْ شيئًا مما وَرَدَ عَنْ عذابِ الكافِرِ لِتَحْذَرُوا وتُحَذِّرُوا مِنْ مَسبَّةِ اللهِ مِنْ شَتْمِ اللهِ، مِنْ مَسبَّةِ الخالقِ سُبحانَهُ وتَعالى فنسألُ اللهَ العَلِيَّ القديرَ أنْ يَحفظَ علينَا دِينَنا الذِي جعلَهُ عصمةَ أمْرِنا وأنْ يَرزقَنا هِمَّةً عاليةً لِنصرةِ دِينِه إنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شىءٍ قديرٌ لا يُعجزُهُ شىءٌ أبدًا