جميعنا سمع أو قرأ قولا أو حكمة من أقوال لقمان الحكيم ، ولكني آثرت البحث عن هذا الرجل الذي آتاه الله الحكمة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً) ، وعن هذا الرجل البسيط الذي عاش ومات ،و ترك للإنسانية تراثاً لايقدر بثمن ومن يقرأ أقواله سواء المأثور منها أو المذكور بسورة لقمان يشعر بالراحة ويحب أن يطبقها في حياته ، ومن عظم شانه وعلوه عن عند رب العالمين أنزل على نبينا محمد سورة كاملة سميت باسم لقمان … وإليكم ما قمت بجمعه عن هذا العبقري الحكيم …
نــــســــبه :
هو لقمان بن ياعور ابن اخت أيوب عليه السلام ، أو ابن خالته، وهو من أسوان بمصر, و قد قال فيه خالد ابن الربيع انه كان نجارا وقيل انه كان خياطا وقيل انه كان راعيا، وقد عاصر داود وأخذ منه العلم وقد أعطاه الله الحكمة عندها جعله خليفة بالأرض ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت ، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمنّ عليه بالحكمة، نودي بالخلافة قبل داود ، فقيل له يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق ؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عزَّ وجل قبلت، فإني أعلم أنه إن فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء ، فقالت الملائكة : يا لقمان لِمَ ؟ قال : لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها ، يغشاه الظلم من كل مكان ، فيخذل أو يعان ، فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ فقد أخطأ طريق الجنة ، ومن يكون في الدنيا ذليلاً خير من أن يكون شريفاً ضائعاً، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة. فعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فغط بالحكمة غطا، فانتبه فتكلم بها"
حــكـــمـــته
المشهور عن الجمهور أنه كان حكيما ولياً ولم يكن نبياً وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه وحكي من كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه وهو أشفق الناس عليه فكان من أول ما وعظه به أن قال يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم فنهاه عنه وحذره منه ، أول ما ظهر من حكمته : أنه كان مع مولاه ،فدخل مولاه الخلاء فأطال الجلوس ، فناداه لقمان ، إن طول الجلوسعلى الحاجة تنجع منه الكبد، ويورث الباسور، ويصعد الحرارة إلى الرأس ، فاقعد هوينا وقم ، فخرج مولاه وكتبحكمته على باب الخلاء، وقيل : كان مولاه يقامر ، وكان على بابه نهر جار، فلعب يوما بالنرد علىأن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدى منه ! فقمر سيد لقمان ، فقالله القامر : اشرب ما في النهر وإلا فافتد منه ؟ قال فسلني الفداء ؟ قال : عينيكافقأهما أو جميع ما تملك؟ قال : أمهلني يومي هذا ؟ قال لك ذلك ، قال : فأمسى كئيبا حزينا ، إذ جاءه لقمانوقد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى سيده ، وكان سيدهإذا راه فيسمع منه الكلمة الحكيمة فيعجب منه ، فلما جلس إليه قال لسيده : ما ليأراك كئيبا حزينا ؟ فأعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك ، فأعرض عنه ثم قال لهالثالثة مثل ذلك فأعرض عنه ، فقال له : أخبرني فلعل لك عندي فرجا؟ فقص عليهالقصة، فقال له لقمان : لا تغتم فإن لك عنديفرجا ، قال : وما هو ؟ قال : إذا أتاك الرجل فقال لك : اشرب ما في النهر ، فقل له : اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد ؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين ، فإذا قال لكذلك فقل له : احبس عني المد حتى اشرب ما بين الضفتين ، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنكالمد ، وتكون قد خرجت مما ضمنت له . فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه ،فأعتقه. وسئل: أي علم أوثق في نفسك؟ قال: تركي ما لا يعنيني! وقيل له: أي الناس شر؟! قال: الذيلا يبالي ان يراه الناس مسيئاً.قال له سيده : اذبح شاة ، وأتنيبأطيبها بضعتين فأتاه بالقلب واللسان ، ثم أمره بذبح شاة ، وقال له : ألق أخبثهابضعتين ، فألقى اللسان والقلب ، فقال : أمرتك أنتأتيني بأطيبها بضعتين فأتيتنيباللسان والقلب ، وأمرتك أن تلقي أخبثها بضعتين ، فألقيت اللسان والقلب ، فقال : ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ، ولا شيء أخبث منها إذا خبثا.
حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس بذاك ألم تسمع إلى قول لقمان يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم. متفق عليه
قـــــبره
في معجم البلدان : ذكر أن قبر لقمان بطبرية من المزارات في شرق بحيرتها قبل سليمان بن داود عليهما السلام ، والمشهور انه في بيت لحم في المغارة التي فيها مولد عيسى وفي شرق بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه، وله باليمن قبر وقيل ان قبره بمنطقة غامد بقبيلة بلجرشي في قرية تدعى غيلان بالسعودية والله اعلم بالصحيح منها.
نبذة من كتاب البداية والنهاية لابن كثير (عن لقمان الحكيم)
المشهور عن الجمهور أنه كان حكيما وليا ولم يكن نبيا وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه وهو أشفق الناس عليه فكان من أول ما وعظ به أن قال يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم فنهاه عنه وحذره منه وقد قال البخاري حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس بذاك ألم تسمع إلى قول لقمان يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم رواه مسلم من حديث سليمان بن مهران الأعمش به ثم اعترض تعالى بالوصية بالوالدين وبيان حقهما على الولد وأكده وأمر بالإحسان إليهما حتى ولو كانا مشركين ولكن لا يطاعان على الدخول في دينهما إلى أن قال مخبرا عن لقمان فيما وعظ به ولده يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ينهاه عن ظلم الناس ولو بحبة خردل فإن الله يسأل عنها ويحضرها حوزة الحساب ويضعها في الميزان كما قال تعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة وقال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين وأخبره أن هذا الظلم لو كان في الحقارة كالخردلة ولو كان في جوف صخرة صماء لا باب لها ولا كوة أو لو كانت ساقطة في شيء من ظلمات الأرض أو السموات في اتساعهما وامتداد أرجائهما لعلم الله مكانها إن الله لطيف خبير أي علمه دقيق فلا يخفى عليه الذر مما تراآى للنواظر أو توارى كما قال تعالى وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وقال وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين وقال عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين وقد زعم السدي في خبره عن الصحابة أن المراد بهذه الصخرة الصخرة التي تحت الأرضين السبع وهكذا حكى عن عطية العوفي وأبي مالك والثوري والمنهال بن عمر وغيرهم وفي صحة هذا القول من أصله نظر ثم إن في هذا هو المراد نظر آخر فإن هذه الآية نكرة غير معرفة فلو كان المراد بها ما قالوه لقال فتكن في الصخرة وإنما المراد فتكن في صخرة أي صخرة كانت كما قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان ثم قال يا بني أقم الصلاة أي أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما شرع فيها واجتنب ما ينهي عنه فيها ثم قال وأمر بالمعروف وانه عن المنكر أي بجهدك وطاقتك أي إن استطعت باليد فباليد وإلا فبلسانك فإن لم تستطع فبقلبك ثم أمره بالصبر فقال واصبر على ما أصابك وذلك أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في مظنة أن يعادي وينال منه ولكن له العاقبة ولهذا أمره بالصبر على ذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر الفرج وقوله إن ذلك من عزم الأمور التي لا بد منها ولا محيد عنها وقوله ولا تصعر خدك للناس قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك ويزيد بن الأصم وأبو الجوزاء وغير واحد معناه لا تتكبر على الناس وتميل خدك حال كلامك لهم وكلامهم لك على وجه التكبر عليهم والازدراء لهم قال أهل اللغة وأصل الصعر داء يأخذه الإبل في أعناقها فتلتوي رؤسها فشبه به الرجل المتكبر الذي يميل وجهه إذا كلم الناس أو كلموه على وجه التعظيم عليهم قال أبو طالب في شعره: (وكنا قديما لا نقر ظلامه إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها)
وقال عمرو بن حيي التغلبي : (وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من ميله فتقوما)
وقوله ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ينهاه عن التبختر في المشية على وجه العظمة والفخر على الناس كما قال تعالى ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ثم قال واغضض من صوتك يعني إذا تكلمت لا تتكلف رفع صوتك فإن أرفع الأصوات وأنكرها صوت الحمير وقد ثبت في الصحيحين الأمر بالاستعاذة عند سماع صوت الحمير بالليل فإنها رأت شيطانا ولهذا نهى عن رفع الصوت حيث لا حاجة إليه ولا سيما عند العطاس فيستحب خفض الصوت وتخمير الوجه كما ثبت به الحديث من صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما رفع الصوت بالأذان وعند الدعاء إلى الفئة للقتال وعند الإهلاك ونحو ذلك فذلك مشروع فهذا مما قصه الله تعالى عن لقمان عليه السلام في القرآن من الحكم والوصايا النافعة الجامعة للخهر المانعة من الشر وقد وردت آثار كثيرة في أخباره ومواعظه وقد كان له كتاب يؤثر عنه يسمى بحكمة لقمان.
وأول ما ظهر من حكمته : أنه كان مع مولاه، فدخل مولاه الخلاء فأطال الجلوس، فناداه لقمان، إن طول الجلوس على الحاجة تنجع منه الكبد ، ويورث الباسور، ويصعد الحرارة إلى الرأس، فاقعد هوينا وقم. فخرج مولاه وكتب حكمته على باب الخلاء. وقيل : كان مولاه يقامر، وكان على بابه نهر جار، فلعب يوما بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدى منه ! فقمر سيد لقمان، فقال له القامر : اشرب ما في النهر وإلا فافتد منه ؟ قال فسلني الفداء ؟ قال : عينيك افقأهما أو جميع ما تملك ؟ قال : أمهلني يومي هذا ؟ قال لك ذلك. قال : فأمسى كئيبا حزينا، إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى سيده، وكان سيده إذا راه عبث به فيسمع منه الكلمة الحكيمة فيعجب منه، فلما جلس إليه قال لسيده : ما لي أراك كئيبا حزينا ؟ فأعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك، فأعرض عنه ثم قال له الثالثة مثل ذلك فأعرض عنه، فقال له : أخبرني فلعل لك عندي فرجا ؟ فقص عليه القصة، فقال له لقمان : لا تغتم فإن لك عندي فرجا، قال : وما هو ؟ قال : إذا أتاك الرجل فقال لك : اشرب ما في النهر، فقل له : اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد ؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين، فإذا قال لك ذلك فقل له : احبس عني المد حتى اشرب ما بين الضفتين، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد، وتكون قد خرجت مما ضمنت له. فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه، فأعتقه.
آيات قرآنية بوصايا لقمان لابنه
قال تعالى:"وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تُشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم۞ ووصّينا الإنسانَ بوالديهِ حملتهُ أُمُهُ وَهْناً على وَهْنٍ وفِصَالُهُ في عَامينِ أنِ اشكرُ لي ولِوَالديكَ إليّ المصِيرُ۞ وإِنْ جَاهدَاك على أَنْ تُشرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ علم فَلا تُطِعهُمَا وصَاحِبهُمَا في الدُّنيَا مَعرُوفاً واتّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليّ ثم إليّ مرجِعُكمْ فأُنَبِّئُكم بما كُنتم تعمَلونَ۞ يا بُنيّ إنّها إنْ تَكُ مِثقَال حبّةٍ مِنْ خَردلٍ فَتكنُ فِي صَخْرةٍ أو في السَّماواتِ أو في الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إنّ اللّهَ لطيف خبير۞ يا بُنيّ أقم الصَّلاة وَأْمُر بالمعْرُوفِ وانْهَ عنِ المنكَرِ واصبِرْ على مَا أَصابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزِم الأُمُورِ۞ ولا تصعّر خدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ۞ واقصِدْ فِي مشْيِكَ واغْضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأَصواتِ لصَوتُ الحمِيرِ۞ "لقمان(13-19).
======================================
وهذه بعض من نصائح ومواعظ لقمان :
1-يا بني : إياك والديْن ، فإنه ذلٌ بالنهار ، وهمٌ بالليل .
2- يا بني : كان الناس قديماً يراؤون بما يفعلون ، فصاروا اليوم يراؤون بما لا يفعلون .
3- يا بني : إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه .
4- يا بني : كذب من قال : إن الشر يطفئ الشر ، فإن كان صادقا فليوقد نارا إلى جنب نار فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟ وإلا فإن الخير يطفئ الشر كما يطفئ الماء النار .
5- يا بني : لا تؤخر التوبة ، فإن الموت يأتي بغتة .
6- يا بني : إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك ، وإن كنت على الطعام فاحفظ حلقك ، وإن كنت في بيت الغير فاحفظ بصرك ، وإن كنت بين الناس فاحفظ لسانك .
7- يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ، فإن الله تبارك و تعالى ليحي القلوب بنور الحكمة كما يحي الأرض الميتة بوابل السماء .
8- لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطاً تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.
9- يا بني : احذر الحسد فإنه يفسد الدين ، ويضعف النفس ، ويعقب الندم .
10- يا بني : أول الغضب جنون ، وآخره ندم .
11- يابني : الرفق رأس الحكمة .
12- اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة .
13- يا بني : اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر .
14- يا بني : إياك وصاحب السوء فإنه كالسيف يحسن منظره ، ويقبح أثره .
15- يا بني : لا تطلب العلم لتباهي به العلماء ،وتماري به السفهاء ، أو ترائي به في المجالس .ولا تدع العلم زهاده فيه ورغبة في الجهالة ، فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم ، فإن تك عالما ينفعك علمك وإن تك جاهلا يعلموك ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم .
16- ألا أن يد الله على أفواه الحكماء لا يتكلم أحدهم إلا ماهيأ الله له.
17- اعتزل الشر يعتزلك فإن الشر للشرخلق.
18- إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم.
19- لا تكن أعجز من هذا الديك ، الذي يصوت بالأسحار ، وأنت نائم في الأسحار .
20- عليك بمجالسة العلماء ، و استمع كلام الحكماء ، فإن الله تعالى يحي القلب الميت بنور الحكمة ، كما يحي الأرض بوابل المطر ، فإن من كذب ذهب ماء وجهه ، ومن ساء خلقه كثر غمه ، ونقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم!
21- من يحب المراء يشتم ، ومن يدخل مداخل السوء يتهم ، ومن يصاحب قرين السوء لا يسلم ، ومن لا يملك لسانه يندم .
22- يا بني : لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ! اشكر لمن أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنه لا بقاء للنعمة اذا كفرت ، ولا زوال لها اذا شكرت.
23- يا بني : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء ، وشاور في أمرك العلماء، لا تأكل شبعاً على شبع ، فإن إلقاءك إياه للكلب خير من أن تأكله .
24- يا بني : لا تمارينّ حكيماً ، ولاتجادلنّ لجوجاً ، ولا تعشرنّ ظلوماً ، ولا تصاحبنّ متهما .ً
25- يا بني : إني قد ندمت على الكلام ، ولم أندم على السكوت .
26- يابني : إذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه قبل ذلك ، فإن أنصفك عند غضبه وإلا فأحذره .
27- يا بني : من كتم سره كان الخيار بيده .
28- يا بني : لا تكن حلو فتبلع ، ولا مرّا فتلفظ .
29- يا بني : لكل قوم كلب فلا تكن كلب أصحابك ، قاله لابنه يعظه حين سافر .
30- ليس من شيء أطيب من اللسان والقلب إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا .
31- كن كمن لا يبتغي محمدة الناس و لا يكسب ذمهم ، فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة .
32- عود لسانك أن يقول :اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لاترد!
33- يا بني من كان له من نفسه واعظ ، كان له من الله عز وجل حافظ .
34- اعتزل عدوك ، و احذر صديقك ، ولا تتعرض لما لا يعنيك .
35- ليكن أول ما تفيد من الدنيا بعد خليل صالح امرأة صالحة .
36- ليس غنى كصحة ولا نعمة كطيب نفس
37- لا تجالس الفجار و لا تماشهم ، اتق أن ينزل عليهم عذاب من السماء فيصيبك معهم .
38- يا بني أقم الصلاة ، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور !
39- ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور.
40- واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير!
41- جالس العلماء و ماشهم عسى أن تنزل عليهم رحمة فتصيبك معهم .
42- حملت الجندل و الحديد و كل شيء ثقيل ، فلم أحمل شيئاً هو أثقل من جارالسوء ، وذقت المرار فلم أذق شيئاً هو أمرمن الفقر .
43- لا ترسل رسولك جاهلاً ، فإن لم تجد حكيماً فكن رسول نفسك .
44- يا بني : مثل المرأة الصالحة كمثل التاج على رأس الملك.