نتناول بعض أخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام وبعض الأخلاق التي غاب تطبيقها في واقع الناس إلا من رحم الله ومنها خلق الحياء و الستر والانبساط إلى الناس والسلام و الإنصاف وغيرها من الأخلاق الفاضلة الطيبة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتخلق بها .
1/ الحياء :
هو خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق .
و الحياء من الإيمان ، و الحياء من الخالق و الخلق ، عن أبي بكر رضي الله عنه قال وهو يخطب الناس : يا معشر المسلمين استحيوا من الله فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعاً بثوبي استحياء من ربي .
وعن أبي مسعود رضي الله عنه:قال قال رسول الله ز:[ إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ] رواه البخاري
و
الحياء نوعان
: أ/ خلقاً و جبلة ـ غير مكتسب ـ ومنه قوله ز [ الحياء لا يأتي إلا بخير ]
ب / مكتسب ـ إذا عرف الله وعظمته ـ قال بعضهم : إذا أراد الله بعبده هلاكاً نزع منه الحياء
حياء .النبي
حياء موسى صلى الله عليه وسلم وقصة اغتساله .
• حياء المرأة المسلمة .
ليس من الحياء :
أ / ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
ب / قول الحق و الحكم بالعدل .
ج / التفقه في دين الله تعالى ، وقد بو ب البخاري باب [ مالا يستحيا من الحق للتفقه في دين الله ]
2
/ الستر : وهو : تغطية عيوب المسلم و إخفاء هناته
،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ز : [ لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة ] رواه مسلم .
فالذي لا يكشف ستر الله عليه هو الذي يفوز بستر الله في الآخرة وعفوه وغفرانه ولذا قال عليه الصلاة والسلام :[ كل أمتي معافى إلا المجاهرون ] رواه البخاري ومسلم .
3
/ الانبساط إلى الناس :ولقاؤهم بوجه طليق ،وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول :
بني إن البر شيء هين *** وجه طليق وكلام لين
وقد قال عليه الصلاة والسلام :[ لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ] رواه مسلم
عن عبد الله بن عمر أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال تطعم الطعام و تقرأ السلام على من عرفت و على من لم تعرف . رواه البخاري و مسلم .
وعن النبي صلي الله عليه وسلم قال : [ إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشوا التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام و شهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم ، رواه أحمد .
5 /
الرفق و الحلم :
الرفق لين الجانب بالقول والفعل ، والحلم من عزائم الأمور قال سبحانه [ ولمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور ]
قال صلي الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على ما سواه . رواه مسلم .
وقا ل صلي الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير . رواه مسلم .4
/ إفشاء السلام
: على المعرفة وغير المعرفة ، والسلام شعار هذه الأمة .و قد قيل : الرفق في الأمور كالمسك في العطور .
وقال ز لأشج عبد القيس : إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة . [ و قصة الرسول صلي الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي بال في المسجد ].
ولله در الإمام الشافعي حيث قال :
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلماً *** كعود زاده الإحراق طيباً
ومما يروى في خلق الحلم : أن رجلاً شتم ابن عباس فلما قضى الرجل مقالته قال ابن عباس لمولاه يا عكرمة انظر هل للرجل حاجة فنقضيها فنكس الرجل رأسه و استحيى .
و قصة عمر بن عبد العزيز عندما دخل المسجد في الظلام ووطأ أحد النائمين فقال النائم لعمر أمجنون أنت فقال عمر بكل حلم:لا .
6
/ الإنصاف: والإنصاف عزيز خاصة في هذا الزمان ، قال سبحانه وتعالى : [ و إذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ] وقال سبحانه [ ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ]
قال صلي الله عليه وسلم:إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم وما ولوا . رواه مسلم
7 / نبذ دعوى الجاهلية والعصبية للجنس و اللون و الوطن :
قال تعالى [ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ]
قال الشاعر : ليس لي وطن وطين *** موطني حق و دين إنه نور مبين *** إنه بالله أكبر
وقول الآخر : وطني الإسلام لا أفدي سواه *** و بنوه أين كانوا إخوتي
مصر و الشام و نجد ورباه *** مع بغداد جميعاً أمتي
8 /
المواساة بفضول الأموال :
قال سبحانه [ و آتوهم من مال الله الذي آتاكم ]
قال صلي الله عليه وسلم : من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له . رواه مسلم قال أبو سعيد : فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل .
9 /
وضع الدين [ المسامحة بالدين ]: قال تعالى [ و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ]
و إليكم أجر من أنظر معسر أو وضع عنه دينه :
أ / أجر الصدقة .
ب / التيسير عليه في الدنيا و الآخرة .
ج / النجاة من كرب يوم القيامة
د / أن يتجاوز الله عنه و يعفو عنه
./
التذمم للصاحب
:
وذلك ببث الهموم و الغموم للصديق الصاحب وهذا قل في هذا الزمان ،
قال حذيفة رضي الله عنه : سيأتي على الناس زمان لا يكون في شيء أعز من ثلاث : أخ تستأنس به أو درهم حلال أو سنة يعمل بها .
صديق ليس ينفع يوم بؤس *** قريب من عدو في القياس
و ما يبقى الصديق بكل عصر *** و لا الإخوان إلا للتأسي
عبرت الدهر ملتمساً بجهدي *** أخا ثقة فألهاني التماسي
تنكرت البلاد ومن عليها *** كأن اناسها ليسوا بناسي
والعلماء حذروا من الصديق المتلون الذي لا يعرفك إلا عند الحاجة .
و لا خير في ود امرئ متلون *** إذا الريح مالت مال حيث تميل
و ما أكثر الإخوان حين تعدهم *** ولكنهم في النائبات قليل
11
/ صدق الوعد
: قال سبحانه : [ و عد الله ومن أصدق من الله قيلا ]
و إخلاف الوعد من صفات المنافقين كما قال صلى الله عليه وسلم : وإذا وعد أخلف .