أهلآ بالشهر المتوهج محبة وخيرآ وعطاء وعبادة
وخشوعآ وتوبة وندمآ ومغفرة ورحمة
هذا هو ترحيب المؤمنيين المتلهفين لرمضان
واهلآ بالشهر المتوهج أكلآ وسهرآ ودردشة وتسلية ومسلسلات
ومسابقات تلفزيونية وإذاعية وصحافية
وهذا ترحيب كثير من المسلمين المتلهفين لرمضان ايضآ
وأهلآ رمضان شهر الإجازات وتأجيل المعاملات
والتكشير والعصبية والدوام المتأخر والخروج المبكر
وهذا ترحيب كثير من الموظفين
وأهلآ رمضان شهر الإجازة السنوية والنوم حتى الظهر
والخروج للمراكز والاسواق بعد العشاء
وهذا ترحيب الموظفات المدمنات على الماكياج والموضه
وأهلآ شهر التوبة :وهذا ترحيب بعض الطلبة
يأتي رمضان في شكل أسواق عدة في سوق واحدة
مهرجانات عدة في مهرجان واحد فهو سوق لمن تجارته الدين الخالص لوجه الله تعالى وسوق للمحطات التلفزيونيه وشركات
الإنتاج وسوق للفنادق والخيام الرمضانية وسوق للمقاهي وسوق
لتجار المواد الغذائية وسوق للمطاعم الملتزمة وسواها
وسوق لمن يبحث عن محال ومراكز الطاعة وسوق للتنافس
في حفظ وتلاوة القرآن وسوق للعلاقات الاجتماعية وسوق لمن
يريد الوصول إلى هدف دنيوي وسوق كبيرة مفتوحة للمتاجرين
بالدين ( وما اكثرهم هذه الأيام ) وسوق للغشاشين والطماعين
والمقتنعين وكل هولاء مفروزون ومعروفون وأسواقهم واضحة
وعلى الرغم من الفرحة الظاهرة على وجوه المسلمين
بقدوم الشهر الفضيل إلا أن هناك منهم من يتظاهر بسعادته
لمجيء الشهر وهو في قرارة نفسه متضايق منه لأنه يغير
في برنامج حياته الذي اعتاده ولأنه يحمله مشقة الصوم
الذي يؤديه مجبورآ حتى لايحرج أمام أهله وأبنائه وأنه
إذا لم يؤده فسوف يتعبه ضميره وهناك قلة من الناس
يهربون من رمضان الى دول أجنبية وموعد رحيلهم السنوي
معروف وينتهي ليلة العيد والبعض يسحب معه العيد كذلك
وكأن رمضان مرتبط بحدود الدول الإسلامية
كما أن بعض الناس يحاول أن يتذاكى على الله سبحانه وتعالى
فيمرض أو يتمارض في رمضان حتى لايصوم وبعد ذلك يؤجل قضاء الدين الذي عليه حتى يأتي أجله ويقضي الله عليه
والبعض من المسلمين الجغرافيين يتظاهر با لصوم أمام الناس
وهو مفطر في بيته وذلك لعدم قناعته بالصوم ويحتاج إلى من
يقنعه بأهمية أركان الإسلام والتشريعات الإسلامية عمومآ
ولكنه لا يقتنع أبدآ مهما حاولت معه ليس لأنه حمار، بل لأنه لا يؤمن أساسآ بالصوم وسوى الصوم
ولأن رمضان أهم الأسواق قاطبة على مدار العام فأن الإستعدادات
تبدأ لقدومه بمجرد رحيله ينتهي عيد الفطر ويبدأ أصحاب الأسواق بوضع أفكارهم للسنة المقبلة
والكل يربح في رمضان حتى أولئك الدنيويون الذين نراهم خاسرين فهم في أعماقهم يشعرون بالرضا لما حققوا من مكاسب
ولو كانت آنية وليس لها مردود أخروي أو حتى كان مردودها الأخروي سلبيآ
لرمضان عناوين كثيرة وكبيرة وأعتقد أن من عناوينه الجميلة
شهر الحســــاب حيث يتعين على كل مسلم أن يحاسب نفسه
وماذا فعل خلال الشهور المنصرمة
وماهي أخطاؤه ومن هم الذين أخطأ في حقهم ليطلع
في النهاية بنتيجة مؤداها تصحيح الأخطاء أو الكف
عن الاستمرار فيها وتلافيها مستقبلآ
هل ظلمت ؟ هل سرقت ؟ هل جرحت ؟ هل قطعت رحمآ ؟
هل أغضبت إنسانآ ما ؟ هل أسأت إلى أحد ؟
هل وهل وهل ؟
بـــدأ شهر التوبة والتصحيح والتسامح
فمـــاذ نحــن فــاعلون ؟
كــل سنة وانتم طيبين