الرد الصحيح فيمن استدل أن نوح عليه السلام دعا على قومه
قال تعالى : ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً ).
نبينا نوح عليه السلام لم يدعوا عليهم حتى أوحى الله اليه أنه لن
يؤمن من قومك إلا من ءامن قال تعالى( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ
مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ ).
ويقول الشيخ العلامه المفسر محمد الشنقيطي في كتابه
( أضواء البيان)
(( قوله تعالى : ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ
دَيَّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً ).
في هذه نص على أن نبي الله نوحاً طلب من الله إهلاك من على الأرض جميعاً ،
مع أن عادة الرسل الصبر على أممهم ، وفيه إخبار نبي الله نوح عمن
سيولد من بعد ، وأنهم لم يلدوا إلا فاجراً كفاراً ، فكيف دعا على
قومه هذا الدعاء وكيف حكم على المواليد فيما بعد ؟
والقرآن الكريم بين هذين الأمرين :
أما الأول : فإنه لم يدع عليهم هذا الدعاء إلا بعد أن تحدوه ويئس
منهم ، أما تحديهم ففي قولهم : ( يا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ
جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَآ ).
وقوله : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ
وَازْدُجِرَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنُّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ).
وأما يأسه منهم فلقوله تعالى : ( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن
قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ ).
وأما إخباره عمن سيولد بأنه لن يولد لهم إلا فاجر كفار ، فهو من
مفهوم الآية المذكورة آنفاً ، لأنه إذا لم يؤمن من قومه إلا من قد
آمن ، فسواء في الحاضر أو المستقبل . ))
وجزاكم الله خيراً.