بعد ان أرهب الصهاينة وحلفاءهم ، كل شعوب العالم بعدم توجيه اى نقد الى (إسرائيل) خوفا من الاتهام بمعاداة السامية أو ما يسمى باللاسامية .
نجحوا فى العقود الأخيرة بجبروتهم فى نشر ثقافة معاداة فلسطين أو اللا فلسطينية ، بمعنى تجريم و مطاردة كل ما هو فلسطينى
فأصبح الفلسطينى حتى فى وطنه العربى مشروع ارهابى الى ان يثبت العكس .
وأصبحت المقاومة محرمة ومجرمة ومطاردة ومعزولة ومنبوذة .
ولا يجرؤ أحد على الدفاع عنها أو دعمها الا فى السر .
ولا يجرؤ أى مسؤول عربى على الحديث عن ارض فلسطين التاريخية ، أو عن عدم مشروعية دولة إسرائيل أو بطلان وعد بلفور وقرار التقسيم .
وعندما ثارت الشعوب العربية فى كل مكان ، فأرادت فلسطين ان تلحق بهم فبما يسمى بالانتفاضة الثالثة ، أشاح الجميع بوجوههم بعيدا !!
* * *
ولقد تجلت ظاهرة معاداة فلسطين فى ابرز صورها فى مسألة استمرار حصار غزة و إغلاق معبر رفح .
فحتى حين قررت وزارة الخارجية المصرية بعد الثورة فتح المعبر ، فإنها قيدت حركته بعدد من الضوابط غير المطبقة على اى معبر آخر فى مصر ، منها منع من يسمونهم بالمدرجين أمنيا (القوائم السوداء) من العبور على وجه الإطلاق ، والذين لا نعلم بالتحديد من الذى أدرجهم ، ووفقا لأى معايير وهل لذلك علاقة بالتنسيق الأمنى بين مصر واسرائيل
كما أنه ليس كل من تنطبق عليه الشروط المصرية يسمح له بالعبور ، بل يتم إعادة كثير من المسافرين ورفض عبورهم بدون إبداء أسباب .
ولا زال منع دخول السلع والبضائع عبر معبر رفح قائم ، لإصرار إسرائيل على عبورها من معبر كرم ابو سالم (كيريم شالوم) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية حتى يحتفظوا بالتحكم فى لقمة عيش غزة وقوت أهلها .
وعندما غضبت إسرائيل وتوعدت ، انعكس ذلك فورا على المعبر ، فعادت القيود !
ومن مؤشراتها أن إخواننا فى غزة لا يزالون يستغيثون بنا كل يوم ، بينما قادة إسرائيل توقفوا عن الشكوى والتهديد والوعيد !؟
وقد لا يعلم الكثيرون ان هناك الآن أزمة مكتومة بين الجانبين المصري والفلسطيني ، لا يرغب أحدا فى الإعلان عنها حفاظا على شعرة معاوية .
* * *
قارن ذلك بحرية اليهود الصهاينة فى دخول سيناء والتجول فيها لمدة 15 يوم بدون تأشيرة .
مع العلم ان كل الشر والضرر والتجسس والتخريب والفتن لا تأتى الا من إسرائيل
فلم نسمع أبدا عن جاسوس فلسطيني
ولكن رغم ذلك نعاملهم على الدوام معاملة المشتبه فيهم حتى بعد الثورة .
* * *
وحتى شباب الثورة وشيوخها ، أصبح الحديث عند معظمهم ، عن فلسطين أو عن العدو الصهيوني أو عن سوءات كامب ديفيد هو حديث مكروه وثقيل الظل وخارج السياق والأولويات .
* * *
ان ظاهرة "معادة الفلسطينية" أصبحت ظاهرة عامة ، لا تقتصر على فلسطين والفلسطينيين و المقاومة الفلسطينية فقط ، بل امتدت الى كل أنصار فلسطين وأعداء المشروع الصهيونى فى مصر والوطن العربي .
وهى ظاهرة غير مبدئية وغير وطنية بالإضافة الى انها خطيرة ومضللة و مدمرة وعنصرية ، يقف وراءها من الخارج الصهاينة والأمريكان ، ويدعمها فى الداخل عقدة الخوف المزمن من إسرائيل ، تلك العقدة التى قام بزرعها داخلنا النظام الساقط وإخوته من النظم التى لم تسقط بعد .
* * * * *