فى البدء معلومه مهمه للجميع.. الاقصى هو كل ما هو داخل السور. ..
المسجد الأقصى ثاني مسجد وُضِعَ في الأرض بعد المسجد الحرام فقد روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وُضِعَ على الأرض قال: "المسجد الحرام". قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت كم بينهما؟ قال: "أربعون عاماً، ثم الأرض لك مسجد، فحيثما أدركتك الصلاة فَصَلِّ".
فالمسجد الأقصى المبارك هو الساحة الكبيرة شبه المستطيلة الواقعة فوق هضبة موريا في الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وهذه الساحة المسورة أغلبها مكشوف، باستثناء عدة أبنية مقامة داخلها، أهمها الجامع القبلي، وقبة الصخرة فضلا عن عدة مصليات وقباب أخرى، وأسبلة مياه، ومواضئ، وآبار وغيرها مما يقع داخل السور.(1)
والثابت أن المسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد وضع في الأرض وذلك بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وهذا يدل على أنه لم يقم قبله كنيس ولا هيكل ولا أي مبنى لعبادة غير الله. ويرجح أن يكون آدم عليه السلام هو أول من بناه، وعمره النبيون بعده، ومنهم إبراهيم عليه السلام - الذي جدد أيضا بناء المسجد الحرام، وسليمان عليه السلام حيث جدد بناء المسجد الأقصى المبارك ودعا لمن صلى فيه، ثم تم تجديد بناء المسجد على الشكل الحالي بعد الفتح الإسلامي، غير أنه ليس هناك نص ثابت في أول من بنى المسجد الأقصى، ولكن لاخلاف أنه كان في الزمن الذي بُني فيه المسجد الحرام، وأن المسجد الأقصى بنته الأنبياء، وتعاهدته.(2)
وورد في سنن النسائي (2/34) - بإسناد صحيح قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/408)- ما يدل على أن سليمان بنى المسجد الأقصى، وفي هذا إشكال لأن بين إبراهيم عليه السلام الذي رفع قواعد البيت الحرام وبين سليمان عليه السلام ألف عام.
وأجاب ابن الجوزي والقرطبي عن هذا الإشكال، وارتضاه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/408-409) بأن إبراهيم وسليمان عليهما السلام جدَّدا بناءهما لا أنهما أول من بنى المسجدين.(3)
وعليه فإن المسجدالأقصى لا يُدرى من بناه، وأنّ سليمان جدّد بناءه، ولم يثبت عن النبي شيء في تعيين بنائه.
من فضائل المسجد الأقصى:
أن النبي أسري به إليه، وعُرج به منه إلى السماء قال تعإلى :سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله .
وأنه في أرض مباركة قال تعإلى: ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين .
وفي مسند أحمد (6/463) وسنن ابن ماجه (1/429) عن ميمونة مولاة النبي قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس فقال : “أرض المنشر والمحشر ائتوه فصلوا فيه”.
وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا يجوز شد الرحال إلا إليها ففي الصحيحين عن النبي : “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي”.
وهو أولى القبلتين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليه في بداية فرض الصلاة، ثم أمر بالتحول إلى الكعبة. (4)
أسماؤه:
للمسجد الأقصى أسماء متعددة، تدل كثرتها على شرف وعلو مكانة المسمى وقد جمع للمسجد الأقصى وبيت المقدس أسماء تقرب من العشرين أشهرها كما جاء في الكتاب والسنة المسجد الأقصى، وبيت المقدس، وإيلياء.
وقيل في تسميـته الأقصى لأنه أبعد المساجد التي تُزار، ويُبتغى بها الأجر من المسجد الحرام، وقيل لأنه ليس وراءه موضع عبادة، وقيل لِبعده عن الأقذار والخبائث.(5)
حدوده:
يعتقد الكثيرون أن المسجد الأقصى هو فقط الجامع المبني جنوبي قبة الصخرة، وهو الذي تقام فيه الصلوات الخمس الآن، وحقيقة الحال أن المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد وهو ما دار عليه السور وفيه الأبواب والساحات الواسعة، والجامع وقبة الصخرة، والمصلى المرواني، والأروقة والقباب، والمصاطب، وأسبلة الماء، وغيرها من المعالم، وعلى أسواره المآذن.
والمسجد كله غير مسقف سوى بناء قبة الصخرة والمصلى الجامع الذي يُعرف عند العامة بالمسجد الأقصى وما تبقى فهو في منزلة ساحة المسجد. وهذا ما اتفق عليه العلماء والمؤرخون، وعليه تكون مضاعفة ثواب الصلاة في أي جزء مما دار عليه السور، وتبلغ مساحته: 140900 مترا مربعا.
و يخطئ الناس بإطلاق اسم “الحرم القدسي الشريف” على المسجد الأقصى المبارك، وإطلاق اسم “المسجد الأقصى” على الجامع القبلي، لأنهم بذلك يقصرون المسجد الأقصى المبارك على جزء صغير منه فقط، مما يسهل التفريط في الأجزاء الأخرى، ويمهد الطريق أمام المحاولات الصهيونية لتقسيم الأقصى، لا قدر الله! إضافة إلى ذلك، فإن هذا اللفظ، الذي يقصد منه التشريف، خطأ شرعا، لأن في الإسلام حرمان فقط باتفاق العلماء هما حرما مكة والمدينة.
فالمسجد الأقصى اسم لجميع المسجد . . . وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب في مقدمته والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذين يصلون إليها، فأمر عمر بإزالة النجاسة عنها، وقال لكعب: أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين؟ فقال: خلف الصخرة، فقال: يا بن اليهودية ! خالطتك اليهودية ، بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد.
ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية . ) اهـ .(6)
بنـاؤه :
بعد وفاة رسول الله ، واستقرار الخلافة للصديق أبي بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله وكان قد سمع من رسول الله أنه قد بشر بفتح بيت المقدس: أعدد ستاً بين الساعة : "قال ثم فتح بيت المقدس".
فحرص أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، بعد الانتهاء من حرب الردة أن تكون ديار المسجد الأقصى من أول البلاد المفتوحة ، فوجّه لها أربعة جيوش ، وأمر خالد بن الوليد – وكان بالعراق ولم تفتح بعد – أن يلحق بالجيوش ، المتجه إلى بلاد الشام ، وقد عقد ابنُ عساكر في تاريخ دمشق باباً تحت عنوان “ ذكر اهتمام أبى بكر الصديق رضي الله عنه بفتح الشام وحرصه عليه “ .
ولكنه تم فتح القدس أيام عمر بن الخطاب سنة 15 هـ حيث كان من أخر المعاقل التي تحصن فيها الروم وحرصوا على بقائها في أيديهم ، لمِا لها من القداسة في النفوس ، وجاء عمر إلى القدس بنفسه ، بناءً على رغبة أهل القدس المحاصرين ليكتب لهم العهد ، ويتسلم مفاتح القدس .ومجيء عمر لاستلام القدس وبيت المقدس ، له دلالة على منزلة المسجد الأقصى وبيت المقدس في نفوس المسلمين.(7)
المُصَلَّى الجامع:
ويطلق عليه الناس "المسجد الأقصى"، وهو ذلك الجامع المبني في صدر المسجد الذي بُني به المنبر والمحراب الكبير، والذي تُقام فيه الصلوات الخمس والجمعة، وتمتد الصفوف إلى خارج الجامع في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وهو داخل أسوار المسجد الأقصى وكان قديماً إذا أطلق اسم المسجد الأقصى فإنه يراد به كل ما دار عليه السور واحتواه، وأما حديثاً فالشائع بين العامة إطلاق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة المسجد الأقصى.
وهو المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك، يطلق عليه الناس تجاوزا اسم "المسجد الأقصى المبارك"، ولكنه فقط الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى الأقرب للقبلة، ومن هنا جاءت تسميته بـ"القبلي". وهو موضع صلاة الإمام في المسجد الأقصى المبارك، ومكان المنبر والمحراب الرئيسيين.
شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي وأتمه ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 705 م، يبلغ طوله من الداخل 80 م، وعرضه 55 م، ويقوم الآن على 53 عموداً من الرخام، و49 سارية مربعة من الحجارة، وفي صدر الجامع القبة، وللجامع أحد عشر باباً: سبعة منها في الشمال في واجهته وأوسطها أعلاها، وباب واحد في الشرق، واثنان في الغرب وواحد في الجنوب.
وعندما احتل الصليبيون القدس غيروا معالم المسجد، فاتخذوا جانباً منه كنيسة، وجانباً آخر مسكناً لفرسانهم ومستودعاً لذخائرهم. ولما حرر صلاح الدين الأيوبي القدس أمر بإصلاح الجامع وإعادته إلى ما كان عليه قبل الاحتلال الصليبي، وأتى بالمنبر الرائع الذي أمر نور الدين محمود بن زنكي بصنعه للمسجد الأقصى من حلب، ووضعه في الجامع ليقف عليه الخطيب في يوم الجمعة.
وبقي هذا المنبر إلى أن أحرقه اليهود في 11/8/1969م عندما حرقوا الجامع، ويسعى اليهود اليوم لتخريب الجامع بعد حرقه بالحفريات حوله وتحته بزعم البحث عن آثار الهيكل.
عدل سابقا من قبل admin في الإثنين نوفمبر 14, 2011 10:51 am عدل 2 مرات