شاي أخضر
أعشاب طبية ( Medical Herbs )
الشاي الأخضر
الشاي شجرة صغيرة اسمها العلمي Camellia Sinensis تتبع الفصيلة الكاميلية، وقد يصل ارتفاع شجرته إلى عشرة أمتار.
أوراقها رمحية جلدية ذات حواف مسننة وتحتوي على غدد زيتية، أما أزهارها فهي بيضاء أو قرمزية تتطور إلى علبية في كل منها ثلاث بذور بحجم حبة البندق، أما الجزء المستعمل منها فهو الأوراق.
ويعتقد أن الموطن الأصلي لشجرة الشاي هو جنوب شرق آسيا وخاصة الصين.
يحصل على الشاي من أوراق نبات الشاي، حيث تفرد الأوراق بعد جمعها في طبقات رقيقة على شبكة من السلك أو الخيش للتخلص من الماء الزائد، ثم توضع في آلة دوارة، تفتت الأوراق الجافة، ثم تنخل وتؤخذ القطع الصغيرة إلى حيث عملية الأكسدة (التخمر)، وفيها يفقد الشاي اللون الأخضر، ويصبح داكن اللون، ثم يجفف بعد ذلك في أفران خاصة ويصنف في عبوات خاصة.
أما الشاي الأخضر، فإن الأوراق تعامل بالبخار لإيقاف تأثير ما فيها من أنزيمات، ثم تجفف مباشرة، فتظل محتفظة بالمادة الخضراء (الكلوروفيل) التي تكسب الشاي اللون الأخضر المعروف.
وفي بحث حديث تبين أن أوراق الشاي الأخضر تحتوي على عدد من الفيتامينات هي مجموعة فيتامينات K, B, D والكاروتينات طلائع فيتامين A وفيتامين E وفيتامين C الذي تعادل كميته في برتقالة متوسطة صغيرة من أوراق الشاي الأخضر الجاف كميته في برتقالة متوسطة الحجم.
أما أهم العناصر المعدنية المتوافرة في الشاي الأخضر فهي الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والنحاس والزنك والفلور والسيلينيوم والأسترونتيم. كما أنه يوجد في الشاي الأخضر عشرون حمضاً أميناً من أهمها ثلاثة أحماض هي الثيانين Theanine الذي لا يوجد إلا في الشاي وله دور في رفع كفاءة الأدوية المضادة للسرطان، والحمض الأميني Butylated Hydroxyanisolei الذي يمنع تصلب الشرايين، والحمض الأميني Amino butyric acid – r الذي يخفض الضغط الشرياني المرتفع.
وتعود الأهمية الطبية للشاي الأخضر إلى احتوائه على البوليفينولات Polyphenols التي تشتمل على المواد التالية:
- أبيكاتشين Epicatchin = EC
- ابيكاتشين جاليت Epicatchin gallate = ECG
- ابيجالوكاتشين Epigallo catechin = EGC
- ابيجالوكاتشين جاليت Epigallocatechin gallate = EGCG
ولهذه المركبات التي تسمى كاتشينات Catechins مفعول مضاد للأكسدة Antioxidant مثل فيتامين (C) وفيتامين (E) والبيتاكاروتين والسلينيوم والزنك، وهي تحمي الحمض النووي DNA من تأثير المواد المسرطنة والجذور الحرة Free radicals وقد وجد أن المركب EGCG أقوى بمائة مرة في مقاومة التأكسد من فيتامين (C) وأقوى بخمس وعشرين مرة من فيتامين (E).
والاعتقاد السائد لدى بعض العلماء أن البوليفينولات Polyphenols الموجودة بالشاي تمنع أيضاً تشكيل النيتروزامينات المسرطنة وتحيد فعالية المواد المسرطنة الأخرى وذلك من خلال الحيلولة دون وصول هذه المواد إلى مستقبلاتها في الخلية، ومن ناحية أخرى تعمل البوليفينولات وبالتحديد الأبيجالوكاتشين جاليت EGCG على تنظيم وضبط عمل الأنزيم Ornthine Decarboxylase = ODC المسؤول عن تكاثر الخلايا السليمة بشكل عام والمصابة بالسرطان بشكل خاص وبناء على ذلك فإن وجود عوامل مثبطة لهذا الأنزيم يؤدي إلى وقف نمو الورم السرطاني ومنع تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية. كما أنه قد اكتشف أخيراً أن الكاتشينات Catechins تثبط أيضاً عمل الأنزيم الأوركاينيز Urokinase المسؤول المباشر عن نمو وتكاثر الخلايا السرطانية.
وقد استطاع العلماء التعرف على آلية عمل مضادات الأكسدة Antioxidants ومضادات السرطان سابقة الذكر بعد إجراء مئات التجارب والأبحاث العلمية والمخبرية والسريرية ومن خلال عدد كبير من الملاحظات والدراسات الميدانية منها ما يلي:
• لقد وجد الباحثون في جامعة أوهايو الأمريكية أن المركب EGCG يقضي على الخلايا السرطانية الموجودة في أنسجة بشرية مأخوذة من الجلد والجهاز الليمفاوي والبروستات دون إلحاق أي أذى بالخلايا السليمة.
• جرى تعريض مجموعتين من الفئران إلى العناصر المسرطنة الموجودة في تبغ السجائر تحت ظروف مخبرية متشابهة تماماً لكن أضيف إلى علف إحدى المجموعتين خلاصة الشاي الأخضر فكانت النتيجة انخفاض نسبة الإصابة بالسرطان بمعدل 45% عند الفئران التي احتوى علفها على خلاصة الشاي الأخضر.
• لاحظ الباحثون في اليابان أن نسبة الإصابة بالسرطان في سكان مدينة شيزوكا منخفضة جداً مقارنة مع باقي المدن اليابانية وقد فسر الباحثون ذلك على أساس أن سكان هذه المدينة اليابانية يكثرون من شرب الشاي الخضر ويضيفون خلاصته إلى معاجين الأسنان، والعلكة والشامبو والمشروبات الأخرى.
• نشر المعهد الوطني الصيني للسرطان في شنغهاي بحثاً جاء فيه أن الأشخاص الذين يشربون كوباً من الشاي الأخضر أسبوعياً لمدة سنة أشهر أو أكثرهم أقل إصابة بسرطان المريء من الأشخاص الذين لا يشربونه.
• بعد إجراء دراسة إحصائية في اليابان وجد الباحثون أن نسبة إصابة المدخنين اليابانيين بسرطان الرئة هي أقل بكثير من نسبة المدخنين الأمريكيين مع أن اليابانيين أكثر استهلاكاً للسجائر من الأمريكيين.
• ويعتقد الباحثون أن تناول اليابانيين مقادير كبيرة من الأسماك والشاي الأخضر من أهم الأسباب التي تقيهم من الإصابة بهذا النوع من السرطان.
• جاء في دراسة أجراها الباحث إيمي K.Imai وزملاؤه من مركز أبحاث السرطان سيتاما Sitama نشرتها مجلة سانكل Sankel في مارس 1966 أن الأشخاص الذين يشربون الشاي الأخضر هم أقل تعرضاً لسرطان الرئية بمعدل 64% ولسرطان الأمعاء الغليظة بمعدل 50% ولسرطان المعدة بمعدل 20%.
والشاي الأخضر يفيد في علاج عدد كبير من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع كولسترول الدم، والقرحة والفشل الكلوي وهشاشة العظام ويحمي الدماغ من الجلطات وغيرها من الأمراض.
وقد تبين من الدراسات التي أجريت على شعوب العالم أن شريبي الشاي الأخضر هم أقل احتمالاً من غيرهم بأن يصابوا بسرطان البنكرياس والقولون/ الشرج.
كما أنه في الدراسات على حيوانات مخبرية تبين أن الشاي الأخضر يحمي من عدة أنواع من السرطان بما في ذلك سرطان المريء والمستقيم والمرارة والسرطان الباطني الرحمي.
أضف إلى ذلك أن الشاي الأخضر مصدر جيد لمادة فلوريد التي تحارب نخر الأسنان.
لقد اعتادت معظم الشعوب على تناول الشاي الأسود لمذاقه الطيب ولونه المحبب، وبذلك يخسرون معظم الفوائد الغذائية والطبية المتوافرة في الشاي الأخضر. وذلك لأن عملية تخمير أوراق الشاي الأخضر لتحويلها إلى الشاي الأسود تسبب أكسد الكاتشينات وتلف معظم الفيتامينات وتكون مواد جديدة أقل منفعة وأكثر ضرارً، وكمثال ترتفع نسبة الكافيين في الشاي الأسود إلى أكثر من 63.5% وتنخفض فعالية وتأثير الكاتشينات بنسبة 90%.
تحضير وتناول الشاي:
من أجل تحقيق الحد الأقصى من الفائدة الطبية والغذائية من الشاي الأخضر يجب الامتناع عن غليه، بل ينبغي تسخين الماء حتى درجة الغليان ثم إضافة الشاي الأخضر الجاف بمعدل ملعقة صغيرة لكل كوب وتركه منقوعاً مدة 3 – 5 دقائق. وينصح بتناول (6 – 10) أكواب يومياً لمعالجة الأمراض السالفة الذكر، ويكفي تناول كوب أو كوبين يومياً للوقاية من الأمراض خصوصاً الجلطات الدموية.
والجدير بالذكر أن إضافة الحليب إلى الشاي الأخضر يؤدي إلى إبطال فعالية الكاتشينات وذلك بسبب تشكل مركبات جديدة غير قابلة للامتصاص في الأمعاء.