كثيرة ٌ هيَ هذهِ القلوب
رغمَ أنها تختلفُ كثيراً في سببِ البكاء
إلا أن جميعها متشابهة لما تحملهُ من الألم والحزنِ والضياع
فهناكَ أمٌ تبكىي أطفالها المفقودينْ
تتذكرهمْ في كلّ وقتٍ وحينْ
فلقدْ كانوا ضحية ً للصهاينةِ المُـعتدينْ
الذين مزقوا قلوبَ الملايينْ
تبكي وتنتحبُ وتدعو ربها
اللهمّ اجعلني منَ الصابرينْ
وفى جانب ٍ آخرَ هناكَ يبكي مسكينْ
فلا يجدُ ما يطعمُ أطفالهُ الجائعينْ
فقلبهُ يتمزقُ ويزيدُ به الأنينْ
يخافُ الحرامَ ويخشى أن يصبحَ من الطاغينْ
ويتمنى من الله أن يعينهُ أحدُ المحسنينْ
وفي زاوية ٍ أخرى أمّ تبكي شبابها الجاحدينْ
فبرغم ِ ما قدمتهُ لهمْ من رعاية ٍ وحنينْ
كانَ شكرهمْ لها بتركها في دار للمسنّينْ
فلا يزورونها ويتعللونَ أنهم مشغولينْ
ورغمَ كلّ هذا فهيَ لهمْ من الداعيينْ
ربّ اجعلْ أبناءها بها بارينْ
ولا تشمتْ بهمْ قلوبَ الحاسدينْ
وفى مكان ٍ آخرَ يستلقي أحدُ الطامعينْ
يبكي وقدْ أتعبهُ الأنينْ
فلقدْ ابتلاهُ ربهُ بمرض ٍ مهينْ
جعلهُ مذلولاً واختفى منْ حولهِ المُـحبينْ
يبكي ليتني لمْ أكنْ منَ العاصينْ
ربّ ارزقني العافيةَ لأنصرَ المظلومينْ
وأردّ الحقوقَ للمساكينْ
وفي زاويةِ إحدى الطرقاتِ يبكي طفلٌ يتيمْ
فلقدْ كانَ في الدراسةِ من المتفوقينْ
وبعدَ رحيل والدهِ أصبحَ من العاملينْ
ليعينَ والدتهُ ويبعدَ عنها الطامعينْ
يشتاقُ لحديثِ المعلمينْ
ولمراجعةِ الدروسِ معَ أصدقائهِ النشطينْ
وعلى سجادة ِ الصلاة ِ منْ يبكي خشية َ ربّ العالمينْ
استيقظ َ في جوف الليل وكانَ من القائمينْ
يركعُ ويسجدُ وهو من الخاشعينْ
يبكي لعلّ الله يقبلهُ في التوابّـينْ
ويرزقهُ مرافقة َ خير ِ المرسلينْ
ويكونَ منْ أصحاب ِ جنّـات ٍ وحور ٍ عينْ
ومازالَ هناكَ الكثيرُ منَ القلوب الباكية