أيا عبد
ايا عبد كم يراك الله عاصيا
حريصا على الدنيا وللموت ناسيا
أنسيت لقاء الله واللحد والثرى
ويوما عبوسا تشيب فيه النواصيا
لو ان المرء لم يلبس ثيابا من التقى
تجرد عريانا ولو كان كاسيا
ولو ان الدنيا تدوم لأهلها
لكان رسول الله حيا وباقيا
ولكنها تفنى ويفنى نعيمها
وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي
بك استجير
بك استجير ومن يجير سواك
فأجر ضعيفا يحتمى بحماك
انى ضعيف استعين على قوى
ذنبي ومعصيتي ببعض قواك
اذنبت يا ربي وقادتنى ذنوب ما لها من غافر الاك
دنياى غرتنى وعفوك شدنى
ما حيلتى في هذه او ذاك
لو ان قلبى شك لم يكن مؤمنا بكريم عفوك
ما غوى وعصاك
رباه ها انا ذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلى هداك
رباه قلب تائب ناجاك
اترده وترد صادق توبتى
حاشاك ترفض تائبا حاشاك
فليرضى عنى الناس او فليسخطوا
انا لم اعد اسعى لغير رضاك
ايا من يدعى
ايا من يدعى الفهم
الى كم يا اخى الوهم
تتبع الذنب بالذنب
وتخطى الخطأ الجم
اما بان لك العيب
اما آذرك الشيب
وما في نصحه ريب
اما نادى بك الموت
اما اسمعك الصوت
اما تخشى من الفوت
فتحطاط وتهتم
فكم تسير في السهو
وتختال من الزهو
وتنفض الى اللهو
كان الموت ما عم
كأنى بك تنحط
الى اللحد وتنغط
وقد اسلمك الرهط
الى اضيق من سم
هناك الجسم ممدود
ليسـتأكله الدود
الى ان ينخر العود
ويمسى العظم قد رم
فزود نفسك الخير
ودع ما يعقب الضير
وهيئ مركب السير
وخف من لجة اليم
لذا اوصيك يا صاح
وقد بحتك من باح
فطوبى لفتى راح
بأداب محمد يهتم
يا نفس
يا نفس قد ازف الرحيل
واظلك الخطب الجليل
فتأهبي يا نفس
لا يلعب بك الامل الطويل
فلتنزلن بمنزل ينسى الخليل به الخليل
وليركب عليكي فيه من الثرى ثقل ثقيل
قرن الفناء بنا جميعا
فما يبقى العزيز ولا الذليل