قصة قصيرة
ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪ ﺍﻋﺠﺒﺘﻬﻢ
ﻟﻴﻤﺎﺭﺳﺎ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺣﻤــﺎﺭﺍ ﻭﻣﻸ ﻓﻤﻪ ﺑﻠﻴﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻪ
ﻭﺃﺧﺬﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﻓﻨﻬﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ
ﻓﺘﺴﺎﻗﻄﺖ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ...
ﻓﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺒﺮﻫﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻤــﺎﺭ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻬﻖ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ
ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﺍ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺤﻤــﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ
ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﺿﺤﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺼﺐ ﻏﺒﻴﺔ
ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻮﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻭﻃﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺮﺳـــﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺤﻀﺮﻩ ﻓــــــﻮﺭﺍ
ﻓﻌﻼ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺒﻮﺳﺎ ﻓﻬـــﺮﺏ ﻻ ﻳﻠﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ
ﻟﻜﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﻛﻠﺐ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺮﺏ
ﻃﺒﻌﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻧﺴﻮﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻭﻓﺎﻭﺿﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﻠﺐ
ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ ﻃﺒﻌﺎ
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻥ ﺗﻄﻠﻘﻪ ﻟﻴﺤﻀﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﻨﺼﺐ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ
ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻨﻮﺓ ﻓﻠــﻢ ﻳﺠــﺪﻭﺍ ﺳﻮﻯ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :ﻟﻤـﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻮﻣﻲ ﺑﻮﺍﺟﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻟﻬـﺆﻻﺀ ﺍﻷﻛـﺎﺭﻡ؟؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﺇﻧﻬﻢ ﺿﻴﻮﻓﻚ ﻓﻘﻢ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﻢ ﺃﻧﺖ
ﻓﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺃﺧــﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﺳﻜﻴﻨﺎ ﻣﺰﻳﻔﺎ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻘﺒﺾ ﻭﻃﻌﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻮﻧﺎ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻓﺘﻈﺎﻫﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ
ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ :ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻮﺍ ... ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻓﻮﺭﺍ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﺰﻣﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻌﺰﻑ
ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﺎ
ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻫﻮﺷﻴﻦ
ﻧﺴﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﺍ ، ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﻔﺎﻭﺿﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻣﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﺮﻭﻩ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺯ ﺑﻪ ﻭﻃﻌﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻌﺰﻑ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻠﻢ ﺗﺼﺤﻮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﺨﺎﻑ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻧﻪ
ﻗﺘﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺎﺩﻋﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺰﻣﺎﺭ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﺍﻧﻪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻓﺎﺳﺘﻌﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻣﻨﻪ .... ﻭﻗﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ... ﻃﻔﺢ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ
ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻛﻴﺲ ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﻟﻴﻠﻘﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ
ﺳﺎﺭﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﻮﺍ ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﻟﻠـــﺮﺍﺣﺔ ﻓﻨــﺎﻣﻮﺍ
ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻳﺼﺮﺥ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻴﺲ
ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺭﺍﻋﻲ ﻏﻨﻢ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻴﺲ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻧﻴﺎﻡ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺰﻭﻳﺠﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﺖ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ
ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺮﻱ
ﻃﺒﻌﺎ ... ﺃﻗﺘﻨﻊ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻝ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻃﻤﻌﺎ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﺗﺎﺟﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ
ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺧﺬ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺃﻏﻨﺎﻣﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﻟﻤﺎ ﻧﻬﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺗﺎﺣﻴﻦ
ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﻣﻌﻪ ﺛﻼﺙ ﻣﺌﺔ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ
ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﻟﻘﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ﺧﺮﺟﺖ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﻠﻘﺘﻪ ﻭﺃﻋﻄﺘﻪ ﺫﻫﺒﺎ ﻭﻏﻨﻤﺎ ﻭﺃﻭﺻﻠﺘﻪ ﻟﻠﺸﺎﻃﻲﺀ
ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﺭﻣﻮﻩ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺍﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻃﻲﺀ ﻷﻧﻘﺬﺗﻪ ﺍﺧﺘﻬﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻨﻘﺬﻩ ﻭﺗﻌﻄﻴﻪ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ
ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ...
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻳﺤﺪﺛﻬﻢ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻪ
ﻟﻴﻤﺎﺭﺳﺎ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺣﻤــﺎﺭﺍ ﻭﻣﻸ ﻓﻤﻪ ﺑﻠﻴﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻪ
ﻭﺃﺧﺬﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﻓﻨﻬﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ
ﻓﺘﺴﺎﻗﻄﺖ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ...
ﻓﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺒﺮﻫﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻤــﺎﺭ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻬﻖ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ
ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﺍ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺤﻤــﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ
ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﺿﺤﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺼﺐ ﻏﺒﻴﺔ
ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻮﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻭﻃﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺮﺳـــﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺤﻀﺮﻩ ﻓــــــﻮﺭﺍ
ﻓﻌﻼ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺒﻮﺳﺎ ﻓﻬـــﺮﺏ ﻻ ﻳﻠﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ
ﻟﻜﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﻛﻠﺐ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺮﺏ
ﻃﺒﻌﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻧﺴﻮﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻭﻓﺎﻭﺿﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﻠﺐ
ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ ﻃﺒﻌﺎ
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻥ ﺗﻄﻠﻘﻪ ﻟﻴﺤﻀﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﻨﺼﺐ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ
ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻨﻮﺓ ﻓﻠــﻢ ﻳﺠــﺪﻭﺍ ﺳﻮﻯ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :ﻟﻤـﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻮﻣﻲ ﺑﻮﺍﺟﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻟﻬـﺆﻻﺀ ﺍﻷﻛـﺎﺭﻡ؟؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﺇﻧﻬﻢ ﺿﻴﻮﻓﻚ ﻓﻘﻢ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﻢ ﺃﻧﺖ
ﻓﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺃﺧــﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﺳﻜﻴﻨﺎ ﻣﺰﻳﻔﺎ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻘﺒﺾ ﻭﻃﻌﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻮﻧﺎ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻓﺘﻈﺎﻫﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ
ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ :ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻮﺍ ... ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻓﻮﺭﺍ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﺰﻣﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻌﺰﻑ
ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﺎ
ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻫﻮﺷﻴﻦ
ﻧﺴﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﺍ ، ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﻔﺎﻭﺿﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻣﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﺮﻭﻩ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺯ ﺑﻪ ﻭﻃﻌﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻌﺰﻑ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻠﻢ ﺗﺼﺤﻮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﺨﺎﻑ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻧﻪ
ﻗﺘﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺎﺩﻋﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺰﻣﺎﺭ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﺍﻧﻪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻓﺎﺳﺘﻌﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻣﻨﻪ .... ﻭﻗﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ... ﻃﻔﺢ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ
ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻛﻴﺲ ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﻟﻴﻠﻘﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ
ﺳﺎﺭﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﻮﺍ ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﻟﻠـــﺮﺍﺣﺔ ﻓﻨــﺎﻣﻮﺍ
ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻳﺼﺮﺥ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻴﺲ
ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺭﺍﻋﻲ ﻏﻨﻢ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻴﺲ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻧﻴﺎﻡ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺰﻭﻳﺠﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﺖ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ
ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺮﻱ
ﻃﺒﻌﺎ ... ﺃﻗﺘﻨﻊ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻝ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻃﻤﻌﺎ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﺗﺎﺟﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ
ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺧﺬ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺃﻏﻨﺎﻣﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﻟﻤﺎ ﻧﻬﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺗﺎﺣﻴﻦ
ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﻣﻌﻪ ﺛﻼﺙ ﻣﺌﺔ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ
ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﻟﻘﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ﺧﺮﺟﺖ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﻠﻘﺘﻪ ﻭﺃﻋﻄﺘﻪ ﺫﻫﺒﺎ ﻭﻏﻨﻤﺎ ﻭﺃﻭﺻﻠﺘﻪ ﻟﻠﺸﺎﻃﻲﺀ
ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﺭﻣﻮﻩ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺍﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻃﻲﺀ ﻷﻧﻘﺬﺗﻪ ﺍﺧﺘﻬﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻨﻘﺬﻩ ﻭﺗﻌﻄﻴﻪ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ
ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ...
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻳﺤﺪﺛﻬﻢ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻪ